* خبراء عن مباحثات السيسي وأبو مازن بالقاهرة: * دبلوماسي: السيسي يستقبل أبو مازن لبحث إحلال السلام بعد تولي "ليبرمان" الدفاع الإسرائيلية * هريدي: لقاء السيسي وأبو مازن يهدف إلى تفويت الفرصة على تل أبيب لتقويض «السلام» * سفير فلسطين السابق: اجتماع السيسي بأبو مازن توقيته مناسب لدعم إقامة دولة فلسطينية استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، السبت، الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية. وخلال اللقاء، أكد السيسي أن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية في أجندة السياسة الخارجية المصرية، مؤكدا دعم مصر للمبادرات والجهود الدولية - ومن بينها الجهود الفرنسية - الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، بما يساهم في توفير واقع أفضل ومستقبل أكثر أمنا واستقرارا لجميع دول المنطقة وشعوبها. السطور التالية ترصد آراء الخبراء والمتخصصين في توقيت اللقاء وما خرج به من نتائج، حيث أكد السفير محمد رضا فرحات، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر تحاول أن تدعم القضية الفلسطينية مقابل البطش الإسرائيلي بكل ما تملك من إمكانات، ومن هذا الدعم دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الطرفين لاستغلال المبادرة الفرنسية لإحلال السلام بين الطرفين. وقال "فرحات": "جاءت المبادرة المصرية لدفع دفة إحلال السلام مرة أخرى في المنطقة عن طريق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتل أبيب أبدت بعض الترحيب الشكلي بدعم مصر، إلا أنه على أرض الواقع قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم ليبرمان المعروف بعداوته الشرسة للقضية الفلسطنينية، ما يعني تعطل المحادثات أيا كان الدعم المقدم لها، ويأتي استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الفلسطيني اليوم لمناقشة آخر التطورات على ساحة إحلال السلام بعد تولي ليبرمان، وكيف سيتم حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية". وأضاف أن إسرائيل ترفض المبادرة الفرنسية لأنها تعتبرها تدويلا للقضية الفلسطينية، وهذا ما يجب أن يحدث، بحيث يتحد المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات ووقف الاستيطان، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي أعلن دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، وتم الاتفاق على عقد اجتماع الدول الداعمة في باريس الشهر المقبل، وهو خطوة مهمة للحشد ضد إسرائيل وإجبارها على الانصياع إلى الأصوات الداعية للسلام. في السياق ذاته، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن طاولة اجتماعات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس تناولت آليات دعم القضية الفلطينية، وأنها تناولت الجهود المبذولة لإحياء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية كان لها نصيب من الحديث. وقال "هريدي" إن اللقاء تناول الجهود الدولية والعربية المبذولة لاستئناف المفاوضات، مؤكدا أن اللقاء يعد فرصة لاستعراض الجهود العربية، خاصة المصرية، لإنجاح الجهود المبذولة لاستئناف المباحثات وكيفية إتمام حل الدولتين وتفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية لأن تقضي على أمل تمكين الدولتين، كما سيتناول تطرق إلى استعادة المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بين السلطة في الضفة وحماس في قطاع غزة. كما أكد السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق بمصر، أن القيادة الفلسطينية اعتادت إطلاع القاهرة على آخر تطورات القضية الفلسطينية أولا بأول، إذ إن مصر هي الداعم الأول والأقوى للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن اللقاء الذي تم اليوم، السبت، بين الرئيسين المصري والفلسطني في غاية الأهمية، إذ جاء في ظرف وتوقيت مناسبين في ظل اجتماع وزراء الخارجية العرب ووجود المبادرة الفرنسية وتبني الرئيس عبد الفتاح السيسي لها. وقال "الفرا": "إسرائيل لا تسعى للسلام وتحاول عرقلة جميع الجهود المبذولة تجاه إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وزاد الأمر تعقيدا تولي ليبرمان، اليميني المتطرف، وزارة الدفاع الإسرائيلية، ما يستدعي حشدا عالميا قويا يوجهه الحشد العربي لإخضاع إسرائيل للمفاوضات، وتطوير الأفكار المطروحة من قبل القيادة المصرية وتهيئتها، وإيجاد آليات تفضي إلى إخضاع تل أبيب لها، وتوجيه دفة المفاوضات إلى إحلال السلام وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس". وأضاف أن الرئيسين المصري والفلسطيني تطرقا اليوم لكيفية تطوير المبادرة الفرنسية وإجبار تل أبيب على الانصياع لها، ومشكلة الأسرى الفلسطينيين، لذا تمت الدعوة إلى عقد اجتماع مجموعة الدعم الدولي، ولكن "أتوقع ألا يفضي هذا الاجتماع إلى نتائج ملموسة في سبيل إيجاد حلول للقضية الفلسطينية لكنه مهم بالطبع لاعتباره خطوة نحو الحشد الدولي المطلوب تجاه التجبر الإسرائيلي، حتى يتم الالتفات إلى محاربة الإرهاب، لأنه طالما ظلت الأزمة الفلسطينية قائمة فسيظل الإرهاب ينخر في جسد الأمة العربية".