اختار القائمون على مهرجان فلسطين للموسيقى الروحانية والتقليدية "رحلة الروح" أن تكون انطلاقته من قصر قديم أعيد ترميمه في البلدة القديمة بمدينة نابلس. وقال رمزي أبو رضوان، مؤسس جمعية (الكمنجاتي) لتعليم الموسيقي التي تنظم المهرجان للمرة الأولى في فلسطين، أمس الأربعاء إن أحد أهداف المهرجان هو المزج بين المكان والإنسان واكتشاف جمالياته، لهذا كان الانطلاق من هذا المكان الذي أعيدت الروح إليه ليكون عرض الليلة رحلة في روح المكان. وأضاف أبو رضوان: ضم المهرجان عرضين موسيقيين ومعرضا للصور "المهرجان سيكون متكاملا موسيقى ومعارض للصور إضافة إلى أنه يقام في أماكن تاريخية لها دور في الموروث الثقافي الفلسطيني." ويعود تاريخ القصر الذي أقيمت فيه أمسية المهرجان الأولى إلى القرن السابع عشر والذي قرر ورثته أن تعيد البلدية ترميمه وتحويله إلى مركز ثقافي يخدم البلدة القديمة في مدينة نابلس. وقال أيمن الشكعة الذي يتولى إدارة المكان "البيت للآل عبد الهادي في نابلس آخر ملاكه وساكنيه المرحوم نعيم عبد الهادي الذي كان رئيس بلدية نابلس من عام 1950 إلى عام 1953" وأضاف: استلمنا البيت عام 2003 بمنحة كريمة من مؤسسة التعاون تم ترميمه بشكل كامل وإعادته إلى سابق عهده والهدف أن يكون أول مركز ثقافي مع قاعات لخدمة البلدة القديمة، وتبلغ مساحة القصر 350 مترا مربعا ويضم قاعات واسعة إضافة إلى ساحات مكشوفة. وفي القسم الثاني من الأمسية قدم 12 عازفا ومغنيا من فرقة (الديوان) التابعة لجمعية الكمنجاتي مجموعة من الأغاني الصوفية التي لحنها أبو رضوان. وقال الفنان منذر الراعي الذي قدم مجموعة من الوصلات الغنائية الصوفية في الحفل إن هذا النوع من الغناء يحتاج إلى جهد خاص ومعرفة كبيرة بمخارج الحروف وغنائها. وقالت رولا معايعة وزيرة السياحة والآثار في كلمة لها في حفل الافتتاح "مهرجان رحلة الروح مميز ومختلف عن كل المهرجانات سيساهم بكل تأكيد في تنشيط الحركة السياحية." وشارك في حفل الافتتاح محافظ نابلس أكرم الرجوب ورئيس لجنة بلديتها سميح طبيلة اللذان تحدثا عن تاريخ المدينة وحضارتها فيما استعرضت مقدمة الحفل نضال رافع العديد من الأسماء من أبناء المدينة الذي كان لهم دور كبير في شتى المجالات ومنهم الشاعر إبراهيم طوقان والشاعرة فدوى طوقان وغيرهما.