انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات ورشة العمل (البعد الأخلاقي لتطبيقات العلم والتكنولوجيا في المشروعات القومية) التي ينظمها مجلس أخلاقيات البحث العلمي وهو أحد التشكيلات العلمية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تحت رعاية الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وصرح الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية بأن ورشة العمل ، التي يشارك فيها لفيف من الخبراء والمخصصين ، تستهدف إتاحة الفرصة لمتخذي القرار لبلورة رؤية مكتملة للعلاقة الاستراتيجية بين مؤسسات البحث العلمي والأنشطة التي تتم في هذه المشروعات القومية وأهمية التعاون الوثيق بينهما. وقال صقر إن الورشة ناقشت ما انتهت إليه الدراسة الحالية إلى ما يمكن وصفه "بمدونة أخلاقية" والتي تشمل الممارسات والآليات التي تكفل نجاح واستدامة خمسة من المشروعات القومية شملتها الدراسة وهي (محطة الطاقة النووية بالضبعة ، تنمية محور قناةالسويس ، تنمية شبه جزيرة سيناء، استصلاح وزراعة واحد ونصف مليون فدان ، وتنمية المثلث الذهبي " قنا / سفاجا / القصير)..مشيرا إلى أن الدراسة لم تتعرض للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلا من حيث الإشارة إليها كلما احتاج الأمر ذلك بل كان التركيز على البعد المساند لهذه الأبعاد وهو البعد الأخلاقي. وأوضح أنه تم مناقشة أهمية إنشاء آلية أو وحدة للبحث العلمي والتكنولوجيا في هيكل إدارة كل مشروع تقوم على متابعة وسلامة استخدام تطبيقات العلم والتكنولوجيا والتصدي لكل ما قد يؤثر سلبا على الأداء أو البيئة الطبيعية ووضع الخطط اللازمة لمواجهتها ؛ والعمل على تطوير أساليب التعامل مع أنشطة المشروع والتي قد تتغير بمرور الوقت بحسب ما يستجد من معرفة علمية حيث إن الأسلوب العلمي الذي ينتهجه العاملون في هذه الآلية أو الوحدة يقتضى الوصول إلى الحقائق الثابتة مهما كانت. وقال رئيس الأكاديمية إن التركيز على البعد الأخلاقي يعزز ويساند الجهود المبذولة لتحقيق أهداف البرنامج التنموي المصري الذى يشمل عددا من المشروعات القومية العملاقة وعلى سبيل المثال وليس الحصر في مجال الزراعة بما يشتمل عليه من بعد اقتصادي وبعد اجتماعي وبعد من أهم الأبعاد الأخلاقية وهو توفير الأمن الغذائي الذى هو من أهم أبعاد الأمن الإنساني. وأضاف أن هذا الأمر يستدعي تكثيف جهود البحوث العلمية التطبيقية التي تهدف إلى تحسين الخصائص الطبيعية والكيميائية للتربة بصفة عامة والتوصل إلى سبل تقليل فاقد البخر والرشح وخاصة في المناطق التي تعتمد على المياه الجوفية بالإضافة إلى ضرورة الالتزام باستخدام أساليب وتكنولوجيا الري الرشيد وتحديد التركيب المحصولي الذي يتناسب وطبيعة كل منطقة. وفي مجال الموارد المائية .. قال رئيس الأكاديمية إن مصر تنعم بخزانات جوفية لا يستهان بها ، بعضها يحتوي على المياه الأحفورية وهى غير متجددة ومصيرها النضوب والبعض الآخر خزانات متجددة ، تتجدد بحسب سرعة مرور المياه فى طبقات الأرض الصخرية وبما يطرأ على مصادرها من تغيرات، فعدم الاستخدام الرشيد للمياه من أخطر المعوقات التي تهدد المنظومة التنموية كلها. وأشار إلى أن النشاط التعديني سواء في سيناء أو في منطقة المثلث الذهبى خاصة وأنهما تتمتعان بثروة معدنية لا يستهان بها ، لم يتم استثمارها الاستثمار الأمثل ، لذلك يجب أن ترتكز أنشطة التنمية في هذا المجال على تنمية وتصنيع هذه الخامات جزئيًا أو كليًا ؛ مما يضيف إلى عائدها الاقتصادي أضعافًا مضاعفة ويوفر في الوقت نفسه فرص عمل هائلة وتوظيف للخبرات الوطنية المتاحة في مراكز البحوث والجامعات مع مراعاة عدم استنزاف هذه الثروة المعدنية فهي ليست ملكًا للجيل الحالي فقط بل ملك للأجيال القادمة. ولفت إلى أن نجاح المشروعات القومية يعتمد بالدرجة الأولى على القدرات البشرية القائمة على تنفيذها ومتابعتها وهو ما يحتاج إلى توفير العناصر البشرية القادرة ليس على تنفيذ ما هو مخطط له فقط ، بل يكون لها القدرة على التطوير والتحديث والتصدي لكل ما قد يطرأ من مشكلات ومواجهتها ؛ وهو ما يستدعى تطوير البرامج التعليمية خاصة فى مجال التعليم الفني الزراعي والصناعي واستحداث برامج تعليمية جديدة تتناسب والخبرات اللازمة لهذه المشروعات.