هذا التعليق وصلنى من الأستاذ "عادل ميشيل" على مقالى الأخير "هل المشير باع مصر".. يقول التعليق "أسوأ ما فى هذه الدولة هو الشعب الذى يحيا بها.. فالطقس محتمل صيفًا وشتاءً.. الموقع عبقرى.. كل ما بها مقبول أو جميل عدا شعبها.. مش عارف سيادتكم قالق نفسك على مصر ليه.. هو من إمتى البلد دى ماكانتش متباعة.. لقد باع مصر جميع من تمكن منها.. متى كانت تحكم بالقانون؟! متى كان بها عدل وحب؟! يا أخى.. الشعب الوحيد الذى أكل فيه الأمهات أبناءهم أثناء المجاعات (حدث ذلك بتسجيل من المقريزى).. نحن الشعب الوحيد الذى يقول نفاقًا وتزلفًا للحاكم.. اللى يتجوز أمى أقوله يا عمى.. ياسيدى أسوأ ما فى هذه الدولة هو الشعب الذى يحيا على أرضها.. فى انتظار جودو".. هذا هو تعليق الأستاذ "عادل ميشيل" على مقالنا. ** نعم ياصديقى.. أتفق مع كل حرف وكل كلمة كتبتها.. إن أسوأ ما فى هذه الدولة هو الشعب الذى يحيا فيها.. فقد حاولت كثيرًا.. ولكننى أعترف بأننى فشلت.. حذرت من كل الأحداث التى نعيشها الآن.. وتفرغت للكتابة تمامًا.. ولم أتقاض مليمًا واحدًا سواء من نشر مقالاتى، أو من خلال ربح يأتى من موقعى.. بل إننى خسرت آلاف الجنيهات بعد إهمالى لعملى وانشغالى بهموم الوطن.. ولم أبال بالبحث عن المكاسب. ** نعم.. أتفق معك فى كل ما جاء بتعليقك.. ولكننى حتى أكون منصفًا، فسوف أقسم تعليقك إلى من هم موصوفين بالتعليق.. وجزء آخر من الشعب المصرى يعرف جيدًا قيمة هذا الوطن وترابه، مستعدون للتضحية فى سبيل حريته وكرامته.. الجزء الأول أخص به أقباط الداخل والخارج.. للرد عليكم.. ** كنت أعتقد أن رسالتى التى أوصلها من خلال كتاباتى وتوقعاتى المستقبلية.. قد تساعد الآخرين فى التوحد للنجاة.. ولكننى اكتشفت أن كل شخص تتحدث معه يخدعك ويضللك، ويسخر منك.. بل إن البعض كان يسرق مقالاتنا ويذهب بها إلى إحدى القنوات الفضائية، ويقدمها لصاحب القناة نظير أجر مادى، وكان يحرص على عدم ذكر اسمه بزعم خوفه من الإرهابيين.. ولكن الحقيقة أنه كان يخشى أن أكتشف هذه السرقة.. وظل هذا الحال شهور عديدة حتى اكتشفت هذه السرقات بالصدفة. ** لك كل الحق ياصديقى.. فكم من مرة حاولت أن أحذر الأقباط.. وهم الذين أتحدث عنهم الآن.. لأن مصيبتهم أكثر من المسلمين المعتدلين.. ولكنهم رفضوا جميعا قراءة ما نكتبه، أو سماع ما نحذر منه منذ 25 يناير.. وحتى الآن، فكان هناك شيء بداخل الجميع، هو العند والتكبر والعنطزة، ورفض قبول أى رأى آخر مخالف لرأيهم.. بل كل واحد يريد أن يفرض رأيه حتى لو كان لا يصلح فى مسلسلات كارتونية، وأفلام متحركة. ** لك الحق ياصديقى.. بعد أن ألغى كل الأقباط عقولهم.. فالجريمة واضحة.. وهى أن أمريكا تسلم مصر للإخوان، وتدعمهم ماليًا ومعنويًا وعسكريًا.. وأعلنت