استضافت لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، اليوم، الثلاثاء، الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة والرئيس السابق لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، وألقى محاضرة بعنوان "نقاط الإشعاع الحضاري لمحافظة قنا في العصر الإسلامي في ضوء البرديات العربية". وكشف عبد اللطيف في محاضرته أن قنا تمتلك تاريخا كبيرا، وتزخر بآثار كثيرة ومتنوعة من مختلف العصور، كما أن بعض قراها ومدنها كانت تابعة لها قديما، لكن بعد حدوث تقسيمات إدارية في سنوات مختلفة، أصبحت تلك المدن والقرى تابعة لمحافظة الأقصر حاليا. وأوضح أن مصر قبل الفتح العربي كانت ولاية رومانية مقسمة إلى قسمين كبيرين هما الوجه البحري"أسفل الأرض"، والوجه القبلي أو الصعيد" أعلى الأرض"، وكان كل قسم يضم وحدات إدارية صغيرة تعرف باسم "نوم" الا أن العرب غيروها الي "كورة" وتعني الناحية أو المركز، وبلغ عددها80 كورة في الوجهين البحري والقبلي، وكل منها تنقسم لعدة قرى. وتابع: وكان لكل قرية زمام أطيان خاص بها، وقد كان يتولى شئون إدارة الكورة نائب أو رئيس وهو ما يشبه مأمور المركز في عصرنا الحالي، فيما يتولي شئون القرية زعيم وهو ما يشبه العمدة، وحينما فتح العرب مصر لم يحدثوا أي تغير يذكر على هذا التقسيم، إذ وجدوا أن هذه الدولة كغيرها من الدول التي فتحوها ذات نظام إداري ثابت مبنى على حضارة اصيلة ومدنية عريقة، لكنهم أحدثوا من الإصلاح ما يتفق مع عقائدهم الدينية ويتمشى مع مصلحة الأمة المحكومة. وأشار عبد اللطيف إلي أن ياقوت الحموي ق 7ه/13م قسم الصعيد إلى ثلاثة أقسام هي الصعيد الأعلى من أسوان جنوبا إلى أخميم شمالا،ثم الصعيد الأوسط وحدوده من أخميم إلى البهنسا، وأخيرا الصعيد الأدنى من البهنسا إلى قرب الفسطاط، فيما وصفهم الرحالة العربي عبد اللطيف البغدادي بالذكاء. وأضاف: أما المقريزي وصف أخلاق وكرم أهل الصعيد بقوله "وبلغ من عمارة الصعيد أن الرجل في أيام الناصر محمد بن قلاوون وما بعدها كان يمر من القاهرة إلى أسوان فلا يحتاج إلى نفقة بل يجد بكل بلد وناحية عدة دور للضيافة إذا دخل دارا منها، أحضر لدابته علافها وجئ له بما يليق به من الأكل ونحوه".