* أول مبان بحجر المرجان بطور سيناء غير مستغلة سياحيا * إمام مسجد الكيلاني الأثري: عبق التاريخ يطل من بين المباني العتيقة بطور سيناء * مدير آثار الطور: تل الكيلانى كان جزءًا من الميناء القديم لمصر في العصر الإسلامي * باحث أثري: لا يوجد مثيل لتلك البنايات سوى في مدينة القصير وبعض المناطق بالسودان رغم أن آثار طور سيناء هى أول مبان بنيت بحجر المرجان، ولكنها تعانى الاهمال وعدم استغلالها سياحيا فهى مازالت لم تطور ولم توضع على الخريطة السياحية رغم اهميتها التاريخية والآثار التى اكتشفتها البعثة اليابانية، علاوة على ان المتحف لم يفتح مطلقا للجمهور أو السياح. قال الشيخ لبيب احمد سليم امام مسجد الكيلانى الاثرى الواقع بمنطقة اثار الكيلانى، ان المنطقة بها عبق التاريخ والمبانى العتيقة التى بنيت بالحجر المرجان والشعاب المرجانيه، مشيرا الى أن تلك الاثار سميت بالكيلانى نسبة الى الامام الصوفى عبد القادر الكيلانى الذى يوجد له مقام ومسجد اثرى بالمنطقة وأوضح الشيخ لبيب ان المنطقة كان يوجد بها ميناء اثرى قديم. وطالب الشيخ حميد سعد الدورمى من قبيلة الزينة باستغلال منطقة الاثار وتجميلها حيث منطقة اثار الطور القديمة تحكى تاريخ مدينة الطور التى كان يعيش بها سكان طور سيناء الاوائل. أوضح عبدالقادر وهبة، مدير آثار الطور أن تل الكيلانى بطور سيناء كان جزءًا من الميناء القديم لمدينة الطور فى العصر الاسلامى حيث كان هذا الميناء خلال العصر المملوكى هو الميناء الرئيسى لمصر على البحر الأحمر فى الوقت الذى كان ميناء السويس مستخدما للأغراض العسكرية فقط وفى العصر العثمانى تحولت التجارة من ميناء الطور الى ميناء السويس واستمرت حتى اليوم. وأضاف أن منطقة الكيلانى تشتهر بوجود العديد من الشواهد الأثرية والتى يرجع بعضها الى العصر المملوكى والتى كشفت عنها حفائر البعثة اليابانية بالتعاون مع وزارة الاثار المصرية، حيث تم الكشف عن ميناء الطور التجارى القديم والعديد من العملات التى ترجع الى عصر محمد على هذا بالاضافة الى احتفاظ المنطقة بنموذج فريد من المنازل الخاصة بالصيادين والطورة (نسبة الى أهل الطور) حيث تتمتع هذه المنازل بموقعها الفريد على شاطئ خليج السويس حيث شيدت فى العصر العثمانى على أطلال جزء كبير من الميناء القديم واستخدمت كمنازل واستراحات للوافدين من أوروبا لزيارة الأماكن المقدسة فى سيناء وكانوا ينزلون أولا الى الميناء ثم يستكملون رحلتهم فى سيناء ومنهم قناصل روسيا واليونان كما استخدمت المنازل كسكن لبعض العاملين فى الميناء. ومن جانبه أكد أسامة صالح الباحث الأثرى بجنوب سيناء على أهمية تلك المساكن التى بنيت فى العصر العثمانى وعصر محمد على باعتبارها تمثل طرازا معماريا فريدًا حيث بنيت جميعها من الصخور المرجانية المستخرجة من البحر وهو ما يمثل قيمة تاريخية ومعمارية كبيرة فى تلك المنطقة حيث لا يوجد مثيل لتلك البنايات سوى فى مدينة القصير وبعض المناطق فى السودان ، بالاضافة الى كون منطقة تل الكيلانى نفسها شاهدة على التعايش السلمى والحضارى فيما بين المسلمين والمسيحيين والذين سكنوا تلك المنطقة جنبا الى جنب واشتركوا معا فى العمل بتلك المنطقة من خلال ميناء الطور. كما شيد بالمنطقة فى القرن التاسع عشر دير للروم الأرثوذكس وهو دير القديس جاورجيوس واستقبلت منطقة الكيلانى الحجاج المسلمين والمسيحيين والذين كانوا يبحرون معا فى سفينة واحدة من ميناء السويس، وحتى ميناء الطور ثم يذهبون معا لزيارة الأماكن المقدسة فى سانت كاترين والصعود لجبل موسى ثم يعود الحجاج الى ميناء الطور فيواصل المسلمون رحلتهم الى الأراضى الحجازية لأداء فريضة الحج ويعود الحجاج المسيحيون الى ميناء السويس ثم الى القاهرة والاسكندرية.