قالت اللجنة الشرعية بمرصد الأزهر للغات الأجنبية، إن الإسلام دعا إلى تخيّر العبارة الحسنة عند مخاطبة الآخرين ، فقال الله تعالى {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ، وَلَا الطَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ " . وأضافت اللجنة فى فتوى لها، أن الإسلام ينهى عن العنف اللفظي لأنه يؤذي مشاعر الآخرين ، وما كان كذلك فينبغي أن يبتعد عنه المسلم ، وقد اشتد غضب النبي صلى الله عليه وسلم على من قالت كلمة لم تدرك خطورتها ، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ»، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه اللفظة " قصيرة " من الخطورة بمثابة شئ لو اختلط بماء البحر الذي لا يمكن حصره لغيًّره ؛ تنفيرا من الاعتداء على الغير باللفظ . وأشارت إلى أن الإسلام يأمر باتباع الحسنى عند مخاطبة الآخرين ، حتى وإن بدت منهم بوادر الإيذاء للمسلمين ، وذلك أن العنف اللفظي في حق الآخرين محرم لحق الله تعالى ، فعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ, قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ.فَفَهِمْتُهَا, فَقُلْتُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ الله وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ. فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ, عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ». وأوضحت أن الإسلام لم يجعل الإسلام الاختلاف في العقيدة مبررا لسب آلهة غير المسلمين ، قال تعالى {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ"، وأن هذا النهي حتى لا يكون سب آلهة الآخرين ذريعة للفتنة في الدين ، والعيب في الذات الآلهية عن جهل وحمق ، وليس ذلك من باب الضعف أو الاستكانة ، وإنما من باب درء الخطر وإعلاء شأن السلام الاجتماعي ومن يتخذ ذلك منهجا فهو القوي ، وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال: «تحجزه ، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره».