عندما يقول المولي عز وجل أنا فقط المسئول عن رزقك فلابد أن يبرد قلبك وتطمئنَ بأن رزقك بيدِ الله عز وجل، وليس لأحدٍ من البشر دخل في مصدرِ رزقك. حينما يأتِيكَ خطاب إنذار بفصلكَ عن العمل لا تحزن فهذه ليست نهاية العالم، بل ربما تكون هذه بداية حياتك الحقيقية، التى كُنتَ تنتظر أن تحصل عليها، وربما تكون محطات من المِحن التي ستمر بها لتكتسب منها خبرات جديدة في حياتك ، وربما تكونُ سببًا في كشف الكثير من الوجوه المزيفه التي تعرفها عن قرب وكنت تظن أنها وجوه تُحبُك ويتمنون لك الخير، فتكون هذه الفترة بمثابة فلتر تُنقي به من يستحق أن يكونَ صديقك ومن لا يستحق ذلك . أعلم يقين العلم أننا بشر نُصيبُ ونُنخطأ ،وكثير ماتُسيطر علينا مشاعرنا وافكارنا في الظروف التي يمر بها أي شخص يوضع في هذا الموقف. أعلم انها ستكون صادمة عندما يعلم هذا الشخص ان باقي لديه فترة قصيرة وسيصبح بدون عمل وبدون اي مصدر دخل ، وهناك الكثيرون الذين تعرضوا للفصل المباشر دون سابق انذار ، وهناك الكثيرون ممن وضَعوا كل ما يملكون في مشاريع ولم يوفقوا. إن من هؤلاءِ من استطاع الوقوف علي قدميه وقد بدأَ من الصفر مرة أخري، ومنهم من استسلم لهمومه. سأروي اليكم قصة معبّرة.. التحق شاب أمريكي يدعى " والاس جونسون " بالعمل في ورشة كبيرة لنشر الأخشاب، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عُمرِه، حيث كان شابًا قويًا قادرًا على الأعمال الخَشِنة الصعبة. وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته، وأصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة. فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عودة، وفي تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف، وبلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس كما قال وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة. لقد أُغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه بأنَّ ليس لديه وليس لدى زوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل. وذهب إلى البيت وأبلغ زوجته بما حدث، فقالت له زوجته ماذا نفعل؟. فقالَ: سأرْهَن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء. بالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصًا في بناءِ المنازل الصغيرة. وفى خلال خمسة أعوام من الجهدِ المتواصل أصبحَ مليونيرًا مشهورًا. إنه "والاس جونسون" الرجل الذي أنشأ وبنى سلسلة فنادق هوليدي إن. أنشأ عددًا لا يُحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم. ويقول هذا الرجل في مذكراتهِ الشخصية، لو علمتُ الآن أينَ يُقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمتُ جدا ولم أفهم لماذا، أمَّا الآن فقد فهمتُ أنَّ الله شاء أن يُغلق في وجهي بابًا ليفتح أمامي طريقا أفضل لي ولأسرتي. لم يفشل ولم يستسلم وبدأ من الصفر وأصبح من أشهر الشخصيات في العالم. هكذا أنت فهو ليسَ أفضلَ منك فيُمكنُكَ أْن تبدأ من جديد وتَبني الحياة التي تتمناها. رزقك بيد الله، ولكن قد يُسخر الله بعض البشر ليكونو سبب في رزقكِ، وليس مصدر رزقك.