ذلك على الملأ.. ومع ذلك انطلق بعض الأقباط بالمهجر يدافعون عن الإدارة الأمريكية وسياستها الخارجية، ولم يخجلوا من أنفسهم.. فى نفس الوقت زاعمين أنهم يدافعون عن أقباط مصر ضد الإخوان المسلمين.. ومن أمثال هؤلاء، المستشار "موريس صادق" الذى ملأ الدنيا ضجيجًا بما أسماه "الدولة القبطية بالخارج".. ولم نجد بيانًا واحد يصدر عن هذه المنظمة، يواجه التآمر ضد مصر، ويفضح أوباما أو كلينتون، بل خرجت بياناتهم للمديح فى كل منهما.. كما تتواصل كوارث الأقباط بالداخل.. ممن يزعمون أنهم رؤساء مجالس حقوق الإنسان، ويهرولون وراء الإعلام ليل نهار، ويكتبون مقالات ضد الإخوان.. لم أجد واحدًا منهم، ولا حتى نصف رجل يهاجم أمريكا، ويكشف عن دورها الإرهابى.. لتدعيم الإخوان الإرهابيين وتسليمهم مصر.. بل الجميع عندما يصلون إلى هذه النقطة من الحوار.. تجدهم ينقلبون عليك ويهاجمونك ويسخرون من اتهاماتك لأمريكا. ** لك كل الحق ياصديقى.. فكل أقباط المهجر بالونات منفوخة معبأة بهواء فاسد.. لم تقدم للقضية القبطية أى حلول، ولكن كان خروجهم دائما للتعبير عن سخطهم جراء هدم كنيسة، أو عمليات إجرامية كانت تدبر ضد مسيحيى مصر، فى الوقت الذى هم فيه يعلمون أن المحرض على كل هذا الإجرام هم الإدارة الأمريكية بزعامة "أوباما" ووزيرة خارجية أمريكا "كلينتون". ** نعم.. لك كل الحق ياصديقى.. فلم يكن هناك منبر إعلامى واحد مسيحى يكشف الحقيقة، ويعرى المؤامرة.. رغم قلة القنوات المسيحية داخل مصر.. وقلة الصحف القبطية داخل مصر.. إلا أنهم جميعًا كانوا يتناولون القضية من باب "فض المجالس"، و"جلسات المصاطب".. بل إن إحدى القنوات المسيحية، وهى قناة "سى تى فى"، في حوارها السياسي من خلال برنامج "فى النور".. يقرأ فيه الأستاذ إيهاب صبحى ما ينشر بموقع إلكترونى فكاهى.. هذا الموقع يصلح أن يكون "سيرك كوميدى".. "بص شوف داخل الصندوق إيه.. "خبر طازة حالا.. إوعى يفوتك".. وعناوين من هذه العينات.. بينما مصر تحترق وتشتعل وتلفظ أنفاسها الأخيرة، كنت أظن أن الأقباط هم أكثر المهتمين بما يحدث بها.. للدفاع عنها.. ولكن للأسف كنت واهمًا.. فالأقباط جميعًا وبلا استثناء.. يدافعون عن أمريكا ويستاء البعض منهم عندما نصفها بالعاهرة. ** لك الحق ياصديقى.. فقد وجعت قلبى.. وأنا أرى الكنائس تخشى مواجهة التطرف والإرهاب والجماعات الإسلامية.. وترفض تكوين رابطة قوية للدفاع عن مشاكل الأقباط.. فيما يتعرضوا إليه من مصائب وإرهاب، وقتل وتشريد أسرهم، فى قرى ونجوع ومحافظات مصر.. ولكن يبدو أن كل كنيسة عليها أن تتحمل بمفردها ما يحدث لشعبها.. حتى لو كانت لا تملك القوة، أو أدوات الرد على الأحداث الإرهابية.. وهنا لا أقصد أسلحة أو مواجهات دموية.. ولكن ما أقصده محامين متخصصين، أو