محللون سياسيون ل"صدى البلد": فادي عاكوم: رئاسة سعد الحريري للحكومة ترجع إلى صفقة إيرانية – سعودية فادي عيد: خلافات مع الرياض جعلت الحريري يخلع العباءة السعودية قال محللون سياسيون ل"صدى البلد" إن الانفراجة التي حدثت على مستوى الأزمة السياسية في لبنان، كانت نتيجة صفقة بين إيران والسعودية. وأوضح المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، ل"صدى البلد" إن اختيار، سعد الحريري، لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لم يكن بالأمر المفاجئ، باعتبار هذا التكليف جزءا من الصفقة السياسية الاقليمية التي ادت الى انهاء ملف الرئاسة الاولى وايصال ميشال عون مرشح حزب الله الى سدة الرئاسة الاولى. فالصفقة الاساسية لم تكن بين اقطاب السياسة في لبنان ولم تكن من صناعة السياسيين في لبنان كما يحاول البعض الترويج، انما كانت صفقة اقليمية بين المملكة العربية السعودية وايران شملت الرئاسة الاولى بالاضافة الى رئاسة الوزراء، واعطي المجال لتيار 14 اذار سمير جعجع وسعد الحريري للمناورة الداخلية لتخفيف نقمة الشارع المعارض سياسيا لحزب الله، او على الاقل للحد من الخسائر المتوقعة ان كان على الصعيد الشعبي او صعيد التحالفات السياسية والكتلة المعارضة لحزب الله نفسها. وأضاف عاكوم أنه رغم ان اختيار سعد الحريري قد يكون لاعادة رد اعتبار تيار المستقبل وتيار 14 اذار بشكل عام الا ان تسميته ربما قد تكون غير موفقة في الوقت الحالي، فلو كان اختيار عون فعلا صناعة لبنانية كما يروج فان اختيار اسماء اخرى تعكس الواقع لرئاسة الوزراء لكان واقعيا اكثر، فالكثير من الاسماء تحظى بالدعم السياسي والشعبي بشكل كبير، من بينها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزير العدل اشرف ريفي بالاضافة الى النائب احمد فتفت. الا ان معارضتهما العلنية لترشيح عون للرئاسة جعلت منهم اقطاب غير مرغوب فيهم في الوقت الحالي،مع الاشارة الى ان الاسماء السابق ذكرها ستكون محور الاهتمام الشعبي والسياسي في الانتخابات النيابية المزمع اجرائها خلال العام 2017 حيث يحظون بدعم شعبي كبير جدا خصوصا في مناطق الشمال اللبناني والذي يعتبر الخزان البشري الاكبر للطائفة السنية التي خرجت من تحت جناح تيار المستقبل او السياسة السعودية، وقد نشهد تقاربا او محاولة اقتراب من المملكة تجاه هذه الاقطاب السياسية من ضمن سعي المملكة لتثبيت وجودها في لبنان، كما ان تسمية الحريري لتشكيل الحكومة يدل ايضا على ان السعودية لا تزال في فلك السياسة اللبنانية ولا تزال تتحكم ببعض ادوات اللعبة على الغرم من الخسائر السياسية التي المت بها مع وصول عون الى الرئاسة. وأشار عاكوم إلى أن اختيار عاكوم يمثل صفقة بين السعودية وإيران، وقال: "على سبيل المثال من الممكن القول ان السعودية تركت الرئاسة الاولى لايران مقابل تخفيف ايران لضغطها على البحرين وتخفيف دعمها للمعارضة الشيعية في البحرين، وربما نرى في الفترة المقبلة المزيد من بنود هذه الصفقة، لا سيما ان مناطق المواجهة بين البلدين كثيرة ومتشعبة وكلا البلدان انهك بسببها، وبالتالي فان الاتجاه الى الحلحلة التدريجية يعتبر ضروريا للبلدين على حد سواء، ويشكل لبنان جس النبض او الامتحان الذي يضعه كل منهما للاخر للتأكد من حسن النوايا. من جهته قال المحلل السياسي، فادي عيد، ل"صدى البلد" إن المشهد الجاري الآن بلبنان بعد وصول العماد ميشال عون لقصر بعبدا ليشغل منصب رئيس الدولة اللبنانية بعد أن ظل كرسى الرئاسة اللبنانية فارغا لمدة 40 شهر تقريبا، ثم تولي الشيخ سعد الحريري منصب رئيس الحكومة، هو مشهد يعكس لنا حجم التوافق بين الازرق والبرتقالي، بين جناح سعد الحريري (تيار المستقبل) وسمير جعجع (القوات اللبنانية) وجنبلاط (الحزب الاشتراكي) وحسن نصر الله (حزب ) وميشيل عون (التيار الوطني الحر)، واذا كان ذلك التوافق ساهم فى وصول ميشال عون لقصر بعبدا كذلك سيساهم فى وضع سعد الحريري رئيسا للوزراء، وهو التوافق الذى لم يكن يحدث لولا خروج الرياض من دوائر صنع القرار ببيروت. وأوضح أن الخلافات المتراكمة بين السعودية ورجلها الاول سعد الحريري جعلت الاخير ينظر للداخل اللبناني ويخلع العباءة السعودية ويجلس ويتفق مع الفرقاء بلبنان، فمنذ عام 2011 بعد ان علم محمد بن نايف وزير الداخلية وولي العهد حاليا بوصف الحريري لبن نايف امام محققي اللجنة الدولية في إغتيال والده بالسفاح، هنا بدأت اولى فصول الحرب بين بن نايف والحريري حتى ان تم التضييق والخناق على شركة سعودي اوجيه التى يملكها الحريري بالرياض الى ان اشهرت الشركة افلاسها، ثم اصدر بن نايف قرار بسحب الجنسية والباسبور السعودي من سعد الحريري، ثم قرار بسحب الهبة الممنوحة للجيش اللبناني الامر الذى جعل الحريري فى موقف سيئ امام اتباعه قبل خصومه بلبنان وكثيرا ما كان العقلاء يتدخلون لوضع حد للازمة بين بن نايف والحريري وابرزهم الأمير مقرن. وأعرب عيد عن مخاوفه من حدوث أي صدام بين الفرقاء خاصة الفريق الذي سيكون متربصا بوصول العماد لكرسي الرئاسة وفى مقدمتهم اشرف ريفي ونبيه بري وميقاتي وفؤاد السنيورة وسليمان فرنجية، لأنه الفريق الجديد المرجح لكي يكون ذراع السعودية الجديدة بلبنان.