"أطباء بلا حدود": مستشفى ميداني في زمار لاستقبال جرحى الموصل..والموقف بالفلوجة معقد

أكد رئيس فريق عمل "أطباء بلا حدود" في بغداد روبرت أونوس استعداد المنظمة لإنشاء مستشفى ميداني في منطقة زمار شمال غربي العراق، قائلا إن زمار إحدى المناطق المرشحة لحركة النزوح من الموصل مركز محافظة نينوي من أجل
علاج المصابين في العمليات العسكرية المتوقعة وخلال خروج النازحين المدنيين.
وأوضح أونوس - في تصريحات لمراسل "أ ش أ" في بغداد - أن "أطباء بلا حدود" قامت بعمليات تنسيق لتركيب المستشفى الميداني في زمار مع الحكومة العراقية ومديرتي الصحة في نينوى وأربيل، لافتًا إلى أن المستشفى الميداني سيقوم بإجراء عمليات جراحية أولية للجرحى لاسيما من يصعب نقلهم بسبب حرج حالتهم الصحية.
وأضاف أن المستشفى هو وحدة جراحة ميدانية تركز على الحالات الحرجة التي يصعب نقلها إلى مستشفيات قريبة في دهوك أو زاخو، وان الوحدة مستعدة لاستقبال أي حالة تحتاج لإجراء جراحات عاجلة سواء من المدنيين أو العسكريين بالمنطقة.
وأكد أن المنظمة تمتلك تجهيزات طبية ومستعدة لتقديم الخدمة العلاجية للمحتاجين لها، قائلا :"نحن نقوم بدراسة المناطق والطرق المحتملة لنزوح المدنيين وفق خريطة العاملين بتقديم الخدمات الصحية بدءا من الحكومة العراقية ووزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الأخرى العاملة في هذا المجال، وسنذهب للمناطق الأكثر احتياجًا للخدمة".
ولفت أونوس إلى أن الموقف في الفلوجة معقد نتيجة لحركة النزوح المحتملة إلى الجنوب صوب منطقة "عامرية الفلوجة" أو إلى المحور الغربي في الحبانية والخالدية، مشيرا إلى أن نشاط المنظمة مستمر في منطقة "أبو غريب" لاستقبال حركة النازحين وأن مئات العائلات وصلت إلى "أبو غريب" وسيزداد عدد النازحين مستقبلا، وهناك عيادات لنا بالمنطقة.
وأشار إلى صعوبة توقع أعداد ونوعية النازحين حال بدء عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي هناك، وقال: إنه غير معروف من أين وإلى أين سيخرج المدنيون من الموصل عبر الممرات الآمنة، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل في 11 محافظة عراقية بينها دهوك وأربيل وصلاح الدين وبغداد وأنها تتميز بالمرونة التي تسمح بالتوجه إلى مواقع الاحتياج لخدماتنا.
وأضاف: أن هناك مواقع متوقعة لاستقبال النازحين في دهوك وأربيل والسليمانية وديالى وصلاح الدين ويمكن لأطقم المنظمة الانتقال بسهولة لأماكن النزوح.
ونبه إلى صعوبة معرفة مواقع النزوح حاليا من الفلوجة وفي ظل عدم معرفة الرقم الدقيق للمدنيين ومن سيخرج من المدينة وأعدادهم ولا توجد تقديرات مؤكدة بهذا الشأن، مشيرا إلى تنوع احتياجات النازحين، مضيفا :"أطباء بلاحدود تركز على الرعاية الطبية من خلال وحدة علاجية متنقلة في عامرية الفلوجة، ومستعدون لزيادة فرقنا العاملة هناك وفق الحاجات المستقبلية للنازحين، إضافة إلى مرونة تحرك فرق العمل الطبية في بغداد لإسناد فرق العمل في العامرية، وندرس احتمالية تواجد فرق طبية في الخالدية والحبانية ونستعد لذلك حال تحرك النازحين إلى المنطقة الغربية للفلوجة وما يحدد ذلك الحكومة والقوات العراقية التي توفر الحماية والممرات الآمنة للنازحين".
على صعيد متصل، لفت رئيس بعثة منظّمة "أطبّاء بلا حدود" في العراق فابيو فورجيوني إلى أن قرابة 50 ألف شخص مازالوا عالقين داخل مدينة الفلوجة التي تشهد عمليات عسكرية لتحريرها من داعش، وأن بعض التقارير تشير إلى معاناتهم من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية.
وقال: هناك من يترك ممتلكاته ويمضي في رحلة محفوفة بالمخاطر تحت نيران القناصة، وهناك من يلجأ إلى وسائل بدائية لعبور نهر الفرات هربًا من العنف، وتستمر الرحلات عدة أيام تفاديًا للمناطق التي تدور فيها المعارك، وأن العديد منهم لقوا حتفهم بعد تعرضهم لإطلاق النار.
وأشار إلى "أطباء بلا حدود" تعمل في 11 محافظة عراقية لتقديم الرعاية الطبية الأساسية والدعم النفسي، كما أنها تجهز نفسها للاستجابة لحالات الطوارئ التي قد تطرأ خاصّة لدى السكان الذين يعانون من أوضاع صعبة جدًا في المناطق التي يكون فيها الوضع الأمني مضطربًا نتيجة قربها من خطوط الجبهات.
وتابع: أن سيطرة تنظيم داعش على مدينتي الموصل وتكريت في يونيو 2014 تسبب في نزوح أكثر من مليون شخص، وأن 2ر3 مليون عراقي نزحوا عن مناطقهم مما يزيد الضغط على الجماعات والعائلات المستضيفة التي تعاني من أوضاع اجتماعية مزرية، لافتا إلى أن 8 ملايين عراقي في حاجة ماسّة للمساعدة الإنسانية.
وأعرب عن أسفه لتجاهل الأزمة الإنسانية في العراق بشكل كبير في الوقت الذي تسود فيه الأهداف السياسية وتستمر العمليات العسكرية.. وأضاف: المساعدة الإنسانية المقدّمة حتى الآن غير كافية مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل الموجود على الأرض.