مجلس إدارة قوى يكون مهمته مواجهة كل الأحداث الطائفية.. من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. ** لك الحق ياصديقى.. ونحن نرى مصر تباع أمام أعيننا، ونخرس جميعًا.. ولا نحشد الأقباط للخروج للدفاع عنها.. بل نلجأ إلى بعض الآيات فى الكتاب المقدس لتبرير سلبياتنا وجبننا وخوفنا.. واكتفى الأقباط بظهور بعض التنظيمات العشوائية لتتحدث فى السياسة، وهم لا يعرفون الألف من كوز الذرة.. وهدفهم هو التلميع الإعلامى، والبحث عن مصادر لتمويل منظماتهم. ** لك كل الحق ياصديقى.. وأنا أحذر من الأيام السوداء القادمة.. ولا أجد إلا كل واحد يبحث عن نفسه.. ومعظم الأقباط لا يهتمون إلا بجمع الأموال، ووضعها فى الخزائن، والسفر للتمتع بالبلاجات بالخارج.. فإذا تحدثت معهم عن مستقبل مصر.. تجدهم آخر طراوة، ويلخصون لك الموقف فى كلمتين "ياعم خلينا فى حالنا.. نشوف أكل عيشنا".. علمًا بأنهم هم أول من يتعرضون للتصفيات الجسدية، وللسطو على أموالهم. ** لك كل الحق ياصديقى.. حتى عندما تكونت معارضة لنظام "الإخوان"، ومحاولتهم للسطو على الدولة، واستيلائهم على الحكم.. فى منطقة المنصة أمام قبر الراحل "أنور السادات".. لم أجد قبطيًا واحدًا أو لافتة واحدة تُرفع للانضمام إلى الشرفاء من المواطنين المسلمين الذين يرفضون الإخوان المسلمين، ويرفضون حكم المرشد.. بل وجدت سيدة مسلمة مسنة بلغت الثمانين عامًا وظهرها منحن، وصلت إلى تجمع المنصة، وخرجت مع المتظاهرين ليلة 23 يوليو، ولم تجد وسيلة تنقلها إلى مكان التظاهر أمام قصر الرئاسة، فسارت كل هذه المسافة على الأقدام لأنها تحب مصر وتعشقها، وهى تعلم أن قلبها ضعيف قد لا يتحمل السير كل هذه المسافة، ولكنها استمدت القوة والشجاعة والدفء من هتافات ومشاعر مصريين خرجوا ضد حكم المرشد والإخوان. ** لك كل الحق ياصديقى.. فباستثناء هذه الفئة النادرة من شعب مصر، الذين لا يحصلون على مقابل فى سبيل الدفاع عن بلادهم.. هذه المجموعة تصرخ ولا حياة لمن تنادى فى شعب فقد أحاسيسه ومشاعره.. ولن يدرك خطورة القادم إلا عندما يبدأ فى الترحم على الماضى مهما كانت سيئاته.. فلن تكون قشرة فى الأيام السوداء القادمة. ** لك كل الحق ياصديقى.. بعد أن فشلت فى توعية الضمائر.. وتحريك العقول.. فكل الأقباط يتلذذون بالأمريكان.. سواء كانوا أقباط الداخل أو الخارج.. ولو كان هناك كلام عكس ذلك.. لشاهدت تجمعات قبطية تحمل لافتات تدين اللقيط "أوباما"، أو العاهرة "كلينتون". ** لك كل الحق ياصديقى.. فقد وصلت مصر إلى نهاية الطريق الذى أرادته أمريكا لنا بمساعدة الإخوان المسلمين، والإخوان المسيحيين.. ولكِ الله يامصر.. ويا شعبها.. ويا مفكريها الوطنيين.. فالجميع باعوكى وقبضوا الثمن.. والعوض على الله فى مصر!!