عن أبى هريرة "رضى الله عنه" قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عزجل: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله، فليقل: اللهم إنى صائم، إنى صائم، والذى نفس محمد بيد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه". وشهر رمضان أنزل فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف شهر وهى ليلة القدر، ويقول تعالى: "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، ويقول سبحانه: "إنا أنزلناه فى ليلة القدر"، ويخبر سبحانه عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر إذ تنزل الملائكة والروح فيها، بإذن ربهم من كل أمر، وهى فضلا عن ذلك: "سلام يستمر من غروب الشمس حتى مطلع الفجر".
ومن أجل هذا الفضل العظيم، كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستعد لها بالعبادة، ويهيئ الجو الروحى المناسب لنزول الملائكة والروح، والمناسب للسلام القلبى، الذى هو ثمرة التوبة، والإنابة والتقوى، والذى هو اطمئنان النفس إلى الله، فيخاطبها سبحانه خطابًا تفهمه، يا أيتها النفس المطمئنة: ارجعى إلى ربك – فى هذه الدنيا والآخرة – راضية – عن الله، مرضية منه – فادخلى فى عبادى- عاجلا - وادخلى جنتى – آجلا. ومن جوامع الدعاء التى على المسلم أن يبتهل بها إلى الله فى الشهر الكريم ما جاء فى حديث أبى أمامة "رضى الله عنه" عن رسول الله "(صلى الله عليه وسلم) قال: "دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، قلنا يا رسول الله، دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا؟ فقال ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله تقول: "اللهم إنى أسالك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله". وعنه صلوات الله عليه: "اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى، وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى، وأصلح لى آخرتى التى فيها معادى، واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير، واجعل الموت راحة الموت راحة لى من كل شر". كل عام وأنتم بخير، جاء شهر المغفرة والسكينة، جاء شهررمضان، شهر النور والهدوء والرحمات، شهر الذكر والدعاء. نبتهل إليه عز وجل أن يحمى مصر ويحفظها من الخونة والمرتزقة وأصحاب المصالح، هؤلاء الذين يهمهم أن تستمر حالة الانفلات والفوضى وتستمر الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية، وهؤلاء لا وجود لهم خارج هذه الأحداث ولو خرجوا منها لماتوا، فهى مصدر رزقهم وباستمرارها وتوهجهها يستمر ضخ الأموال إليهم. وبقدوم شهر رمضان نتمنى أن يرجع شياطين الإنس إلى رشدهم وإلى ضمائرهم، فيتركوا لنا شوارع مصر هادئة، ننعم بها بعيدًا عن الاحتجاجات وقطع الطرق والممارسات الأخرى التى تضر بحال البلاد والعباد.. والله المستعان. [email protected]