أكد العلماء أنه يُسن البدء بالتسمية في الأمور كلها وذلك للتبرك باسم الله تعالى، والتعظيم والاستعانة به عز وجل في الأمور كافة. وقال الإمام أحمد بن على الرازى الجصاص الحنفي الشهير ب«الجصاص» عن البسملة وفضلها، إن لها ستة عشر موضعاً تُسن فيه هي: «استفتاح الأمور، عند الوضوء، عند غلق الأبواب وتغطية الآنية، عند الطعام، دخول البيت والخروج منه، للاستشفاء والرقية، عند الذبح، عند النوم، على الصيد، عند الوقاع، عند ركوب الدابة والإبل، عند وضع الميت في قبره، عند الغزو، عند كتابة الكتب، عند دخول المسجد والخروج منه، مواجهة الأمور الصعبة والتعثر». وأوضح «الجصاص» في كتابه «أحكام القرآن»، أن الأَحْكَامُ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا قَوْلُهُ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»: الأَمْرُ بِاسْتِفْتَاحِ الأُمُورِ لِلتَّبَرُّكِ بِذَلِكَ، وَالتَّعْظِيمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَذِكْرُهَا عَلَى الذَّبِيحَةِ شِعَارٌ وَعَلَمٌ مِنْ أَعْلامِ الدِّينِ وَطَرْدِ الشَّيْطَانِ. واستشهد بما رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: « إذَا سَمَّى اللَّهَ الْعَبْدُ عَلَى طَعَامِهِ لَمْ يَنَلْ مِنْهُ الشَّيْطَانُ مَعَهُ وَإِذَا لَمْ يُسَمِّهِ نَالَ مِنْهُ مَعَهُ»، وَفِيهِ إظْهَارُ مُخَالَفَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَفْتَتِحُونَ أُمُورَهُمْ بِذِكْرِ الأَصْنَامِ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الْمَخْلُوقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ. وأضاف أن «البسملة» هي مَفْزَعٌ لِلْخَائِفِ، وَدَلالَةٌ مِنْ قَائِلِهِا عَلَى انْقِطَاعِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلُجُوئِهِ إلَيْهِ، وَأُنْسٌ لِلسَّامِعِ، وَإِقْرَارٌ بِالأُلُوهِيَّةِ، وَاعْتِرَافٌ بِالنِّعْمَةِ، وَاسْتِعَانَةٌ بِاَللَّهِ تَعَالَى، وَعِيَاذَةٌ بِهِ، وَفِيهِ اسْمَانِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَخْصُوصَةِ بِهِ لا يُسَمَّى بِهِمَا غَيْرُهُ، وَهُمَا اللَّهُ وَالرَّحْمَنُ. وأشار إلى أنه من المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يذكر الله تعالى في جميع أحيانه، وكان يفتتح بالبسملة كل أموره، للتبرك باسم الله تعالى، والتعظيم والاستعانة به عز وجل في الأمور كافة.