يشكل انتشار الفئران في العاصمة الفرنسية، باريس، أكبر المشكلات التي تواجه السلطات المحلية على مدى سنوات، بسبب الانتشار المخيف لهذه القوارض في أنحاء العاصمة تقريباً، الأمر الذي يمثل تهديداً كبيراً لقطاع السياحة. وبحسب شبكة "مونت كارلو" الفرنسية فإن الانتشار المخيف للجرذان، دفعت السلطات المحلية إلى إطلاق حربًا واسعة ضد هذه القوارض من أجل تنظيف المدينة. ومن بين الوسائل التي استخدمتها السلطات الفرنسية للحد من ارتفاع عدد الجرذان، هو غلق العديد من الساحات العامة والطرق، كما تعتزم غلق مناطق أخرى، لتوزع فيها الغذاء المسموم للجرذان، من بين هذه الساحات، حدائق تلقى إقبالاً من السياح مثل "شان دو مارس". وتقول فابيولا، إحدى سكان باريس "لقد حان الوقت لفعل شيء، أنا في الأربعين من العمر ولم أشاهد في حياتي جرذانا في وضح النهار، كانت الجرذان تختبئ في السابق، لكنها الآن تتجول بيننا بكل اطمئنان، وهذا يدل على أنها تعثر على ما تريده من غذاء". ويقول جورج سالين رئيس جهاز الصحة في بلدية باريس إن الجرذان تتكاثر "مع وفرة الغذاء والماء والأماكن التي يمكن أن تتخذها جحورا". ومما يفاقم من أزمة الجرذان ويجعل أعدادها "تنفجر" بحسب سالين، إلقاء البعض "أكياسا كاملة من الخبز على الأرصفة بهدف جذب الحمام". لكن معارضي رئيسة البلدية الاشتراكية آن ايدالجو يتحدثون عن أسباب أخرى وراء انتشار الجرذان، منها عدم تنظيف الشوارع بشكل كاف. واتهم الكاتب سيرج فيديربوش ذو التوجهات اليمينية، البلدية بأن الخدمات التي تقدمها في مجال تنظيف الشوارع، تعاني من فوضى شاملة، ورأى أن ظهور "جزر من النفايات" في شوارع العاصمة هو ما يفاقم من أزمة الجرذان.