مجموعة «السلطان الغورى»: تحفة معمارية عمرها 499 عامًا.. فيديو وصور

موقعها الجغرافي المتميز أكسبها طابعا فريدا، اختار مؤسسها أهم شوارع القاهرة الفاطمية وأكثرها رونقا لتدشين مجموعته المعمارية الفريدة بها، تعطى انطباعا مؤثرا خلابا لدى زوارها لا يغيب عن خواطرهم عند مغادرتها، زخارف بديعة وأضرحة مزدخرة بألواح الرخام المعشق أبدعها المماليك وأكثروا فى استخدامها لعدة قرون، هى"مجموعة الغورى"، التى أنشأها السلطان قنصوه الغورى بشارع المعز بقلب القاهرة الفاطمية فى بداية القرن السادس عشر الميلادى قبل الفتح العثمانى لمصر عام 1517.
تضم مجموعة الغورى جامع ومدرسة وخانقاه، شيدها السلطان المملوكى آنذاك لطلبة الطرق الصوفية لممارسة شعائرهم الدينية، وقد أقيم الجامع على الضفة الغربية من شارع المعز بطرق التخطيط السائد من القرن الخامس عشر التى تتميز بأربعة إيوانات معلقة تتوسطها قاعة مغطاة.
أما المئذنة فلها طابع متميز، حيث تنفرد بأنها على شكل مبخرة تعلوها خمس بوصلات مثلما كان سائدا فى المآذن المملوكية، أما الخانقاه التى توجد فى مواجهة المسجد، فهى تحتوى على ضريح السلطان الغورى، وقد كان فى الأصل يعلو هذا الضريح قمة كبيرة ولكنها اندثرت فى أوائل هذا القرن، وهي مغطاة بالقيشانى الأخضر الذى كان يندر استخدامه فى العصر المملوكى، ما أكسبها رونقا مميزا وقتئذ، وقد زينت من الداخل بزخارف بديعة ومؤثرة، ويزدخر بألواح الرخام المعشق.
تشتمل المجموعة على وكالة الغورى، التى كان لها استخدامان شائعان آنذاك تمثلا في أن التجار المسافرين كانوا يستخدمون الأدوار الأرضية لتخزين بضائعهم، بينما كانوا يقيمون بالأدوار العليا، فضلا عن قربها من الجامع الأزهر والذى كان يحيط به مركز تجاري.
وتعد الوكالة ذات طراز نمطى وتتكون من وحدات صغيرة يتوسطها فناء غير مغطى، وتعتبر مجموعة الغورى نموذجا مشرفا وتحفة معمارية للعصر المملوكى بمدينة الألف مئذنة.