* الأزهر يحذر أهالي «طهنا الجبل» من إحداث فتنة طائفية * نطالب طرفي المشاجرة بتحكيم لغة العقل والاحتكام إلى القانون المفتي: * مروجو الشائعات آثمون ولا يريدون الخير للشعوب والأوطان * المسلمون والمسيحيون نسيج واحد ولن يفلح أحد في الوقيعة بينهم تشهد قرية «طهنا الجبل» محافظة المنيا، حالة من الحزن والفزع، إثر نشوب مشاجرة بسبب طفل يقود عربة كارو، وبرفقته 3 آخرون، بشارع مكتظ، وقعت بينه وبين أطفال آخرين مشادة كلامية، حيث طلب الأول من طفل صغير عمره نحو 5 سنوات، إفساح الطريق للمرور في العربة، فاعتدى عليه بعض الموجودين في الشارع بالضرب، وعندما شعر الصبي بأن الأهالي تكاثروا عليه استدعى أقاربه، ووقعت مشاجرة أسفرت عن مقتل شخص، فيما أصيب 3 آخرون بينهم سيدة، ونقلوا إلى المستشفى. ودفعت مديرية الأمن بقوات من الأمن المركزي، وتم تعزيز وجود رجال المباحث، وفرض طوق أمني بمحيط القرية تحسبا لتجدد الاشتباكات، وقررت النيابة العامة بمركز المنيا، برئاسة محمد أشرف مدير النيابة وبإشراف المستشار عبد الرحيم عبد المالك المحامي العام الأول لنيابات جنوب، ضبط وإحضار 5 متهمين متورطين في فتنة قرية طهنا الجبل بمركز المنيا، التي راح ضحيتها فام ماري خلف في مشاجرة بسبب عربة كارو، وأصيب 3 آخرين بينهم سيدة، وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث بشأن الواقعة، واستدعاء 3 من الشهود لسماع أقوالهم بشأن ملابسات الواقعة. وأمرت النيابة العامة لمركز المنيا بإشراف المستشار عبد الرحيم عبد المالك المحامي العام لنيابات جنوب، حبس 8 متهمين فى أحداث قرية طهنا الجبل 4 أيام على ذمة التحقيق، والتى أسفرت عن مقتل شاب وإصابة 3 آخرين بينهم سيدة. إحكام العقل: وقال الأزهر الشريف، إنه تابع ما تناولته وسائل الإعلام بشأن وقوع مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بسبب الأطفال بقرية "طهنا الجبل" التابعة لمركز المنيا، مما أسفر عن مصرع شخص وإصابة 3 آخرين. وأكد الأزهر الشريف أن أبناء مصر نسيج واحد، وأن على طرفي المشاجرة تحكيم لغة العقل والاحتكام إلى القانون وعدم إعطاء فرصة لبعض النفوس المغرضة التي تحاول بث الفرقة وإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. وأعرب عن ثقته الكاملة بأن الجهات المعنية ستقوم بإعمال شئونها على الوجه الأكمل ومحاسبة المسئولين. وأشار الأزهر إلى أنه تم توجيه أعضاء بيت العائلة المصرية بالمحافظة بسرعة التوجه إلى محل الواقعة على أن يمثل الوفد أعضاء من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية. لن يفلح أحد في الوقيعة: دعا الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- أهالي قرية "طهنا الجبل" التابعة لمركز المنيا، إلى ضبط النفس، ومواجهة محاولات من يريدون الوقيعة وإثارة الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الوحد، من خلال نشر الشائعات والأكاذيب، وذلك عقب وقوع مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بالقرية أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 2 آخرين. وطالب مفتي الجمهورية في بيانه الذي أصدره اليوم الثلاثاء، جميع الأطراف من أهالي قرية طهنا الجبل بالمنيا- سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين- بضبط النفس؛ حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وعليهم تغليب المصلحة الوطنية، ومواجهة محاولات البعض لاستغلال هذه الأحداث لإشعال الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. وألمح مفتي الجمهورية إلى أن المسلمين والمسيحيين في مصر نسيج واحد في وطن واحد، ولن يفلح أحد في الوقيعة بينهم، مطالبًا المسئولين بتطبيق القانون على الجميع حتى تعود الأمور إلى طبيعتها. واختتم المفتي بيانه بالتأكيد على أن مروجي الشائعات آثمون، وأنهم لا يريدون الخير للشعوب والأوطان، وأنهم يقتاتون على الدماء من خلال إثارة الفتن ونشر الأكاذيب، لذا يجب علينا جميعًا تفويت الفرصة عليهم من خلال الوحدة والعمل تحت راية هذا الوطن العزيز. وأد الفتنة: وأعلن الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، تأييده الكامل لبيان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والذي طالب فيه بضرورة مواجهة الفتن الطائفية التي يحاول البعض إثارتها، وملاحقة الجناة؛ بعد الأحداث التي شهدتها قرية «طهنا الجبل». وأعرب «مكاريوس»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «ستوديو الأخبار» عن استيائه من عمليات القتل والتعدي على المواطنين المسيحيين بالمنيا، مشيرًا إلى عدم معرفة ملابسات وأبعاد الواقعة حتى الآن. وتابع: «نعزي أسرة المتوفي، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، فكلنا مسلمين ومسيحيين لا يجب أن نتعامل بهذا العنف، أو نحمل الأسلحة البيضاء؛ حتى نتمكن من وأد أي فتنة يحاول البعض إشعالها».