لا أعلم مبررًا للهجوم الممنهج على الأزهر ورجاله، ثم بات الأمر في طريق آخر للطعن في كل من يحاول الدفاع عن الأزهر، ثم لم يلبث الهجوم إلا وأصبح يقوم على فرضية سوء الظن، والنيل من الأبرياء بلا ذنب ولا جريرة، ولقد كتب عدة مقالات بعنوان (فساد الأزهر) وذكر سببًا لهجومه فقال :"لعل الله يجعل كلمات النقد سببًا فى إنقاذ هذه المؤسسة الكبيرة"، والحق أنه لو أراد نقدًا بناءً كما ذكر فيجب عليه أن يتحلى بجملة من آداب النقد منها على سبيل المثال : 1 أمانة الحكم، ويتطلب منه أن يبرهن على صحة كلامه لا أن يذكر كلامًا إنشائيًا، وهذا الذي يُسمى بالتوثيق، وأن يذكر الدليل؛ قال تعالى ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111]، والقاعدة المشتهرة عندنا "إن كنت ناقلًا فالصحة، وإن كنت مدعيًا فالدليل". 2 دقة الحكم . 3 أن يلتزم الأدب حتى في اختيار الألفاظ، وأن يبتغي بنقده وجه الله تعالى، وأن يكون مراده الوصول للحق لا الانتصار للنفس. ولما وجدتُ الطعن بلا بينة خاصة فيما يخص الشيخ الإمام ومستشاره والدكتور الذي رد على مقالات الكاتب، وبتتبع ما قال الكاتب الصحفي وحتى لا ينسحب بساط العبارات من أناملي أجعلها عدة عناصر فيما يلي : 1 اتهامه لشخص الإمام بالتقصير في إدارة شؤون الأزهر وتسليم مفاتيح الأمور لأصدقائه وكان هذا الكلام قد نُشر بالوطن بتاريخ 5 9 2012 م تحت عنوان (الأزهر والسلفيون) ثم قال مُعقبًا في نهاية مقاله يجب على شيخ الأزهر أن يرحل نظرًا لاستيلاء السلفيين على الأزهر والمطالبة بإلغاء الأزهر". والحق أن هذا الكاتب لم ينقل حقًا ولم يكتب صدقًا، بل لو كان مُنصفًا لقال إن الشيخ الإمام هو من أعاد للأزهر مجده وجعله في معزل عن الدولة، الشيخ الذي أعاد هيئة كبار العلماء بعد اندثارها ردحًا من الزمان منذ 1961 م وحتى 2012 م، الشيخ الذي حمل على عاتقه استقلال الأزهر وعدم تبعيته للدولة وصدر مرسوم بقانون رقم 13 لسنة 2012م بتعديل بعض أحكام القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها.. الفقرة الثانية من المادة (2) : و الأزهر هيئة مستقلة، ويمثل الأزهر المرجع النهائي في كل ما يتعلق بشؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة . هذا هو الشيخ الذي ضيع الأزهر كما ادعيت دون دليل . 2 قوله عن المستشار القانوني للشيخ : (أ) إنه هو الآمر الناهي في أمور المشيخة، ولا أعلم كيف هذا واختصاص الرجل النواحي التشريعية القانونية، ومن المعلوم أن جُل أمور المشيخة تتعلق بالأمور الشرعية وهناك شيخ للأزهر ووكيل له، والشيخ لا يترك الأمور تمر سُدى أن يُدقق فيها؛ ففضيلته من أكابر علماء المنطق وعلم الكلام، وإلا فأتنا ببينة كما اتفقنا في بداية المقال. (ب) إن المستشار القانوني طالب الملك سلمان –ملك السعودية – بتبرع لقناة الأزهر، ومن المعلوم للكافة أن الملك عبدالله –ملك السعودية السابق- هو من تبرع بترميم الجامع الأزهر وأيضًا تدشين قناة للأزهر وكلفَ شركة مختصة بذلك، فمال مستشار الشيخ والحديث عن القناة والتبرعات لها؟! (ج) قوله إن المستشار ظهر أمام الملك سلمان في الجامع الأزهر وهو يشرح له ما تم من ترميم داخل الجامع الأزهر وهذا ليس من طبيعة عمله، فما المانع أن يشرح الرجل ما تم من أعمال فالإمام الأكبر هو من قدمه وحقه أن يقدم من يراه أقدر علي الأمر، ولا ضير في هذا فإن كثيرًا من الناس يهاب كبار الشخصيات، ولعل أن صاحبكم ألحن بحجته، كما أسألك أيضًا من نصبكَ أنت لنقد المؤسسة الأزهرية وأنت لست على دراية بما فيها؟! (د) قوله إن المستشار القانوني هو الذي يقوم بتوزيع المناصب والسؤال هنا هل توزيع المناصب يتم عن طريق المحاباة؟ وهل فضيلة الشيخ أو الوكيل لا يتدخلان في اختيار القادة؟ فإن تبوأ أي منصب في الأزهر يتم عن طريق لجان كثيرة منها اللجان الشرعية ولجنة القيادات وأيضًا الاختبارات الإدارية وغيرها، والمستشار بحكم عمله فإنه يتطلب عليه وضعه أن يكون عضوًا فيها وهذا دوره الطبيعي ، ولا تأثير له فيما يتعلق باختيار القيادات، وعليك أن تُقيم لنا الحجة على صحة كلامك وإلا فكلامك عارٍ عن الصحة فلماذا الإساءة للمستشار في ذلك؟! (ه) قوله إن المستشار مرر الحكم المزور لرئيس الجامعة السابق، والسؤال هنا ما الفائدة التي ستقع على المستشار القانوني من تنصيب رئيس للجامعة أيًا كان وضعه، وما علاقة المستشار بتنفيذ حكم بالجامعة والجامعة هي المسؤولة عن تنفيذ الأحكام الخاصة بها ولديها مستشاروها، وهل من شأن المشيخة أن تُنقبَ عن الحكم وصحته وقد سُلِمَ على يد محضر لمبنى إدارة الجامعة؟ فمال الشيخ ومستشاره بالحكم هنا؟! إن الأمر الآن بيد النيابة العامة وهي صاحبة الفصل في قرار الإدانة من عدمها، ولا تعقيب على أحكام القضاء. (و) قوله إن المستشار يتجسس على صفحته الشخصية على الفيس بوك والسؤال هنا وهل صفحتك سرية أو عبارة عن مجموعة مغلقة أو مع المستشار الرقم السري لرسائلك؟ إن الصفحة متاحة للجميع فما يضرك أن ننقدَ فيما أخطأت فيه وأنت ترجو بالنقد الإصلاح على حد زعمك؟ ثم إنك ذكرت في معرض كلامك أن مستشار الإمام دمث الخلق وطيب المعشر فكيف يجتمع الخلق النبيل مع كم التهم التي صوبتها له ما لكم كيف تحكمون !!! وللحديث بقية...