يمثل التواجد المصري في دول حوض النيل خاصة والدول الإفريقية عامة،يمثل دعماً لأمننا القومي الذي تركناه يُنْتَهَك ويعبث به الخصوم الألداء،هذا ولم يخطئ المصري القديم يوم رأى أن تأمين حدوده الجنوبية يبدأ من بلاد بونت،أي الصومال الحالية ،كما أنه رأى الأمن المصري لا يستقر إلا إذا ساد الأمن والأمان حتى حدود تركيا أي شمال سورية،ولكن شاء النظام البائد أن يتقوقع ويتقزم وينكمش وتنكمش معه مصر حتى صار يردد ويهزي ويبرطم بأن مصر لا يخرج أمنها عن حدودها الدولية وليته توقف عند هذا وحمى مصر داخلياً،لقد استمر يردد أغنيته الساقطة "مصر أولاً وآخراً"فإذا بنا نقف وكأننا مرضى بالجرب أو الجزام فتهرب منا السليمة،لقد سلخنا النظام من محيطنا العربي والإفريقي والإسلامي ورأى أن الرضا الأمريكي والصهيوني بإمكانهما فعل المعجزات والمستحيلات وأنهما بوابة دخول الجنة . أخشى أن يعزف الإعلام معزوفته الخربة الشاذة المنفرة وذلك بأن يقيم الأفراح والليالي الملاح لكون الرئيس مرسي زار اثيوبيا ،ونكتفي بما نردده في هذا الشأن، أيام وتعود ريما لعادتها القديمة ويعود الرئيس إلى مصر وتنشغل مصر في الدستور الذي لن يأتي والتأسيسية التي يبدو أنها ستكون كعقار الإسكندرية بلا أساس وقام لينهار،ونعود إلى المحكمة الدستورية التي تحكم بعدم الدستورية أي متخصصة في نوع واحد من الحكم وهو عدم الدستورية وليته تكون هناك محكمة دستورية أخرى تتخصص في الحكم بدستورية الأمور التي تعرض عليها،ونعود إلى تشكيل الوزارة التي تنتظرها الدستورية والمجلس العسكري والمسيحيون والنور والصوفيون ،فئات لا حصر لها تنتظر الوزارة،وفئة واحدة لا تنتظر الوزارة ولا تعنيها في شئ ،إنها فئة "الشعب المصري"الشعب الذي وضع أصابعه في الشق وطلب العوض من صاحب العوض واستعاد مقولة"مفيش فايدة"وليس أمامه غير الانتظار لثلاثين سنة أخرى حتى يأتي أولاد جدد يفجرون ثورة جديدة وربما تكون يوم"31 فبراير"والذي نتعشم ألا يتأخر كثيراً، ربما سنكون نحن الذين لعب بنا الشيب،سنكون في عداد الموتى في هذا التاريخ وسيحكي لنا الشهداء ما حدث ،ربما يومها يحاكمون الرئيس وصحبه محاكمة جادة ،ويحاكم وزير الداخلية محاكمة جادة ،وربما يومها لن يُسْمَح للفلول بالترشح لرئاسة الجمهورية ،ويومها يفوز رئيس من خارج التيار الإسلامي،ربما يفوز طبال أو راقص أو صاحب كباريه،أو صاحب خمارة لا يهم،المهم يومها عدم فوز مرشح الفلول،مع العلم أن الفلول يومها سيكونون هم الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم.