* دميرطاش: * أردوغان استغل محاولة الانقلاب للسيطرة على مفاصل الدولة * حزب الشعوب: * يوم اعتقال دميرطاش "نهاية للديمقراطية" أصدرت السلطات التركية، اليوم الجمعة، قرارا بوضع رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، صلاح دمرداش وفيغان يوكسيك داغ، قيد الاحتجاز بتهمة دعم الإرهاب. من جهته وصف حزب الشعوب الديمقراطي حملة الاعتقالات السياسية التي طالت قيادييه ب" نهاية الديمقراطية"، فيما نددت دول غربية بالاعتقالات. وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد تم وضع صلاح دمرداش وفيغان يوكسيك داغ قيد الاحتجاز الاحتياطي على خلفية تحقيقات تتعلق بمكافحة الإرهاب، وعلاقتهما بحزب العمال الكردستاني. كما أمرت المحكمة أيضا باحتجاز ثلاثة نواب من الحزب قيد الاحتجاز الاحتياطي بعد أن كانوا أوقفوا ليل الخميس، بحسب ما ذكرت قناة سكاي نيوز. وكان البرلمان التركي قد أقر، في مايو الماضي، رفع الحصانة عن النواب المهددين بملاحقتهم قضائيا، حتى يتم السماح باعتقالهم فورا دون الحاجة إلى العودة إلى البرلمان. حزب الشعوب الديمقراطي الذي خاض الانتخابات التشريعية التركية التي أجريت العام الماضي، حصل على ما نسبته 13.12% من عدد الأعصوات، وبذلك أصبح له في البرلمان نحو 79 مقعدا، وبعدما تعرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمحاولة انقلاب فاشلة، أعلن زعيم الحزب، دميرطاش، رفضه لمحاولة الانقلاب. وفي بيان مشترك، صرح زعيما حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسيكداغ بأنه لا يحق لأي شخص أن يضع نفسه مكان الإرادة الشعبية، مضيفا أن حزب الشعوب الديمقراطي يقف ضد كل انقلاب في كل ظرف. وعلى الرغم من تصريحات زعماء الحزب الكردي، قالت بعض المصادر في حزب العدالة والتنمية، إن أعضاء في الحزب الكردي يقفون وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، ووجهت اتهامات مبطنة لدميرطاش بضلوعه في هذه المحاولة، لكن يبدو أن أردوغان قرر تأجيل معركته معه لحين ترتيب البيت من الداخل. فزعيم الحزب الكردي، شكل على مدار الفترة الماضية، كابوسا بالنسبة لأردوغان، حيث أطلق تصريحات قال فيها إن أردوغان كان على علم مسبق بمحاولة الانقلاب، ونجح في استغلالها للتخلص من كل منافسيه ومعارضيه داخل جميع مؤسسات ومرافق الدولة بما فيها الجيش وتعيين أتباعه بدلًا منهم لكي يتسنى له أن يحكم تركيا بمفرده. وبحسب تقارير إخبارية، فقد نجح أردوغان بالفعل في إحكام قبضته على جميع مفاصل الدولة بعد محاولة الانقلاب، وهو ما اتضح في حجم الاعتقالات الكبير جدا والذي طال المؤسسة العسكرية والشرطة، بقية أجهزة الأمن والقضاء والتربية والتعليم والجامعات والبلديات المحلية، الأمر الذي اضطر السلطات التركية في النهاية إلى بناء المزيد من السجون. وأعلنت وزارة العدل التركية، الشهر قبل الماضي، عزمها بناء 174 سجنا جديدا في البلاد نتيجة اكتظاظ السجون بالمعتقلين على خلفية محاولة الاعتقالات. دميرطاش، الذي يشهد سجله الحافل بالمعارضة لأردوغان وحزب العدالة التنمية، يؤكد في العديد من تصريحاته أن أردوغان غير جاد في مقاضاة فتح الله جولن، زعيم حركة الخدمة، لأن أردوغان يحتضن أبناء هذه الحركة منذ أن كان رئيسا لبلدية أسطنبول. ومن تصريحات دميرطاش المشهورة تشبيهه لأردوغان بهتلر، حيث قال : " كان شارب هتلر في 1940 أقصر قليلا من شارب أردوغان، هذا هو الفرق الوحيد بينهما"، كما هاجم دميرطاش فيما مضى حالة الترف التي يعيش فيها أردوغان، وقال موجها حديثه للرئيس التركي، إن النبي محمد لم يعش في قصر به 1500 غرفة. ومن جهته حاول أردوغان إثارة الأكراد ضد زعيمهم في منطقة ديار بكر، جنوبي شرق تركيا، قبيل الانتخابات التشريعية الماضية، وقال إن دميرطاش يأكل لحم الخنزير، في محاولة منه للتشكيك في مدى التزام دميرطاش الديني.