* خبراء : * غنية: 200 ألف «نحال» مهددون بالتشرد بسبب أزمة السكر * أبو سريع: مليار و200 ألف جنيه قيمة صادراتنا من طرود النحل * أستاذ تربية النحل: الخلية الواحدة بمصر تنتج 15 كيلو سنويا تعيش صناعة النحل المصرية أزمة هذه الأيام بسبب الارتفاع فى أسعار السكر، وهذا ينذر بكارثة حقيقية، وهى انقراض هذه الصناعة وهو الأمر الذي يؤثر على جودة الكثير من المحاصيل "الخضر والفاكهة" بسبب التلقيح .. وفى هذا الملف نتعرف اسباب الازمة الحقيقية والبدائل المقترحة للخروج منها. وفى بداية الأمر أكد الدكتور أيمن غنية، سكرتير عام جمعية مملكة النحل المصرية وعضو بمركز البحوث الزراعية قسم النحل، أن صناعة النحل في مصر تعيش أزمة كبري نتيجة الارتفاع الشديد في أسعار السكر، والتي باتت تهدد الصناعة بالانقراض، مشيرًا إلي أنه لا يمكن الاستغناء عن السكر في تغذية النحل. وأوضح "غنية" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أن ما يقرب من 200 ألف مصري يعملون بمهنة النحال حيث تعد هي المصدر الرئيسي لقوت يومهم لذا فإن انقراض مهنة النحال بموت النحل سيشرد آلاف الأسر المصرية، لافتًا إلى أن مصر تصدر سنويا منتجات ومستلزمات بملايين الدولارات. وطالب سكرتير عام جمعية مملكة النحل المصرية وعضو مركز البحوث الزراعية بضرورة حصر أعداد المناحل عبر الإرشاد الزراعي والعمل علي استخراج بطاقات تموينية لتوفير السكر اللازم لهم كل علي قدر خلايا النحل لديهم، منوهًا إلى أنه تقدم بطلبين أحدهما إلي وزير التموين والآخر إلي مجلس الوزراء لتنفيذ هذا المقترح لحماية الصناعة من الانقراض. من جانبه أكد المهندس محمد أبو سريع، ماجيستير تربية النحل وأحد مربي النحل، أن ارتفاع أسعار السكر يؤثر بالسلب علي صناعة النحل في مصر والتي تعتمد علي السكر في تغذيتها بشكل أساسي وقوي ولا يمكن الاستغناء عنه علي الإطلاق، مشيرًا إلي أن تلك الأزمة تهدِّد التوازن البيئي بالخلل وذلك لأن الكثير من النباتات تعتمد علي النحل كمصدر للتلقيح. وأوضح "أبو سريع" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن مصادر تغذية النحل في مصر هي المحاصيل الزهرية وهي محاصيل الموالح والتي تزرع في شهر 4 والبرسيم في شهر 6 والقطن قبل انقراضه في أشهر 7 و 8 و9 ، حيث يُعد السكر هو البديل الغذائي الرئيسي للنحل بعد انقضاء تلك المحاصيل، لافتا إلي أن مصر تقوم بتصدير طرود نحل لدول الخليج بمبلغ مليار و200 ألف جنيه سنويًا. وطالب "أبو سريع" بضرورة توفير السكر المدعم عن طريق الجمعيات الزراعية من خلال بطاقات تشبه بطاقات التموين وذلك للحفاظ علي تلك السلعة القومية من الانقراض، منوها أن سعر طرد النحل ارتفع من 40 دولارًا الي 65 دولارًا وهو ما يشير إلي ارتفاع باهظ في كافة المنتجات المتعلقة بالنحل. من جانبه أكد الدكتور محمود عبدالسميع استاذ تربية النحل بجامعة عين شمس، أن نقص السكر وارتفاع أسعاره اثر بشكل كبير على مهنة النحل وصناعة العسل، وذلك لاعتماد النحالين على السكر كمصدر أساسي للغذاء للنحل، مشيرا الى أن الخلية الواحدة في مصر تنتج من 10 الى 15 كيلو عسل سنويا. وأوضح عبد السميع في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن ارتفاع أسعار السكر يؤدي الى عزوف الكثير من النحالين عن شرائه، مما يؤدي إلى وفاة النحل وهو الأمر الذي يؤثر على جودة الكثير من المحاصيل "الخضر والفاكهة"، لافتا الى ان الفترة الماضية شهدت ارتفاعا ملحوظا في جميع منتجات النحل وكذلك الطرود الخاصة به بأسعار جنونية. ولحل أزمة السكر حفاظا على الثروة القومية من النحل قال أستاذ تربية النحل بعين شمس إن هناك بدائل عن السكر وهي الخميرة والنشا وفول الصويا وحبوب اللقاح لتصنيع سكر اللاكتور والفراكتوز، مطالبا وزارة الزراعة المصرية بضرورة تبني مشروع تربية نحل العسل من أجل حصر اعداد النحالين والخلايا.