تناولت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم الأحد الوضع المتفجر بمدينة حلب السورية، واستمرار الصمت الدولى والاكتفاء بموقف المتفرج، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية خطيرة قد تعد الأسوأ. وتحت عنوان "إنقاذ حلب قبل الإبادة"، قالت صحيفة "عكاظ" ان العالم بأجمعه كان يعرف أن الوضع وصل إلى مرحلة مأساوية مريرة، ولم يكن يحتاج إلى هذه النهاية الدامية والختام الكارثي الذي تعيشه حلب وتحياه دمشق. وقالت: قبل أن يوجه نظام الأسد قذائفه وصواريخه وراجماته وشبيحته إلى أحياء حلب وضواحيها، وقبل أن يلوح بهذا نحو دمشق كان هذا النظام كتب بالدم القاني وأرواح الشهداء وأجساد الضحايا الفصل الأخير من كارثة سوريا السوداء . ورأت أن الإجرام الذي يمارسه النظام الأسدي لا مثيل له في تجارب الثورات العربية ولم يمارس إلا في الأنموذج الليبي، إلا أن الشعب الليبي الثائر، وقفت معه القوى العربية والدولية مما ساعده في الإفلات من الجنون القذافي. وأكدت أن ثورة السوريين ثورة عظيمة، وغير مستغربة من شعب حر وجيش حر ، ولكن هذا لا يبرئ المجتمع الدولي من مسؤوليته ووجوب إنقاذ الشعب السوري وخاصة حلب ودمشق من كارثة الإبادة التي يهدده بها جيش الأسد . من جانبها، وصفت صحيفة "اليوم" قرار اقتحام مدينة حلب لإخماد الثورة هناك بمثابة استهتار بكل أرواح المدنيين واستمرار في تنفيذ المجازر الدموية وهي معركة تمثل للنظام ركيزة أساسية في الدفاع عن نفسه. وقالت إن التحذيرات الدولية من حدوث مآس كبيرة من اقتحام المدينة لا تكفى لأن النظام السورى أظهر صلفه وغروره واستهتاره بكل القيم والأعراف والمبادئ وفضل أن يستمر في سياسته الدموية. وألمحت الصحيفة إلى أن معركة حلب قد تكون فاصلة إلا أننا يجب التذكير بأن نظاما يمتلك قوة نيران هائلة وأسلحة فتاكة، لا يمكن مقارنته بما يمتلكه الثوار من أسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم وعن المدنيين واتجاه النظام إلى استعمال سلاح الطيران والدبابات والمدافع الثقيلة سوف يخلف مئات القتلى والجرحى من المدنيين وسوف تشهد أحياء حلب حالة نزوح جماعية ويقصد من هذه المعركة إخافة المدنيين الثائرين وبث الرعب في نفوس الثوار والمقاتلين من الجيش الحر.