لم تعد عيادات التجميل حكرا على سيدات المجتمع وبطلات السينما فقط , بل امتدت لتفتح أبوابها أمام جميع النساء الباحثات عن الجمال دون النظر إلى المستوى المادي أو الثقافى , فجميعهن يشتركون فى شئ واحد هو إرضاء الطرف الآخر .. الشفط أو الطلاق لم تجد فتحية وسيلة لإعادة زوجها إلى بيته وأطفاله الا بشفط جزء كبير من صدرها الذى فاق وزنه أضعاف الوزن الطبيعى لامرأة في سنها, فحجمها يتعدى 130 كيلو جرام بالرغم من الفقر الشديد الذى تعانى منه .. ولكن ماذا تفعل وراتبها لا يتعدى 500 جنيه من عملها كسكرتيرة بإحدى المدارس الحكومية, وزوجها موظف بسيط , ولديهم أربعة أطفال أحدهم مصاب بمرض "التوحد", ويحتاج لميزانية وقدرها للانفاق على المتابعة الطبية والتعليمية التي يحتاجها بشكل خاص .. ولكن نظرات زوجها إلى النساء أصحاب الأوزان الرشيقة لم تعد تحتملها, وكلماته القاسية صارت سيفا مسلطا على حياتها الزوجية يهددها به في كل لحظة تجمعه معها دون الاهتمام بوجود الصغار. وجاء الحل على يد إحدى زميلاتها.. عندما عرضت عليها الاشتراك فى جمعية قيمتها 1000 جنيه , لم تتوان فتحية عن الاشتراك فيها بل وافقت على الفور وتنازلت عن وجبة الإفطار مع زميلاتها لتوفير مبلغ100جنيه قيمة القسط الشهري للجمعية " أهه كله فايدة.. يمكن وزنى يقل" . وجاء موعد القبض..وحصلت الزوجة البائسة على المبلغ الموعود ، ولأنه لا يكفي شيئا اضطرت عن طيب خاطر لبيع ما لديها من ذهب, وحددت موعدا مع الطبيب المختص صاحب إحدى العيادات الفقيرة , وبالفعل أجرت فتحية العملية وتم شفط كمية كبيرة من الدهون من صدرها بحسب ما أخبرها الطبيب ، ولكن مع ذلك ظللت الأزمة قائمة وما زالت فتحية تعانى من كبر حجم ثديها ومازال زوجها ينفر منها، والحل كما أخبرها الطبيب في عملية جديدة إلا أنها لم يعد معها ذهبا يساعدها على مواجهة أتعاب الطبيب , واحتى إن وجد فلمن ستتجمل وتخاطر بحياتها وذهبها بعد أن هجرها زوجها وتزوج بأرملة من صاحبات القوام الرفيع. "منقارك" بيضايقني منى فتاة فى الثلاثين من عمرها.. ارتبطت بشاب يصغرها بعامين، وعندما علم بسنها تركها ليعود إليها بعد شهور طالبا الارتباط بها .. رغم دهشتها الشديدة وافقت على الفور دون أن تلق بالا للوظيفة المرموقة التي تشغلها والتي تجعل التباعد بينهما يزداد . وجاء إلى بيتها ليتمم الخطبة بدبلة فقط, لم تسعها الفرحة ظنا منها أن حبه لها وعدم تحمله البعد عنها هو الذي أعاده إليها.. لكنها فوجئت به يماطلها فى متطلبات الزواج لتستمر الخطبة أكثر من عامين , كان خلالها كثير التجريح لها فكم من مرة وبخها بسبب طول منخارها طالبا منها الذهاب إلى عيادات التجميل لإصلاحه . وتيقنت منى أنه لا يحبها خاصة وأنه لم يثقل على نفسه من أجل الإسراع فى الزواج, بالرغم من طلباتها البسيطة, ومع كثرة إهاناته وتجريحه لها أمام زملائها ,فسخت الخطبة بعد عامين ,لتهرب منه إلى رجل خليجي يكبرها بحوالى 25 عاما . تقول منى أن إهانات خطيبها وطلبه المتكرر بتصليح عيوب وجهها ,هو السبب الأهم الذي دعاها إلى تركه والارتباط بالطبيب الخليجى الذى تصغره فى العمر والذي يراها جميلة على الدوام. اسمنى شوية (إسمنى شوية هايتجوز فيكى إيه ؟) .. تلك الكلمات كانت تسمعها (ش .