- في ذكرى رحيل الفنانة سناء جميل - ولدت بصعيد مصر عام 1930 والتحقت بإحدى المدارس الفرنسية - زكي طليمات وفر شقة لها تقيم فيها بعد تخلي شقيقها عنها - "بداية ونهاية" من أهم محطاتها الفنية - صفعة الفنان عمر الشريف افقدتها حاسة السمع في اإحدى أذنيها سيدة ارستقراطية تتحدث الفرنسية وبالكاد يمكنها النطق بالعربية، ولكنها فلاحة وزوجة لعمدة القرية المستبدة وتختار لزوجها الزوجة الثانية للوصول للابن المرجو، وهي التاجرة التي تدخن الشيشة أمام أكثر الرجال سطوة في المجتمع والحكومة في المسلسل الشهير "الراية البيضاء" .. هى الفنانة الراحلة سناء جميل، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2002 ويرصد "صدى البلد" معلومات عن مشوارها الفني.. اسمها الحقيقي ثريا يوسف عطا الله من مواليد عام 1930 في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا ولدت لأب يعمل محاميا في المحاكم المختلطة ووالدتها خريجة كلية البنات الأمريكية بمحافظة أسيوط، حيث كانت تعيش مع والديها وشقيقتها التوأم بمدينة ملوي قبل ان تنتقل الأسرة إلى القاهرة. استقرت الأسرة بالقاهرة حتى قامت بإيداع سناء جميل في مدرسة (المير دي دييه) الفرنسية بالقسم الداخلي ثم اختفى الأب والام تاركين ابنتهما بمفردها، وهي لم تتجاوز التسع سنوات ولم يعلم أحد إلى الآن سبب الاختفاء لتعيش سناء بقية حياتها علي أمل الالتقاء بتوأمها. التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدون علم شقيقها الأكبر الذي لجأت إلى الإقامة معه في القاهرة في ظل غياب الأسرة وقام بطردها بعد علمه بالأم، ولكن زكي طليمات مؤسس المعهد العالي للفنون المسرحية وقف إلى جانبها ووفر لها سكنا كما بحثت هي عن وظيفة تعيينها علي الحياة فقد تعلمت تفصيل الملابس والمفروشات مقابل 6 جنيهات شهريا لتمارس موهبة التمثيل. واجهت جميل العديد من المصاعب لدى انضمامها إلى معهد التمثيل بسبب لكنتها وعدم إتقانها للغة العربية إلا أن زكي طليمات وقف جانبها أتقنت العربية وكان اول ادوارها في السينما عام 1951 حيث انضمت للعمل مع فرقة فتوح نشاطي المسرحية عقب تخرجها من المعهد وقدمت عدة أدوار سينمائية خلال فترة الخمسينيات ومن بينها سلوا قلبي - بشرة خير - حرام عليك. لكن البداية الحقيقية لها من خلال فيلم "بداية ونهاية" للأديب الكاتب نجيب محفوظ حيث قامت بدور نفيسة، والتي جسدت فيه شخصية الفتاة الفقيرة العانس التي تضطرها ظروفها للممارسة الحرام وقالت جميل في أحد حواراتها الفنية (لقد فقدت حاسة السمع بسبب (القلم) الذي صفعها اياه الفنان عمر الشريف وذلك أثناء تصويره للمشهد وصفعها قلما حقيقيا أصيبت علي إثره بفقدان حاسة السمع بإحدى الأذنين. قامت بالمشاركة في 9 مسرحيات و15 مسلسلا و46 فيلما سينمائيا، ولكن مع هذا التألق إلا أنها كانت مقلة في إسهاماتها في مجال المسرح فلم تقدم سناء جميل سوى أعمال قليلة منها "ماكبيث" "زواج الحلاق" "الدخان زهرة الصبار" "رجل الأقدار" "سقوط فرعون" "ابن جلا". التقت بزوجها لويس جريس عن طريق زميلة صحفية سودانية وفي حفل إقامته لها بمنزلها تعرفت علي جريس وكان اللقاء الأول بالفنانة سناء جميل حيث كانت بداية قصة الحب بينهما ظل الصحفي لويس جريس لفترة طويلة كاتما حبه إذ كان يعتقد خطأ انها مسلمة خاصة وأنها كانت دائما ما تردد عبارات مثل (والنبي .. والله العظيم ) ولكنه قرر أن يفاجئها قائلا (لو ما كنتيش بس مسلمة وانا مسيحي كنت طلبتك للجواز ) فابتسمت جميل قائلة "أنا مسيحية يا لويس" وتم الزواج بين الحبيبين عام 1961 ولكن الفنانة الراحلة أثرت إلا تنجب كي تتفرغ بشكل كامل لفنها. عانت الفنانة الراحلة في آخر أيامها من سرطان الرئة وظلت في المستشفى لمدة ثلاثة أشهر وكان يؤرقها منظر وجهها وتسأل زوجها ما إذا كان قد تشوه أم لا وقد كشفت لزوجها لويس جريس بانها لو عاد بها الزمن الى الوراء كانت ستتوقف عن التمثيل وتفصل ملابس بتصميمات مميزة أولادا يملئون حياتها.