* مفتي الجمهورية: الاحتفال بشم النسيم جائز شرعاً * البحوث الإسلامية: لا مانع شرعًا من أكل الفسيخ والرنجة * عالم أزهري: شم النسيم مذكور في القرآن الكريم يحتفل المصريون اليوم بشم النسيم «عيد الربيع» الذي عرف بأسماء مختلفة عند الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والآشوريين والرومان والجرمان، فكان عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والآشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرومان عيد القمر، وعند الجرمان عيد «إستر» إلهة الربيع. ومن عادات المصريين القدماء في شم النسيم أنهم يستيقظون مبكرين، ويذهبون إلى النيل للشرب منه وحمل مائه لغسل أراضي بيوتهم التي يزينون جدرانها بالزهور، وكانوا يذهبون إلى الحدائق للنزهة، ويأكلون خضرًا كالملوخية والملانة والخس، ويتناولون الأسماك المملحة التي كانت تصاد من بحر يوسف وتملح في مدينة «كانوس» وهى أبو قير الحالية كما يقول المؤرخ «سترابون» وكانوا يشمون البصل، ويعلقونه على منازلهم وحول أعناقهم للتبرك. «صدى البلد» استطلع آراء العلماء حول حكم الاحتفال بشم النسيم ومظاهر الاحتفال به، وهل هذا يعد من باب التشبه بأقوام أخرى، وهل يحرم استنشاق الريح الطيبة والتمتع بالهواء الطلق والمناظر الطبيعية البديعة، وتناول أطعمة بعينها في هذا اليوم؟. * الاحتفال جائز: قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن الاحتفال بشم النسيم جائز شرعاً، لأنه من العادات المصرية التى لا توجد فيها من الطقوس ما يخالف الشرع الشريف. وأضاف المفتي أنه من المقرر أن العادات والأعراف طالما أنها لا تخالف الشرع فهى جائزة، ولا يلتفت إلى قول من قال فى أن هذا الاحتفال له من الجذور ومن الأصول ما يجب تحريمه". وأشار الدكتور شوقي علام، إلى أن أكل الفسيخ والرنجة مباح شرعا ما لم يترتب على أكلها ضرر على صحة الإنسان أو تشتمل على محرمات. * مظاهر الاحتفال: من جانبه، أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الاحتفال بشم النسيم مباح شرعًا، مشيرًا إلى أنه من العادات المصرية التي لا يوجد فيها من الطقوس ما يخالف الشرع الشريف. وعن ادعاء البعض بأن الاحتفال حرام لأنه تشبه بغير المسلمين، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»، بيّن المفكر الإسلامي، أن المحرم شرعا ما وجد فيه نص قطعي بتحريمه سواء من القرآن أو السنة، مشددًا على أن مظاهر الاحتفال والخروج إلى المتنزهات ترجع إلى نية الإنسان هل يقصد بذلك تشبهاً أم الترويح عن النفس بما لا يخالف شرع الله. وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المسلم يحاسب على نيته مصداقًا لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى..»، منوها بأن هناك قاعدة فقهية تقول: «الأمور بمقاصدها» فقد يفعل المسلم خيرًا ولا يتقبل منه بسبب الرياء، ك«الصدقة» فهي أمر محمود ولكن إخراجها رياء يمنع ثوابها. * تلوين البيض: ونبه الدكتور محمد الشحات الجندي إلى أنه لا مانع شرعًا من شراء الفسيخ والرنجة والأسماك وأكلها في الاحتفال بشم النسيم، ما لم يترتب على أكلها ضرر على صحة الإنسان. وألمح «الجندي» إلى أنه لا مانع أيضًا من تلوين البيض في هذا اليوم ما لم يسبب ذلك ضررًا عند تناوله، مشيرًا إلى أن القاعدة الفقهية تنص على «أن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد نص بتحريمها». * مذكور في القرآن: نوه الدكتور محمد وهدان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، بأن يوم شم النسيم مذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: «مَوْعدكُمْ يَوْم الزّينَة وَأَنْ يُحْشَر النَّاس ضُحًى» طه الآية 20. ولفت «وهدان» إلى أن يوم الزينة هو اليوم الذي نصر الله تعالى فيه سيدنا موسى -عليه السلام- على فرعون وسحرته، وآمن السحرة بالله -عز وجل-، مشيرًا إلى أن يوم الزينة كان يوم عيد عند المصريين القدماء يتفرغون فيه من أعمالهم، ويجتمعون فيه. وشدد العالم الأزهري، على أن الاحتفال بيوم شم النسيم مباح شرعا، لأنه من أيام الله تعالى التي نصر فيها سيدنا موسى -عليه السلام- على فرعون، وينبغى على الآباء تذكير أبنائهم بهذه القصة في هذا اليوم. واشترط الأستاذ بجامعة الأزهر، أن يكون الاحتفال بشم النسيم بعيدًا عن المحرمات التي نهانا عنها الشرع الحنيف، مؤكدًا أنه لا مانع شرعًا من أكل الفسيخ والرنجة ما لم يترتب على أكلها ضرر بصحة الإنسان.