شهدت الأزمة السورية، اليوم الاثنين، تصعيدًا بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما نددت موسكو بعدم تعاون واشنطن معها، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الرئيس السوري، بشار الأسد، "ملتزم" بالعملية السياسية لحل الأزمة السورية، وإن الأسد وافق خلال زيارته لموسكو على تطوير دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة في سوريا. وقال الرئيس الروسي لشبكة "CNN": "أعتقد أن المشاكل في سوريا تتمحور حول مكافحة الإرهاب، ولكنه ليس كل شيء، إذ في جوهر هذا الصراع، هناك تناقضات داخل المجتمع السوري والرئيس الأسد يدرك ذلك،" مضيفا: "السؤال ليس حول السيطرة على المناطق المختلفة، رغم أهمية ذلك، السؤال هو حول توفير الثقة بين جميع أطراف المجتمع"، واستطرد بوتين حول ما الذي يجب فعله لحل الأزمة السورية: "نحن بحاجة إلى المشاركة بنشاط في عملية تطوير الدستور الجديد وبناءً على ذلك إجراء انتخابات جديدة، انتخابات مجالس المحافظات، وانتخابات برلمانية، وعندما زار الرئيس الأسد موسكو، تحدثنا عن ذلك، ووافق على ذلك". وعن مطالبة بعض الدول من مجموعة دعم سوريا برحيل الأسد، قال: "عندما يقول الشركاء أن على الأسد الرحيل غدًا، وبعد ذلك يقولون إن ذلك لن يحدث غدًا، ولكن في الوقت نفسه، يصرون على إعادة هيكلة السلطات، وهو ما يعني في الواقع رحيله، ليس هذا هو أسلوب التوصل إلى حل، نحن بحاجة إلى المضي خطوة بخطوة بمشاركة جميع الأطراف"، وتابع: "يجب علينا أن نفكر بطرق لإدراج ممثل المعارضة في نماذج السلطة القائمة، بما في ذلك الحكومة، وعلينا أن نفكر في سلطات تلك الحكومة"، مشددا على أن "على الجميع عدم محاولة تجاوز قدراته وما يستطيع تحقيقه فعليًا، ولكن عوضًا عن ذلك الاسترشاد بالواقع الحالي وعدم تحديد أهداف لا يمكن تحقيقها". وفي سياق متصل، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف قوله إن "الإرهابيين" في سوريا يستعيدون قوتهم وإن الموقف هناك يزداد توترا، وقال: "نفد صبرنا حيال ما يجري في سوريا وليس صبر الأمريكيين، فنحن نفي بالتزاماتنا واتفاقاتنا لضمان وقف إطلاق النار والمصالحة الوطنية في سوريا على أكمل وجه". وأضاف أن "لدى الجانب الأمريكي صعوبات دائمة مع المعارضة الخاضعة لتأثيره، فهم يعتبرون أن قصف المسلحين لمواقع الجيش السوري والبلدات يجب اعتبارها انتهاكات بسيطة لنظام الهدنة. لكن أي رد مكافئ من قبل الجيش على المسلحين يعلن أنه ضربات غير متكافئة على المعارضة". وتابع: "نحن على مدى 3 أشهر نرسل إحداثيات "داعش" و"جبهة النصرة" للأمريكيين، والشركاء في أمريكا حتى اللحظة لم يتمكنوا من تحديد أين المعارضين وأين ذئاب المنظمات الإرهابية. ونتيجة لذلك فإن الإرهابيين في سوريا يستعيدون قواهم والوضع يتأزم من جديد"، على حد قوله. وأكد أندريه كراسوف، عضو لجنة الدفاع بمجلس الدوما، أن روسيا قد تزيد وتيرة غاراتها ضد "الإرهابيين" في سوريا في وقت قريب. وقال كراسوف: "إنه أمر طبيعي بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان والاجتماع الأخير بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو والرئيس السوري". من ناحية أخرى كشفت قناة CNN الأمريكية عن إصابة أربعة مستشارين عسكريين أمريكيين بجروح طفيفة، في وقت سابق من