ألقى اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، كلمة خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع وعدد من الوزراء وأهالى الطلبة. وكان نص الكلمة الآتى: بسم الله الرحمن الرحيم " هوَ الذى أيَّدَكَ بنَصرِهِ وبالمُؤمِنِين " صدق الله العظيم السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية إنه ليوم عظيم.. وإنها لمشاعر تفيض بالوفاء والعرفان، لتشريفكم احتفال أكاديمية الشرطة بتخريج دفعة جديدة من أبنائكم، من خيرة شباب مصر .. شباب يبشر بغد أفضل، وأمن أوفر، ولاؤهم لقيم التضحية والفداء، شعارهم أداء واجبهم فى خدمة الشعب وأمنه، وحماية مسيرة التنمية المستدامة ودعم أهدافها. إن ما شهدناه اليوم هو رسالة تؤكد قدرة المنظومة الأمنية على ضبط إيقاع الحياة المجتمعية، من خلال إعداد العنصر البشرى علميًا وعمليًا، بشكل يسبق تطورات الأنشطة الإجرامية، ويهدف إلى اكتساب القدرة على استخدام أحدث الوسائل العصرية، للوفاء برسالة الأمن بكل كفاءة. لقد حرص جهاز الشرطة على الالتزام بمقومات وركائز منظومة العمل الأمنى فى صيغته الحديثة، من خلال دفع وتطوير جهوده، والارتقاء بمستويات أدائه بما يمكنه من المواجهة الجادة والشاملة لمختلف أشكال الجريمة، والتصدى بكل حزم لجميع مظاهر الخروج على القانون، والإسهام فى توفير مناخ الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعى اللازم لإنجاح جهود الدولة فى خلق مجالات الاستثمار، وتوفير البيئة الملائمة لتحقيق التنمية الشاملة لمصرنا الغالية تحت القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية. إن الجهود التى تبذلها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تؤتى ثمارها، أو تحقق الأهداف المنشودة منها، دون أن يتوافر للمجتمع مناخ مستقر وآمن، يساهم رجال الشرطة البواسل فى إرساء دعائمه، فلا اقتصاد دون أمن واستقرار. ولعل النظرة الموضوعية لحجم ومُعدلات الجريمة فى مصر الآن، تؤكد معانى الاستقرار الأمنى، الذى تنعم به البلاد فى الوقت الراهن، الأمر الذى أصبح موضع تقدير لجهاز الأمن المصرى، على مُختلف الدوائر والأصعدة العربية والإقليمية والدولية.
لقد انطلق جهاز الشرطة على اختلاف مواقعه، وتنوع مهامه، فى عملية مُراجعة وتحديث كبرى، استفادة من دروس الماضى وخبراته، فضلًا عن تطوير السياسات والاستراتيجيات وتحديث آليات التواجد فى الشارع المصرى، واستندت تلك العملية على المُعطيات والتقنيات التكنولوجية الحديثة، للنهوض بكفاءة العنصر البشرى، القادر على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات، واهتمت بتفعيل آليات التعاون الأمنى، مع الدول الكبرى الصديقة كان أحدثها توقيع اتفاقية للتعاون الأمنى مع جمهورية ألمانيا الاتحادية منذ أيام. إن هذه النجاحات ما هي إلا خطوات تؤسس لاستراتيجية أمنية وطنية شاملة، حرصنا فيها على إعادة صياغة منظومة العمل الأمنى لتقوم على أسسٍ جادة وراسخة، وعلى رأس أولويات هذه الاستراتيجية، تحقيق المعادلة المتوازنة بين منظومة إنفاذ القانون على الجميع دون استثناء وترسيخ مفاهيم دولة القانون من جهة، والحفاظ على كرامة وأمن المواطنين وتحقيق ضمانات حقوق الإنسان وحريته من جهة أخرى. كما ارتكزت أسس تلك الاستراتيجية على تدعيم القيم