الناتو مهدد بالانهيار بسبب ترامب أوروبا تسعى لإنشاء جيش مشترك بعيدا عن الناتو بعد فوز ترامب اليابانوكوريا الجنوبية يفكرون في حل إذا ما أوقفت أمريكا دورها الحمائي من صواريخ كوريا الشمالية في الوقت الذي أصبح نفوذ أمريكا الخارجي مهدد عقب دعوات ترامب بالانسحاب من الساحة الدولية فإن السياسيين الأوروبيين يدعون لتشكيل جيش مواحد خاص بالاتحاد الأوروبي. ونقلت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، فولكر كودر، لتشكيل جيش أوروبي موحد يقوم بالعمليات العسكرية عوضا عن دعم أمريكا للناتو. دعوات لجيش أوروبي موحد وأوضح كودر:" الآن ينبغي بذل الجهود لتشكيل جيش أوروبي"، مضيفا:" يتعين على أوربا أن تتحمل المسئولية في الوقت الحالي" كما دعا أيضا، رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر، لجيش أوروبي خارج النفوذ الأمريكي. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما الذي سيزور برلين الخميس المقبل، يشجع أوروبا على اتخاذ هذه الخطوة، موضحا أنه دعا القارة العجوز لبذل مزيد من الجهد للأمن والدفاع عن نفسها. وبينت الصحيفة أن وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي سوف يناقشون توثيق التعاون الأمني خلال اجتماع مطلع الأسبوع المقبل. ولفتت الصحيفة إلى أن فكرة جيش أوروبي موحد ليست جديدة إذ سعت دول القارة لها، لكن بريطانيا احتجت على هذه الخطوة لأنها تراى أن جيش أوروبي سيكون هيكل مزدوج لحلف الناتو، غير أن الوضع تغير في الوقت الحالي مع قدوم ترامب، وسعي بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي. الناتو ينهار على صعيد آخر، يكشف الموقف السياسي للرئيس الأمريكي الجديد أن حلف الناتو ربما يكون في أيامه الأخير، فالرئيس الجمهوري يشدد على ضرورة أن "تدفع" الدول الأعضاء في الحلف أكثر مقابل الحماية الأمريكية، وإلا لن يسمح للقوات الأمريكية بلعب دور كبير، الأمر الذي ترفضه هذه الدول وتراه بمثابة لي ذراع من الرئيس الجديد الذي يكسر تقاليد السياسة الأمريكية. يركز ترامب منذ الانتخابات الأولية في يونيه 2015، أن الحل بالنسبة لبلاده هو سياسة الانحسار الداخلي والانكفاء على الذات من إجل إعادة عظمة أمريكا، وربما هذا هو السبب الذي جعله يفوز في الانتخابات الرئاسية أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، خاصة وأن التدخلات الخارجية لأمريكا وكذلك الاقتصاد المفتوح مع الدول الأخرى تسبب في إنهاك قطاع الصناعة، العمود الفقري للطبقة المتوسطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. تغيرات طارئة في خريطة القوى العسكرية غير أن هذا التغيير الطارئ الذي يطرحه ترامب، والأول من نوعه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لاسيما مع تركيز أمريكا على لعب دور الحامي لحلفائها لاسيما ضد التمدد الشيوعي للاتحاد السوفيتي ثم التهديد النووي لكوريا الشمالية، سوف يغير من خريطة النفوذ الخارجية، وسيجعل كل حليف لأمريكا البحث عن وسيلة أخرى لحماية نفسه، وعلى رأس ذلك كوريا الجنوبيةواليابان، الدولتين المهددتين بالصواريخ النووية لزعيم كوريا الشمالية، تلك الدولتين الذين رفضتا من قبل الخضوع لتهديدات ترامب. الأمر ينطبق أيضا على دول البلقان وبولندا التي تحميهما أمريكا من أي تدخل روسي فيهم، وقد بدت هذه الدول مستاءة من موقف وتهديدات الرئيس الجديد. أما الدول الأوروبية الأخرى، التي ترى في الولاياتالمتحدة شريك قوي، وحليف يعتمد عليه في العمليات العسكرية في أي منطقة في العالم، يخشى أن تصبح بلا ظهير، خاصة وأنها ليس لديها كيان موحد يمكنه أن يعوض دور أمريكا ويلعب دور "الحارس" لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وغرب أسيا.