بثت جماعة إسلامية تتخذ من سيناء مقرا لها تسجيلا مصورا على الانترنت تعلن فيه المسؤولية عن هجوم عبر الحدود في يونيو أسفر عن مقتل إسرائيلي في موقع بناء حاجز حدودي وأثار شكوكا بشأن سيطرة مصر أمنيا على سيناء. ومنذ خلع الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير 2011 ضعفت القبضة الأمنية على سيناء وانتشرت مجموعات من الاسلاميين المتشددين في شمالها لتهاجم مراكز الشرطة وخط أنابيب لتصدير الغاز الى الأردن وإسرائيل. وظهر في التسجيل المصور الذي بث على الانترنت أعضاء في جماعة جديدة تسمى "مجلس شورى المجاهدين" يرتدون ملابس عسكرية ويختارون دورية أمنية إسرائيلية وبلدة حدودية هدفا لهم. وقال الرجلان اللذان نفذا الهجوم طبقا لما ذكره التسجيل المصور -وهما المصري أبو صلاح والسعودي أبو حذيفة- انهما قاما بذلك انتقاما "لدماء المسلمين" وأنهما يهديان الهجوم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وقال ابو حذيفة وهو يقرأ من ورقة قبل شن الهجوم وخلفه علم أسود عليه آيات قرآنية "بعد التوكل على الله عز وجل سنتوجه بعد قليل لتنفيذ عملية استشهادية مزدوجة لاستهداف قوات العدو اليهودي على الحدود المصرية مع فلسطينالمحتلة." وقال مسئولون إسرائيليون إن الجنود قتلوا المهاجمين. وأعلنت جماعة جهادية أخرى تسمى "أنصار بيت المقدس" في تسجيل مصور بثته على الانترنت الأسبوع الماضي المسؤولية عن تفجيرات خط أنابيب الغاز. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في ابريل إن سيناء أصبحت منطقة يغيب عنها القانون والامن لكن حكومته أبدت منذ ذلك الحين مزيدا من الثقة في قدرة الحكومة المصرية الجديدة على استعادة الأمن. وقالت مصادر أمنية مصرية انها تحقق في المعلومات الواردة في التسجيلين المصورين وانها على علم بوجود بعض العناصر الجهادية لكنها ليس لديها معلومات عن هاتين الجماعتين. وقال مصدر أمني ل"رويترز": "مثل هذه الجماعات قد تكون خلايا جهادية صغيرة للغاية في سيناء". وفي التسجيل المصور شوهد الجهاديان وهما يراقبان الحدود ومواقع عسكرية مصرية وإسرائيلية قبل أن يحددا ثغرة ويختارا عربتي جيب اسرائيليتين وبلدة حدودية على الجانب الاسرائيلي من الحدود كهدف لهما. وبعد ذلك تدرب المهاجمان على الخطة مستخدمين نموذجا للمنطقة ثم تدربا على صنع قنابل واستخدام ذخيرة حية في الصحراء. وقال مسئولون أمنيون مصريون ان من غير الواضح اين جرت هذه التدريبات. ويقول خبراء إن الجماعات المتشددة في سيناء لا تتصل مباشرة بتنظيم القاعدة لكنها تسعى لذلك. وساد هدو نسبي الحدود بين مصر وإسرائيل على مدى ثلاثة عقود بعد أن وقع البلدان اتفاقية سلام في 1979 لكن إسرائيل تقول إن القبضة الأمنية على سيناء ضعفت منذ سقوط مبارك. وفي ابريل قالت إسرائيل إن صاروخا اطلق من سيناء أصاب منتجع ايلات لكنه لم يسفر عن أي اصابات في حين قتل متسللون بالرصاص ثمانية إسرائيليين في أغسطس آب الماضي في هجوم عبر الحدود. واثناء ملاحقتهم لمنفذي الهجوم قتل جنود إسرائيليون خمسة من حرس الحدود المصريين.