ع ) دائما من حماتها (أم خطيبها) وكأنها تريد أن تبعد ابنها عن حبيبته بسبب ما تراه عيبا فيها, ولم تترك مناسبة إلا وتجرحها أمام الجميع بتلك الكلمات. وعلى الفور ذهبت الفتاة إلى إحدى عيادات علاج النحافة والسمنة بوسط البلد, وانتظمت مع الطبيب الذى أعطاها حبوبا لا تعرف مصدرها نظير 600 جنيه على أن تكررها كل 15 يوما. تقول الفتاة : كنت أشعر بالجوع بعد تناولى لتلك الحبوب وكنت آكل بشراهة، وفجأة انتفخت وبدأت أشعر بآلام شديدة فى المعدة , وذهبت للتحليل فعلمت بأنى مصابة ببدايات قرحة ,وعرفت أن السبب هو تلك الحبوب مجهولة الهوية. امتنعت على الفور عن الذهاب لعيادة (النحافة والسمنة) ولكن كانت المفاجأة هو عدم شعورى بالجوع إلا نادرا فقد تعود جسدى على تلك الحبوب، وعدت ثانية لتأنيب حماتي وعادت لي مخاوفي من أن أفقد خطيبي .. قوالب الجمال مرفوضة وعن تلك الظاهرة تقول الدكتورة نعمت عوض الله ، المستشارة الأسرية ,أن هذه الظاهرة امتداد طبيعى لعدم النضج والطموح ووضوح الرؤية فى المجتمع لخلو الدولة من مشروع قوى ,مؤكدة أن تلك الأسباب هى السبب فى انشغال الأزواج والزوجات بمثل هذه الأمور التي تصفها بالتفاهات . موضحة أنه من حق المرأة أن تكون جميلة , ومن حق الرجل كذلك أن يرى زوجته جميلة ، فإذا كان هناك شئ منفر فى وجه المرأة أو جسدها فلابد من علاجه , لكن كون المسألة تدخل فيما وصفته "بالعته" فهو أمر مرفوض. محذرة من أن هناك لدى عيادات التجميل قوالب للجمال لمن تريد أن تصبح شبيهة لهيفاء ونانسى , والنتيجة وجوه ممسوخة.. مؤكدة أن المرأة إذا أرادت أن تحافظ على زوجها تستطيع ذلك من خلال الذكاء في التعامل معه وسوف تصل لكل ما تريد. وفي المقابل يرى أطباء التجميل أن الطلب على العمليات النسائية فى تزايد فى عصرنا الحالى، وقد يصل إلى أكثر من 1% من العمليات النسائية الأخرى بشكل عام، ويرجع هؤلاء تزايد الطلب على مثل هذه العمليات لرغبة المرأة فى إرضاء نفسها، وارتباطها القوى برفع مستوى الثقة بذاتها وحرصها على حياة زوجية هانئة. ويتفق الأطباء على ما أكدته د. نعمت من أن هناك مبالغة من بعض الأزواج فى طلب مثل هذه العمليات، دون الحاجة إليها كالجراحات الكمالية، مثل: جراحة الأنف، والثدى، والشفتين. وينصحون السيدات والفتيات بعدم اللجوء إليها إلا إذا كانت الحالة تستدعي بالفعل ولها تأثير إيجابى على علاقة زوجية مُرْضية وفي هذه الحالة ينصحون باتباع هذه الإرشادات: اختيار طبيب متمكن، والتحري بقدر الإمكان عن مكان دراسته، وتدريبه، والشهادة التي حصل عليها، إضافة إلى التصنيف الطبي لخدمات المستشفى الذي يعمل به . البُعد عن نصائح الأصدقاء والأهل في ما يتعلق بالعلاجات الطبية، والاستماع إليهم فقط في ما يتعلق بتجاربهم مع الأطباء لتحديد أفضلهم . الحصول على رأي ثان، لأنه مهم جدا في الأمور التجميلية كما هو مهم في بقية المشاكل الصحية . الالتزام بنصائح الطبيب للحصول على نتائج إيجابية . توقع إمكانية حدوث بعض المضاعفات الجانبية، التي لا يستطيع الطبيب التحكم فيها، والتفريق بينها وبين الأخطاء الطبية .. تبني أسلوب حياة صحي ومتوازن يدعم العلاجات الطبية، إلى جانب كونه الأسلوب الأمثل والأصح للحصول على النتيجة المطلوبة.