سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
17 مستشفى للتكامل الصحي بالقليوبية نموذج لإهدار المال العام.. مبان تكلفت ملايين الجنيهات تحولت إلى خرابات تسكنها الخفافيش.. ووكيل الوزارة: لدينا خطة للتطوير.. «صور»
* مواطنون: المستشفيات فشلت في خدمة طالبي الخدمة العلاجية * قرار تحويل المستشفيات لوحدات أسرة «إهدار للمال العام» * نائبة تطالب الوزير بتحويل وحدة طب الأسرة بقرية طنان لمستشفى مركزي * وكيل الصحة: لا خصخصة للمستشفيات الحكومية رغم إنفاق الدولة ملايين الجنيهات على مستشفيات التكامل الصحي بمحافظة القليوبية، بهدف تقدم خدمة طبية متميزة لأهالي المحافظة إلا أنها تحولت إلى مبان خرسانية تسكنها الخفافيش والكلاب الضالة بعد أن فقدت الهدف الذي أنشئت من أجله وتحولت إلى مراكز لصحة الاسرة تقوم بتطيعم الأطفال وتسجيل المواليد في نموذج صارخ لإهدار المال العام داخل مؤسسات الدولة. في القليوبية وحدها تم إنشاء 17 مستشفى للتكامل الصحي بمختلف قرى المحافظة بهدف تقديم خدمات طبية متكاملة على غرار المستشفيات المركزية والعامة لتخفيف الضغط عليها إلا أنها فشلت فجاء الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، وأصدر قرارا بإغلاقها وتحويلها لمراكز طب أسرة. يقول أحمد حسين، من أهالي قرية عرب الصوالحة بشبين القناطر، إن "مستشفى التكامل بقرية عرب جهينة بشبين القناطر تم إنشاؤه على مساحة تعدت ال 8 آلاف متر مربع، ورغم كبر مساحته وإنشاء أقسام علاجية كثيرة به إلا أنه لم يُستغل منه إلا جزء صغير فقط، ويفتقر للخدمات، حيث لا يوجد به تخصصات ويقوم طبيب واحد بتوقيع الكشف الطبي على جميع المرضى، والروتين البطيء دفعني للعزوف عن المتابعة والكشف في هذا المبنى والذهاب لمستشفى المدينة أفضل". ومن جانبه طالب عادل خطاب، من أهالي القرية، بضرورة وجود تخصصات طبية في الوحدات الصحية، "لأنه من غير المعقول أن يقوم طبيب واحد حديث التخرج بالكشف على كل الحالات المرضية ويفهم في جميع التخصصات وان كان هناك عجز في الأطباء المتخصصين لا مانع من حضوره يوما واحدا كل أسبوع بناء على مواعيد محددة ومعروفة"، مشيرا الى انه لا يوجد اسطوانات أوكسجين في معظم الوحدات الصحية ولا تتوافر سيارات إسعاف لمساعدة الحالات الحرجة ونقلها إلى العيادة الشاملة بمركز شبين القناطر". وذكر محمد علام، أن الوحدة الصحية بقرية طنان بقليوب تم إنشاؤها على مساحة أكثر من 12 ألف متر مربع وتم تجهيزها على أعلى مستوى، بعد أن تم إنشاؤها على أنها ستكون مستشفى مركزيا لخدمة الطرق السريعة، ورغم ذلك تحولت إلى خرابة تسكنها الحيوانات الضالة بعد أن تعطلت الأقسام العلاجية. وأشار إلى أن قرار وزارة الصحة بتحويل مستشفيات التكامل الصحي إلى وحدات طب أسرة يعد مخالفا لمواد الدستور وإهدارًا للمال العام، لافتا إلى أن القرار يمنع أهالي القرى من حقهم في العلاج المميز بعد أن تم إغلاق هذه المستشفيات التي تكلفت ملايين الجنيهات على مستوى المحافظة، وأصبحت لا تعمل بها إلا عيادة أو عيادتان لتشغيلها وأصبحت بقية المباني غير مستغلة دون استفادة حقيقية منها. وذكر أحمد عمران، أن مستشفى التكامل بقرية العمار بطوخ تم إنشاؤه وتزويده بوحدة غسيل كلوي لخدمة أهالي القرية والقرى المجاورة مشيرا إلى أن "المستشفى به العديد من المباني والمنشآت التي تم هجرها ويتم تقديم الخدمات الصحية في جزء بسيط منها وجميع الخدمات التي تقدم عبارة عن صرف مسكنات وخدمات تنظيم الأسرة ودائما الأدوية ناقصة"، مؤكدًا أن الطبيب المتواجد بداخله يقوم بكتابة روشتة للمريض لصرفها من الخارج، ما أدى إلى عزوف المواطنين عنها وأصبح الممرضون والعمال وطبيب الوحدة يتقاضون مرتباتهم دون عمل. من جابنها طالبت سولاف درويش، عضو مجلس النواب عن قليوب، الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، بالموافقة على تحويل وحدة طب الأسرة بقرية طنان إلى مستشفى مركزي وقالت سولاف في طلبها الذي قدمته للوزير إن المبنى تم إنشاؤه على أساس انه مستشفى تكامل صحي والمبني مكون من ثلاثة طوابق وبه عدد اكثر من 90 غرفة على أعلى مستوى وأحدث طراز ويوجد به حجرة عمليات صغرى وكبرى وقسم داخلي سعة 50 سريرا وبه سكن للأطباء وسكن للتمريض وجناح علاج طبيعي وأشعة ومعمل تحليل وللأسف لا يعملون لذلك نطالب بإلغاء قرار الوزير الأسبق لكونه تسبب في حرمان القرية من المستشفي المركزي وتسبب في إهدار المال العام بعد انقاق الملايين على تجهيزها. وأوضحت أن مستشفى طنان يخدم قرية يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة أو أكثر بخلاف سكان عدة مناطق مجاورة، بالإضافة إلى وقوع القرية بالقرب من طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي وطريق قليوب بلبيس والطريق الدائري ومن الممكن أن تقوم بخدمة الحوادث التي تقع على الطرق المذكورة. من جانبه أكد الدكتور نصيف حفناوي، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أنه لا صحة على الإطلاق لما أُثير على بعض مواقع التواصل الاجتماعي من خصخصة بعض المستشفيات الحكومية سواء بالقرى أو المدن على مستوى المحافظة. وقال نصيف إنه تقرر لأول مرة تحويل 17 وحدة صحية لطب الأسرة بقرى الإقليم إلى مراكز طبية متخصصة لتقديم خدمة صحية متميزة للمرضى بهذه المناطق، فضلا عن الاستفادة من المباني والمنشآت الطبية التي أنفقت عليها الدولة ملايين الجنيهات في الارتقاء بالخدمات الطبية. وأوضح "حفناوي" أن المشروع سيطبق على عدة مراحل ستتضمن المرحلة الأولى قرى طحانوب حيث سيتم تحويل الوحدة إلى مركز للحضانات وغسيل الكلي والرعاية الأساسية وكذا وحدة عرب جهينة التي سيتم تحويلها إلى مركز لعلاج الكبد ومستشفى بلقس الذي تقرر تحويله إلى مركز للطوارئ لقربه من الطريق الدائري وبعض الطرق الرئيسية مؤكدا أن وحدة العمار سيتم تحويلها لمركز متخصص في غسيل الكلى ومركز آخر للصدر والاستفادة من إمكانيات المبنى الطبي.