الإنسانية والأخلاقية والانضباطية، وتوفير الأمن والأمان لأبناء الشعب، فى إطار من التنسيق التام والتكامل غير المسبوق مع رجال قواتنا المسلحة البواسل، فى نطاق يغطى جميع أرجاء الوطن مع التركيز على المناطق التى تُطل منها بقايا الإرهاب، وهى استراتيجية تعتمد على انتزاع المبادرة والضربات الاستباقية، وعلى توفير رصيد متجدد من المعلومات، وجهود حثيثة فى المتابعة والملاحقة لكل من تورط فى عمل إرهابى. سيادة الرئيس إننا إذ نؤكد لشعبنا أن الشرطة ستظل حريصة على تحقيق رسالتها مهما كلفتها من تضحيات، وهى واعية بظروف المرحلة الراهنة، وتعمل بكل جد وإخلاص على توفير المناخ الملائم لانطلاق مصر نحو تحقيق أهدافها فى النمو والازدهار، كما نجدد العهد لسيادتكم، عهد ولاء وإخلاص ووفاء، ماضون معكم ومن خلفكم، فى مسيرة العمل والكفاح لتحقيق آمال الشعب المصرى فى مصر جديدة، وتطلعاتكم إلى غدٍ أفضل. وأقول لأبنائى الخريجين إن الأمن هو رسالة النبلاء، وإن جهاز الشرطة هو أداة إنفاذ القانون، يسهر على الدفاع عن المجتمع، ضد كل من تسول له نفسه العبث بمكتسباته وحقوق أفراده، وأنتم الآن على أعتاب المشاركة فى تعزيز مسيرة الاستقرار والنماء فى ربوع مصر، فاجعلوا من أنفسكم ملاذًا لكل قاصد، واستمدوا قوتكم من قوة الحق والعدل، وعزكم من عزة الوطن، وكرامتكم من كرامة مواطنيه، وشرفكم فى التضحية من أجل شعبه العظيم. وأود أن أوجه التحية إلى عائلاتكم، التى سهرت على رعايتكم وحرصت على انضمامكم إلى هيئة الشرطة فى خدمة الشعب والوطن، فكونوا لهم فخرًا، وارفعوا رؤوسهم ببطولاتكم وإنجازاتكم. الجمع الكريم يسعدنى فى هذه المناسبة، أن أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لأجهزة الدولة التى تُسطر بتعاونها مع وزارة الداخلية ملحمةً من العطاء الوطنى الخالص، وفى مُقدمتها قواتنا المسلحة الباسلة، درع الوطن وسيفه، التى قدمت وما زالت كل غالٍ ونفيس، وسطرت بحروف من نور فى سجل هذا الوطن أعظم البطولات وأغلى التضحيات. تحية لشهداء الشرطة والقوات المسلحة الأبرار الذين نذروا أرواحهم من أجل مصر، وتفانوا فى العطاء لوطنهم، ودافعوا وذادوا عنه بأنفسهم الغالية، فضربوا أروع الأمثلة للتضحية والفداء، لتضاعف روح الإصرار والعزيمة على اجتثاث جذور الإرهاب دفاعًا عن وطننا وشعبنا العظيم، وإن كانوا قد رحلوا عنا بأجسادهم، فإنهم سيبقون لوطنهم فخرًا، كما لن ننسى أبناءهم وعائلاتهم، وسيظلون إخوة لنا وأبناء، يحظون بكل التقدير والرعاية والاهتمام. وتحية تقدير لأبنائنا مصابى الواجب، وأقول لهم إننا نقدر تضحياتكم، ولن نتوانى عن رعايتكم بما يليق بكم. كما أوجه التحية لكل رجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل ممن يقفون الآن فى كل بقعة من بقاع مصر الغالية حماية لأبنائها، ودفاعًا عن مقدراتها، وتحقيقًا لآمال شعبها مهما كلفهم ذلك من تضحيات. سيادة الرئيس فى ختام كلمتى.. أود باسمى وباسم كل ضابط وفرد وجندى فى هيئة الشرطة، أن أتقدم لسيادتكم بأسمى آيات الشكر والعرفان، على تشريفكم لهذا الاحتفال، داعين المولى عز وجل أن يوفقكم فى حمل الأمانة ويسدد خطاكم نحو قيادة مصر، إلى عصر جديد من النمو والازدهار، والأمن والاستقرار، إنه نعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".