قال العلماء إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان إذا مر على قبر وسمع عذاب الموتى، يغرس أعوادًا من الأشجار أو النباتات على القبور، ليخفف عنهم العذاب بتسبيح الشجر. واستشهدوا بحديث ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: «مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ. قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»، متفق عليه. وأشار القرطبي في التذكرة إلى حديث العسيب الرطب الذي شقَّه النبي - صلى الله عليه وسلم- ليُبين أنه يُستفاد من هذا غرس الأشجار على القبور، إذا كان يُرْجَى التخفيفُ عن الميت بتسبيح الشجر، وقراءة القرآن على القبور.