سيدات مصر تدخلن عالم التجميل - سيدات: لا مانع من اللجوء إلى التجميل كى أظل شابة فى عين زوجى - سارة: أجريت عملية "شفت دهون" كى أنعم بحياة طبيعية مثل باقى البنات - الدكتور أحمد عادل: التجميل ضرورى ولكن احذروا الدُخلاء ومن يدعون الخبرة الوهمية - الدكتور عمرو مجدى: طب "إعادة الشباب" أحدث تقنيات عالم الجمال وبدأ ينتشر بمصر لم تعد عمليات التجميل سراً تُقبل عليه المرأة فى الخفاء وكأنه وصمة عار فى حق أنوثتها كما كان الحال من قبل فى المجتمع المصرى، بينما استطاعت العولمة وموجة الانفتاح الثقافى والتكنولوجى عبر وسائل التواصل المختلفة سواء من خلال الإنترنت أو شاشات الفضائيات الموجودة فى فى كل منزل مصرى ان تُغير الأحوال.. فالسيدات المصريات أصبحن يقبلن على إجراء الجراحات التجميلية بسهولة ويسر دون خجل أو إنكار معتبرين هذ حق من حقوقهن فى التمتع بالنضارة والجمال، كما أن دخول عالم الجمال لم يعد مقتصراً على الفئة الثرية فقط بعد أن لقى رواجاً كبيراً بين الفئات المختلفة .. "صدى البلد" ترصد هذه القضية الاجتماعية وتفصح عن أسباب انتشارها وأهم التحذيرات التى يجب اتباعها. أمل جديد: لم ترتعش قدميها لحظة فى الذهاب إلى جراح التجميل من أجل إجراء عملية تجميل عاجل بعد ان أصيبت بحروق فى انحاء مختلفة من جسدها إثر تعرضها لواقعة كادت ان تنهى بحياتها وان تقضى على حالتها النفسية بعد تشوه جسمها عقب وقوع إناء من الماء المغلى عليها فى المنزل، إنها دعاء سعيد ، ربة منزل ، والتى تبلغ من العمر 40 عاماً ، تروى لنا قصتها قائلة: "لم يكن لدى أى وقت للتفكير أو التردد او حتى الخجل ، لأن الأمر لا يحتمل ، فأنا سيدة كادت ان تدمر حياتى بعد إصابتى بالحرق وعقب علاجى كنت أتألم نفسياً أكثر مما يتخيله بشر كلما وقفت أمام المرآة، فلقد تغيرت معالمى وهذا شىء كان يحزننى كثيراً ، وعلى الفور قررت أن أذهب إلى طبيب متخصص فى التجميل، وبالفعل أجريت وقتها جراحة من أجل تجميل ما تم تشويه والحمد لله نجحت ولم أخجل لأنى أرى أن هذا الأمر حرية شخصية لا داعى أن يتدخل به أحد". حياة طبيعية أما سارة محمد، طالبة بكلية الفنون الجميلة وتبلغ من العمر 18 عاماً، لم تنعم بحياة طبيعية مثل باقى الفتايات اللاتى يتطابقن أعمارهن معها وذلك بسبب وزنها الزائد والذى لا يتناسب مع سنها، ما كان يمنعها من الحركة الجيدة وكان دائما سبباً وراء حزنها، وتقول سارة: "كنت اعانى من مشكلة نفسية حقيقية، وكنت أشعر دائماً اننى ينقصنى شيئاً ما وحين أشاهد التليفزيون وصيحات الموضة والجمال كنت أحزن بشدة لأن الجميع يلخص الجمال فى الرشاقة وكنت أشعر انه من المستحيل أن أُقبل على خطوة الارتباط وأنا وزنى يتعدى 135 كيلو جراما، وذات يوم قررت أن أغير الواقع وبشدة، فى البداية حاولت أن اتبع أنظمة غذائية عديدة من أجل الريجيم ولكنها لم تكن كافية لأن وزنى كان زائداً عن المألوف كما ان زيادته بدأت تأثر على صحتى بشكل ملحوظ". وتابعت: "تبدلت حياتى بعد أن خضعت لعملية شفت دهون، وبدأت ملامحى تظهر وتبدو أكثر جمالاً، وبدأت أيضاً أشعر بجمال الحياة وليس فقط جمال الشكل