* الوحدة 400 الإيرانية تربطها علاقات قوية مع المافيات وتجار المخدرات * الكفاءة القتالية لأفراد الوحدة وقدرتهم على تنفيذ المهام الخاصة قد تفوق قدرة القوات الخاصة الأمريكية * دوائر استخباراتية: تعداد "الوحدة 400" يبلغ نحو 1500 عنصر قالت وسائل إعلام إسرائيلية وكينية، اليوم الخميس، إنه تم إلقاء القبض على إيرانيين اثنين وكيني خططوا لشن هجمات ضد السفارة الإسرائيلية في نيروبي، وهو ما يعيد للواجهة، مرة أخرى، قضية وجود وحدة إيرانية داخل فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، تتولى مهمة تنفيذ العمليات الإرهابية خارج البلاد، وتنفيذ الاغتيالات للشخصيات التي تمثل خطرا على النظام، سواء من المعارضة أو من دول معادية. يعمل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عبر العديد من القنوات الخاصة خارج إيران، وتكون عملياته إما عن طريق تهريب الأسلحة إلى الكيانات الموالية لإيران خارج حدودها، وتغذية الصراعات بما يخدم المصالح الإيرانية عن طريق الوحدة 190 التابعة لفليق القدس، وإما عن طريق جمع المعلومات والتجسس وتنفيذ الضربات الانتقامية خارج الحدود، والقيام بعمليات التفجير والاغتيالات، وهو ما تقوم به الوحدة 400 بالفيلق، عبر شبكة معقدة للغاية من العلاقات مع المنظمات المشبوهة والمافيات في العديد من الدول. ما هي الوحدة 400 بفليق القدس؟ يعرف موقع " vsquds.com" الاستخباراتي والمتخصص في رصد ومكافحة أنشطة فيلق القدس، الوحدة الإيرانية بأنها ذراع العمليات الخاصة للفيلق والمنوط بها القيام بالعمليات التفجيرية الانتقامية والاغتيالات خارج إيران، وهي تتبع مباشرة للواء قاسم سليماني، وتتم عملياتها بالتنسيق المباشر بين سليماني والمرشد الأعلى الإيراني، فيما تقول الباحثة الصحفية ألما كيشافارز في بحث نشرته مجلة "smallwarsjournal" المتخصصة في رصد ومناقشة الحروب غير التقليدية مثل حروب العصابات والحروب الداخلية، إن الكفاءة القتالية لأفراد الوحدة وقدرتهم على تنفيذ المهام الخاصة قد تفوق قدرة القوات الخاصة الأمريكية. بنية الوحدة تشير جميع المصادر إلى أن الوحدة 400 تعمل تحت قيادة اللواء حامد عبداللهي، الذي ينحدر من منطقة شاه آباد في طهران، والذي شغل العديد من المناصب القيادية قبل أن يتولى مسؤولية الوحدة 400 مثل قائد فرع مخابرات فيلق القدس، قائد الحرس الثوري في محافظات زاهدان وزابل، شرقي إيران، وبعده يأتي الجنرال مجيد علاوي، الذي عمل في الماضي بوزارة الاستخبارات والأمن "وزارة المخابرات" كما عمل في منصب نائب وزير الاستخبارات الإيرانية، وانضم علوي للوحدة 400 في عام 2011، حيث تم استخدام خبرته للمساهمة في الأنشطة التشغيلية وخطط الهجوم بشكل رئيسي في بلدان بعيدة، وهو ما يتناسب مع الماضي العملي له. وقدرت دوائر استخباراتية عام 2009، أن تعداد "الوحدة 400" بلغ نحو 1500 عنصر، وينسب للوحدة 400 الإيرانية العديد من العمليات الإرهابية وعمليات الاغتيال، حيث تشير التحقيقات الخاصة بمحاولة اغتيال الدبلوماسيين الإسرائيليين في بانكوك عام 2012 إلى أن نائب وزير الاستخبارات الإيرانية السابق، ماجد علوي، والذي انضم للحرس الثوري عام 2012، بالإضافة إلى حامد عبداللهي، قادا العملية من واشنطن. ويشير موقع "irantruth" المتخصص في الشؤون الإيرانية إلى أن وثائق "ويكيليكس" أطلقت على الجنرال الإيراني ماجد