التكنولوجيا والصناعات البلاستيكية طغت على صناعة الخوص بالوادي 3 قرى فقط لا تزال متمسكة بصناعة الخوص ممتهنة للحرفة: الدولة لا تهتم بها ولاتوفر لها أسواقا تعتبر محافظة الوادي الجديد من أهم المحافظات التي تشتهر بمنتجات الخوص حيث يوجد بها المحصول الاستراتيجي وهو البلح ، وتعتبر من أكبر المحافظات زراعة للنخيل، حيث تضم مليونا و600 الف نخلة موزعة على مراكز المحافظة الخمسة وهو ما يجعلها مصدرًا لتوفير المادة الخام لتلك الصناعة. تقول كريمة محفوط بقري مركز الداخلة وكانت تمتهن حرفة صناعة الخوص ,إن صناعة الخوص فى الفترة الاخيرة شهدت تراجعا ملحوظا بسبب توقف السياحة بالمحافظة وظهور صناعة المواد البلاستيكية، مما جعلها أوشكت علي الاندثار ولم يعد لها وجود إلا في ثلاث قري وهي البشندي بمركز بلاط وقرية المنيرة في مركز الخارجة , وقرية القصر في مركز الداخلة. وأضافت نجوي عبد الدايم من احدي قري مركز بلاط أنها لا تزال تعمل بتلك الحرفة والتي ورثتها عن والدتها حيث كانت تعمل فيها منذ عشرات السنين مضيفة انها اخر من تبقى من عائلتها يمتهن تلك الحرفة ، والتى لا يقبل عليها البعض وذلك لانعدام الوفود السياحية وظهور منتجات البلاستيك, مشيرةً الي أن الدولة لاتهتم حاليًا بتلك الحرفة ولا توفر لها أسواق فضلا عن بخس ثمن منتجات الخوص بالوادي الجديد على الرغم من جودتها ومتانة صناعتها. وتابعت أنها كانت تقوم بتصنيع منتجات الخوص وتقوم بتخزينها لحين موسم الشتاء والذي كان يقبل فيه السياح الأجانب للوادي الجديد ويذهبون إليها خصيصًا يبتاعون منتجات الخوص حيث كانت تجد تلك المنتجات رواجًا خلال موسم الشتاء. وعن طرق صناعة الخوص تقول أم فرحات من قرية المنيرة ,إنها تقوم بجلب السعف الابيض والاصفر اللون في مرحلة النمو وليس الجريد اليافع والسعف كبير الحجم وتقوم بتشكيله وإضافة الألوان والخيوط الملونة عليه حيث يتم من خلاله صناعة " الملقون والمقاطف، والعلايق، والقواديس، ، والشادوف، والبرش، والمراوح، والشنط، والبرنيطة" وكلها اشياء تستخدم الى الان فى البيوت الواحاتية. من جانبه يقول سعد ابو عطالله متخصص في تسويق المنتجات الحرفية , إن صناعة الخوص تراجعت نظرًا لانعدام السياحة من ناحية وظهور الماكينات الحديثة المتخصصة في الصناعات الحرفية كتصنيع البلاستيك من ناحية اخري. وناشد ابو عطالله المسؤولين بالمحافظة والجمعيات الأهلية بضرورة تبني مثل تلك الصناعات لأن الحفاظ عليها يمثل قيمة تاريخية وتراثا بيئيا لاهالي الوادي الجديد.