يونيو، في شمال سوريا، من قبل مهاجمين يُعتقد أنهم عناصر من تنظيم "داعش". وأشارت القناة الأمريكية إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاجون)، لم تتحدث علنا عن الحادث الذي وقع في 9 يونيو حتى الآن، ولكن عددا من مسؤولي الدفاع أخبروا CNN، أنه وقع عندما أطلِقت قذيفة مضادة للدبابات بالقرب من موقع المستشارين، وانفجرت سيارة بالقرب منهم. وأضافت القناة: "أصيب المستشارون بجروح طفيفة جراء الشظايا ويُعتقد أنهم عادوا إلى الخدمة، ولم يعلم المسؤولون على الفور ما إذا ردت القوات بإطلاق النار على المهاجمين، وفي حين يُعتقد أن المهاجمين من عناصر "داعش"، لكن الجيش الأمريكي ليس متأكد من هويتهم". وقال مسؤولون إن البنتاجون لا يكشف علنا عادة عندما يُجرح الجنود، لأن تلك الحوادث تشمل في المقام الأول قوات العمليات الخاصة، والجيش لا يرغب في الكشف عن المواقع المحددة التي يعملون فيها، ويأمل أن تظل مواقعهم غير معروفة ل"داعش"، ورغم ذلك، تتطلب سياسات الدفاع إلى الكشف عن اسم عناصر الجيش الذي قتلوا أثناء تأديتهم واجبهم ومكان مقتلهم. وأكدت CNN أن السياسة الرسمية للإدارة الأمريكية هي أن القوات في سورياوالعراق موجودة لأغراض التدريب وتقديم المشورة ومساعدة القوات المحلية، ولا يشمل دورهم الانخراط في القتال، ولكنهم ردوا بإطلاق النار عندما هوجموا، كما تحركوا سابقا لمساعدة القوات المحلية عندما كانوا يواجهون نيرانا معادية. وذكرت أن عناصر من القوات الأمريكية في العراقوسوريا في قتلوا أو أصيبوا في خمس واقعات مختلفة على الأقل، عندما واجهوا نيران العدو أثناء تدريب ومساعدة القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة. ميدانيا، شن تنظيم "داعش" هجوما مضادا ضد مقاتلي قوات "سوريا الديقراطية"، التي تشكلت من مقاتلين عرب وجماعات تركية، وتسعى لاستعادة مدينة منبج السورية من قبضة التنظيم، وذكرت مصادر سورية معارضة أن مسلحي "داعش" سيطروا على 3 قرى جنوبي منبج المحاصرة في هجوم مفاجئ على مقاتلين من قوات "سوريا الديمقراطية" التي قتل من أفرادها 28 على الأقل، فيما قصفت مقاتلات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة مسلحين تابعين"داعش" يتخذون ملاذا لهم قرب مجمع لصوامع القمح الأبيض على الطرف الجنوبي للمدينة. وكانت قوات "سوريا الديمقراطية" تستعد لدخول منبج بعد نحو 3 أسابيع من بدء هجوم كبير لاستعادة المدينة بدعم جوي أمريكي وبمعاونة قوات خاصة أمريكية لإكمال السيطرة على آخر جزء من الحدود السورية التركية. وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات نجحت في صد هجوم "داعش"وما زالت متمركزة على أطراف المدينة التي لا يزال كثير من سكانها محاصرين داخلها، حيث زرع مسلحوا "داعش" ألغاما وحفروا أنفاقا. من ناحية أخري، صد مسلحو"داعش" أيضا قوات الجيش السوري التي اقتربت لمسافة عشرة كيلومترات جنوبي مدينة الطبقة ذات الأهمية الاستراتيجية وهي مدينة يسيطر عليها التنظيم على نهر الفرات في محافظة الرقة. ويبدو أن الطبقة التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن مدينة الرقة ستكون الهدف الأول لهجوم كبير بدأه الجيش السوري في محافظة الرقة في وقت سابق هذا الشهر بغطاء جوي روسي، ويسيطر "داعش"على سد الطبقة وقاعدة جوية كبرى منذ 2014.