* "شيء من الخوف".. لم يُفهم مغزاه في السينما ونجح بالتليفزيون * "الحريف" قابله الجمهور بالاستهجان والصفير وانصرف بعد 30 دقيقة من عرضه * "أيام السادات" لم ينجح سينمائيا ولكنه حقق نجاحات واسعة بالتليفزيون دائما ما يكون شباك التذاكر بدور العرض السينمائية غير منصف، بل إنه أحيانا ما يكون ظالما للحكم على نجاح الفيلم من عدمه، وبالتالي لم يعد الشباك هو المقياس الأوحد في وضع المعايير اللازمة لنجاح الفيلم أو فشله فقد ثبت أن هناك معيارا آخر للحكم علي نجاح الأعمال الفنية وهي شاشات التليفزيون فقد أصبحت جزءا أصيلا ومعيارا جديدا لاختيار نجاح الأفلام بعد فشلها سينمائيا. في التقرير التالي نرصد أهم الأفلام التي فشلت سينمائيا ولمعت وحققت نجاحات واسعة على شاشات التليفزيون. * فيلم الناصر صلاح الدين من إنتاج عام 1963 الفيلم من إخراج المخرج العالمي يوسف شاهين اشترك في بطولته نخبة من ألمع وأشهر نجوم السينما المصرية وهم أحمد مظهر، ليلي فوزي، صلاح ذو الفقار حسين رياض، حمدي غيث، زكي طليمات، عن قصة الأديب يوسف السباعي وقام بمعالجته دراميا الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي مع يوسف السباعي. تعرض الفيلم لفترة الحرب الصليبية وبالتالي فقد اعتبر أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية حيث رشح لعدد من الجوائز العالمية ومنها جائزة الأوسكار ومع هذا لم يحظ الفيلم عند عرضه بدور السينما بإيرادات جيدة فقد تكلف منتجته اللبنانية (آسيا داغر) 200 ألف جنيه ما جعلها تستدين من مؤسسة السينما حتى تستطيع أن توفر متطلبات الإنتاج بصورة مشرفة التي وصفته بالتجربة الإنتاجية المريرة حيث استمر تصويره 5 سنوات. ومع كل هذه الاستعدادات لم ينجح سينمائيا ولكنه عندما عرض على شاشات التليفزيون لاقى نجاحا كبيرا واعتبره الجمهور من أهم الأفلام في القرن الماضي. * فيلم أيام السادات من إنتاج عام 2001 عندما قرر طقم العمل الاتفاق على إنتاج هذا الفيلم قام الفنان أحمد زكي ببيع سيارته وشقته حتى يستطيع هو أن يتكفل بكافة الأموال الخاصة بإنتاج هذا الفيلم وبالفعل تم رصد 6 ملايين جنيه كتكلفة لإنتاج الفيلم، ثم بدأت ورش العمل تجتمع وحددت الأبطال وهم أحمد زكي مرفت أمين منى زكي على أن يقوم المخرج محمد خان بإخراجه. قصة الفيلم مأخوذة من كتاب البحث عن الذات وكتاب سيدة من مصر والذي قام بكتابة السناريو والحوار له الكاتب أحمد بهجت الفيلم يسرد حياة الرئيس السادات والذي جسد شخصيته الفنان أحمد زكي ومع كل هذا الحشد الفني والإخراجي حيث استمر تصوير الفيلم 11 اسبوعا، إلا أن الفيلم لم يلق النجاح المنتظر منه عند عرضه بدور العرض ولكنه عندما عرض على القنوات الفضائية والمحلية أحدث ضجة كبيرة لما احتواه من تجسيد لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات فقد كشف عن تفاصيل دقيقة وتكنيك فني على أعلى مستوى من الإبداع والإبهار. * فيلم شيء من الخوف من إنتاج عام1969 كان لهذا الفيلم طابعا خاصا في معالجته للأحداث فقد أخذت قصته عن الأديب ثروت أباظة وأخرجه حسين كمال وقام ببطولته محمود مرسي شادية يحيي شاهين فقد احتار فيه الجمهور عند عرضه على شاشات السينما فهو عمل سياسي من الدرجة الأولى بل إنه عمل يستعمل الرمز في المعالجة الدرامية وبالتالي فقد فسر الجمهور أنه يرمز ب(عتريس) البطل الذي جسد دوره الفنان محمود مرسي بالزعيم جمال عبد الناصر ومنهم من رمز له بالملك فاروق وآخرين من اعتبره رمزا لكل ظالم جبار وبالتالي جاءت تلك الحيرة والاضطرابات لتجعل من الفيلم فيلما غامضا غير واضح وغير مكتمل فهو عمل كئيب يعلي من الظلم ويقدس الظالم والديكتاتور. ولكن بعد مضي الوقت وبعدما أفرج عنه ليعرض تليفزيونيا بدأ الجمهور يتمعن في معانيه ومشاهده. ويرتب أحداثه ليعدو بعد ذلك من أهم الأعمال السينمائية التي كان ينتظرها المشاهد وهو جالس بمنزله يشاهد بتأنٍ ويفهم أحداثه بهدوء وبدون أي مؤثرات. * فيلم الحريف للفنان عادل إمام من إنتاج عام 1983 لأول مرة منذ أن تصدر اسم عادل إمام أفيشات الأفلام يستقبل الجمهور الفيلم بالصفير والاستهجان بعد 30 دقيقة فقط من عرضه وهو الأمر الذي دفع عادل إمام من مغادرة قاعة السينما في العرض الأول قبل نهاية فيلم (الحريف) للمخرج محمد خان فقد كان هذا الفيلم هو التعاون الأول بينه وبين خان. لم يفهم الجمهور مغزى الفيلم ولم يتوصل إلى الهدف منه بل سارع في الحكم عليه تاركا قاعة السينما مطلقا الصفير والعبارات الجارحة لأبطال العمل، ولكن بعدما عرض على شاشات التليفزيون بدأ الجمهور يدقق فيه أكثر ليحقق نجاحا كبيرا وأصبح من أهم الأعمال الفنية المطلوبة للعرض بالتليفزيون.