أجرت مجلة National Geographic حوارا مع أحد علماء الآثار المهتمين بدراسة منطقة "تشيرنوبل" المحظورة، تناولت فيه تجربته فى المنطقة المحظورة وأسباب اهتمامه بالبقايا المشعة فى "تشيرنوبل". يذكر أن العالم تعرض منذ أكثر من ثلاثين عاما لأكبر كارثة نووية فى التاريخ وهى انفجار مفاعل "تشيرنوبل" الذى كان موجودا فى مدينة "تشيرنوبل" التابعة للاتحاد السوفيتى سابقا؛ ونظرا لارتفاع مستويات الأشعاع النووى تم إخلاء أكثر من مائة ألف شخص بشكل دائم وهجر مئات المستوطنات البشرية الموجودة فى المنطقة. ويشار إلى أن "روبرت ماكسويل"، المرشح لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة سيدنى، هو عالم الآثار الوحيد الذى يقوم بدراسة كارثة "تشيرنوبل" فى الوقت الحالى؛ وقام "ماكسويل" خلال عامى 2010 و2012 بإجراء دراسات ميدانية فى مدينة "تشيرنوبل" المحظورة. وردا على سؤال حول أسباب اهتمام عالم آثار بكارثة نووية عمرها ثلاثون عاما، قال "ماكسويل" إنه يقوم بدراسة "ممارسات الهجر المعاصرة" والتى تنتاول أسباب هجر أو إخلاء مدن ومستوطنات فى القرن العشرين خلال وقت قصير، وما يحدث لتلك المناطق بعد هجرها. ومن جهته أكد "ماكسويل" على أنه خلال دراسته الميدانية لم يقم بالحفر فى المنطقة المحظورة، لأن ذلك الأمر شديد الخطورة لأن الاشعاع يتسرب إلى تربة المنطقة مع الوقت، وأى محاولة للحفر فى الأرض يتسبب فى تعرض الانسان للطاقة الاشعاعية بشكل يشكل خطرا على حياته، مضيفا أن تبعات كارثة "تشيرنوبل" واضحة أمامه ويمكن دراستها بدون الحاجة إلى الحفر. وبسؤاله عن الاحتياطات أو إجراءات الحماية التى اتخذها خلال دراسته الميدانية، أشار "ماكسويل" إلى أن الغبار يعد أكثر العناصر الملوثة بالاشعاع، لذا كان حريصا على إزالة الغبار عن ملابسه وعدم التقاط أى شيء، وكان يرتدى جهازا للتنفس طوال الوقت، كما كان يتخلص من جميع الملابس التى كان يرتديها خلال عمله الميدانى قبل مغادرة المنطقة المحظورة. وأضاف أن أكبر خطر واجهه خلال عمله كان الخنازير البرية، موضحا أن الحياة البرية فى المنطقة وصلت إلى مستويات القرون الوسطى، لدرجة أن الكثيرين نصحوا "ماكسويل" بالهروب سريعا عند رؤية أى خنزير وتسلق أى شجرة. وصرح "ماكسويل" قائلا إنه بالرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن "تشيرنوبل" مجرد مدينة مهجورة، إلا أن ذلك غير صحيح بالمرة، حيث تزدهر الحياة البرية فى "تشيرنوبل" وتوجد حيوانات مثل كلب الراكون والثعلب الأحمر والذئاب الرمادية، فضلا عن وجود مجتمع يضم حوالى 2000 شخص يعيشون فى المنطقة، ويأتى آلاف السياح لزيارة المنطقة كل عام. وأضاف أن "تشيرنوبل" تشبه تلك المواقع الأثرية الموجودة فى مدينة "بومبى" الإيطالية التاريخية، فهى تعطى لمحة عن فترة من فترات التاريخ الانسانى.