علوي، اسم "الرابط"، مشيرة إلى أن مهمته الأساسية هي التجسس على المعارضة الإيرانية في لندن ولوس أنجلوس. وتشير قناة العربية في تقرير لها إلى أن الوحدة 400 الإيرانية تم تأسيسها عام 2011، بحيث تصبح مركز تنسيق العمليات الخارجية للحرس الثوري، وأوضحت أن الوحدة تورطت في عملية اغتيال الدبلوماسي السعودي في كراتشي بباكستان عام 2011. وبالإضافة إلى ذلك، تم القبض، بعد ذلك، على خلية تضم إيرانيين اثنين في كينيا بإفريقيا، كانت تخطط لعميات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا. وأثبتت تحقيقات الشرطة الكينية ارتباط الإيرانيين الاثنين ب"وحدة 400 ". من جهتها تقول موقع صحيفة "كيهان" اللندنية إن جزءا كبيرا من قوات هذه الوحدة، لا تقوم بأي مهام عسكرية أو تخريبية مباشرة بل تسعى لمعرفة الأفراد المستعدين في البلد المضيف لتنفيذ المهمات الإرهابية المحولة بعد استخدام المال في إغرائهم حتى لا تترك أي بصمة لإيران في حال كشفها، ويضيف مركز "الروابط" للدراسات الاستراتيجية أن هذه الوحدة تتميز بمنحها العديد من التسهيلات والمزايا المغرية لأعضاءها، مثل مهمات السفر إلى الخارج، وتوفير منازل فخمة للإقامة بها، وهو ما يجعلها بيئة تنافسية بين أعضاء الحرس الثوري للانضمام إليها. ينسب إلى الوحدة الإيرانية العديد من محاولات الاغتيال وعمليات الاغتيال، ففي عام 2011 قال مسؤولون أمريكيون إنهم أحبطوا مؤامرة إيرانية لإغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة، عادل الجبير، وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي على العملية اسم "التحالف الأحمر". وتقول وكالة رويترز للأنباء في تقرير نشرته صحيفة "ديلي ستار" إن السلطات الأمريكية ألقت القبض على مواطنين من أصول إيرانية، غلام شكوري، ومنصور أربابسيار، ووجهت المحكمة الاتحادية في نيويورك لهما تهمة التآمر لاغتيال عادل الجبير. وأَضافت الصحيفة أن الإيرانيين المتهمين في القضية، حاولوا تنفيذ هذه المهمة بواسطة الاستعانة بعناصر من عصابة مكسيكية تعمل في تجارة المخدرات، مقابل 100 ألف دولار. وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن المتهمين خططوا لإغتيال السفير السعودي عن طريق تفجير المطعم المتواجد فيه السفير، ثم التوجة للسفارة السعودية وتفجيرها بعد ذلك، حيث اعترف المتهمون بتخطيطهم لتفجير السفارة السعودية والإسرائيلية معًا. وبحسب الموقع الرسمي لوزارة العدل الأمريكية، فقد حاول أربابسيار تجنيد عنصر في احدى عصابات المخدرات المكسيكية، لكن هذا العضو، كان يعمل مع المخابرات الأمريكية ويحمل اسم حركي CS-1، وتشير الوزارة إلى اعتراف أربابسيار بأن السلطات الإيرانية كانت على علم بالعملية والتخطيط لها. ويوضح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنه في مايو 2011، قام عملاء إيرانيون بإطلاق النار على الدبلوماسي السعودي في كراتشي، حسن القحطاني، وأردوه قتيلًا، وفي يونيو 2012، اعتقل الأمن الكيني إيرانيَيْن، قيل أنهما عميليْن من قوة القدس، يُعتقد أنهما كانا يخططان شن هجمات على أجنبية في كينيا أو أي مكان آخر في أفريقيا. ويشير المعهد إلى أن الوحدة 400 التابعة لفيلق القدس تنحصر مهمتها في تنفيذ هذه الأنواع من الهجمات، التي تستهدف في المقام الأول دبلوماسيين من الدول التي كانت تحاول جاهدة تقويض البرنامج النووي الإيراني.