قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه رغم الانتقادات غير المسبوقة الموجهة لكبار قادة الجيش المصري، إلا أن القوات المسلحة المصرية لا تزال تحظى بالاحترام من قبل المصريين. جاء ذلك في مقال للكاتب كارين بروليارد في المقال الذي نشرته له الصحيفة أمس، وتناول فيه تأثير الثورة المصرية على مكانة الجيش بمصر ودوره في الدولة. وأوضح الكاتب، أنه حتى وسط المتظاهرين الذين كانوا يهتفون بشعارات لم تخطر على البال ضد القوات المسلحة مثل "يسقط حكم العسكر"، ليس من الصعب العثور على شباب يقولون إنهم يرغبون في الالتحاق بالجيش. ويقول الكاتب، إنه عندما أطاح المحتجون بالنظام الدكتاتوري للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك العام الماضي اعتبروا في بداية ثورتهم أن القوات المسلحة حارسة للثورة، لكن تلك الصورة سرعان ما اضمحلت وسط الأخبار الواردة عن إطلاق الجنود النار على المتظاهرين وإساءة معاملة النساء، وعانت أكثر عندما تسبب المجلس العسكري في تأخير التحول الديمقراطي وقلص صلاحيات الرئيس. ونسب إلى الضابط المتقاعد والمحلل الأمني المقرّب من المجلس العسكري سامح سيف اليزل قوله إن "أغلبية المصريين يؤيدون المجلس العسكري الأعلى والجيش. إنهم ينظرون إلى الجيش باعتباره المنقذ الأخير". وأشار إلى أنه عندما قال الرئيس مرسي -في خطاب تنصيبه أخيرا- "يمكن للقوات المسلحة أن تعود إلى ثكناتها" وقبل أن يكمل فكرته، هتف الجمهور من "الشخصيات البارزة" والبرلمانيين السابقين "الشعب والجيش ايد واحدة". وقال الكاتب إن استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات تؤيد ما ذهب إليه سيف اليزل. وأوضح أن مسحًا نفذته مؤسسة غالوب في إبريل الماضي أظهر أن ثقة المصريين في الجيش قد انخفضت قليلا منذ يونيو 2011 من 95% إلى 89%، وأشار مسح آخر لمركز بيو للأبحاث الربيع المنصرم، إلى أن ثلاثة أرباع المصريين يعتقدون أن نفوذ الجيش أمر جيد، وأن الاستطلاعين أظهرا أن الأغلبية تنظر نظرة إيجابية لضباط القوات المسلحة. وقال الكاتب إنه رغم أن مرتبات الجيش المصري بطيئة الارتفاع، وجعلت الالتحاق به غير جاذب للكثير من الشباب المتعلم، فإن هذه المؤسسة تظل طريقًا لحراك الفقراء صعودًا في السلم الاجتماعي.