بعد أن ارتفعت معنوياتى، فأنا أتذكر حين كنت ثمينة، أقبلت ذات مرة على الانتحار من شدة الاكتئاب، بينما أنا اليوم اعيش سنى مثل الآخريات". بدون خجل: "هعمل عملية تجميل لو اضطررت لهذا لان يهمنى أفضل جميلة بعين زوجى على طول".. هكذا بدأت نسرين محمد ، 30 عاماً حديثها إلينا ، مؤكدة أنه لا داعى للخجل وأن المسألة تُعد نوعاً من انواع الحرية الشخصية. وأشارت إلى أن عمليات التجميل أصبحت أمر منتشر ويتقبله المجتمع ولا يتعارض مع عاداته وتقاليده، وأضافت: "زمان كان عيب إن الست تعمل أى عملية تجميل لأن ده معناه إنها فى الطبيعة غير جميلة، ولكن بعد الإنترنت ومتابعة الناس لأخبار النجوم والمشاهير، اتغيرت الفكرة تماما وبدأت تكون حاجة عادية، فعلى سبيل المثال لو كان عندى مشكلة تجميلية فى وجهى وتتسبب لى فى مشكلة نفسية وقد تدفع زوجى بإنه يتزوج من اخرى ، فلا مانع إنى أتجمل و أهتم بنفسى عشان أفضل جميلة فى نظره". تقنيات حديثة من جانبه أكد الدكتور عمرو مجدى ، أستاذ جراحة التجميل بكلية طب عين شمس وسكرتير عام الجمعية المصرية لجراحى التجميل والإصلاح ، أن هناك تقنيات حديثة بدأت تدخل مصر فى جراحة التجميل مثل شد الجلد و إستعادة نضارة الوجه و إصلاح الأنف. واشار إلى أنه كان قد أقيُم المؤتمر الدولى 46 للجمعية المصرية لجراحة التجميل والإصلاح بضيافة الجمعية الدولية لجرحات الجمال ، وكان من أهم الموضوعات التى تم تدوالها هى حقن الجذور و الخلايا الجذعية وطب إعادة الشباب، لافتاً أن هذا الجزء هام جدا لأنه بدأ ينتشر فى مصر بشكل كبير، وهذا يُعد فرع جديد فى الطب إزداد رواجه فى العالم منذ خمس سنوات تقريباً ذلك فضلاً عن حقن الدهون. وتابع: "كل هذا فتح مجالاً جديداً أمام أطباء التجميل لعلاج العديد من المشكلات التى كانت يصُعب علاجها من قبل وتحسين حالات الجلد بعد الحروق كما أن هناك أبحاثا جارية لاعادة بناء الاجزاء المبتورة وجزء من هذا التخصص يٌعد علاج دوائى هرومنى لعالج ما قد ينتج من نقص لبعض الهرومونات التى تنتج عن تقدم العمر مما يؤدى إلى تأجيل الشيخوخة موضحاً أن المؤتمر شارك به 11 محاضر أجنبى الى جانب 80 محاضر مصرى من أجل إعداد الأوراق البحثية ، واجمالى عدد الحضور من المتخصصين بلغ حوالى 650 خبيرا من بلدان متعددة". احذروا الدخلاء وأوضح الدكتور احمد عادل نور الدين، أستاذ جراحة التجميل بجامعة القاهرة ورئيس الأكاديمية لطب وجراحات التجميل، أن التجميل اصبح أكثر إنتشاراً هذه الأونة بسبب وسائل الإعلام ولكنها ظاهرة تحتاج إلى تنظيم ، واستطرد قائلاً: "للأسف هناك استغلال سيئ للظاهرة، لأن التجميل أصبح شيئا ضروريا وليس من أجل الرفاهية، فهناك من يكاد أن يطلق زوجته بعد تقدم عمرها ويبدأ أن يُعجب بأخرى، أو تشوهات تحدث للبطن بعد الولادة، وهناك بنات لديهم مشكلات لا تستطيع أن تعيش فى المجتمع بشكل طبيعى ، وعمليات التجميل نتيجة الحروق و الحوادث". وعن دور الأكاديمية يقول "نور الدين" إن الأكاديمية تجمع كل التخصصات المهتمة بالتجميل والمتخصصة فى جراحات الجمال من أنف ووجه وجسم وليست عمليات التكميل مثل الحروق وغيرها.