يلجأ العديد من النساء حول العالم لجراحات تعديل القوام وتنسيقه باستخدام مادة »السيليكون« في تكبير حجم مناطق معينة بالجسم مثل الأثداء والأرداف للحصول علي قوام مثالي رشيق. لكن يبدو أن حلم الرشاقة الذي يراود نساء العالم بات في خطر، وذلك علي خلفية محاكمة الطبيب الفرنسي المسئول عن تصدير السيليكون في العالم.. فقد سادت حالة من الفزع بين النساء اللواتي يلجأن لمراكز التجميل لإجراء هذه الجراحات خوفا من الإصابة بمرض السرطان، بعد أن ظهرت حالة وفاة بين نساء أجرين هذه الجراحات التجميلية، حيث يصل عددهن إلي 300 ألف امرأة حول العالم يستخدمن هذه المادة ويعتمدن علي منتجات إحدي الشركات الفرنسية المنتجة للأثداء الاصطناعية. المخاوف وصلت إلي مصر خاصة أن عملية معالجة هذه الجراحات الخاطئة باهظة الثمن ويمكن أن تصل إلي 60 ألف يورو، بخلاف المخاوف من عدم وجود قانون ينظم عملية الاستيراد، بما يعني احتمال استيراد مواد غير صالحة واستخدامها في جراحات من هذا النوع. 300 ألف امرأة علي مستوي العالم يستخدمن الأثداء الصناعية التي أنتجتها شركة »بولي اميلانت بروتيس« »بي آي بي« وقد بدأت أكثر من 2000 امرأة في فرنسا في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن »الأثداء الصناعية« بعد أن أعلنت الشركة إفلاسها عام 2010، بعد أن تم حظر تسويق واستخدام منتجاتها، التي كانت تصل إلي 100 ألف »ثدي« تباع في 65 دولة حول العالم، خاصة في دول أمريكا الجنوبية وأوربا. مما دعا الهيئة الاتحادية للأدوية والمنتجات الطبية في ألمانيا بنصيحة هؤلاء السيدات بمراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة، واكتفت بذلك دون أن تدعوهن إلي إجراء عمليات جراحية لإزالة السيليكون من الثدي التي يتكلف إجراؤها 60 ألف يورو في فرنسا.. لكن هناك 30 ألف امرأة قد أجرين عملية جراحية لإزالة تلك المادة من أثدائهن كإجراء احترازي. فمادة السيليكون مادة هلامية الشكل كثر استخدامها من عمليات الحشو والتكبير أو التضخيم تحقن تحت الجلد وقد أظهرت الدراسات بأن مثل هذه العمليات ليست سليمة تماما حيث قد تظهر لها آثار جانبية قد تسبب التشوه أو حتي الموت لأن المخاطر الواضحة المتعلقة بعمليات الزرع هو حدوث تمزقات في المادة الهلامية وتأثيرها القوي المهيج لأنسجة الجسم والذي يمكن أن يؤدي إلي الالتهاب مما يجعل إزالته أمرا صعبا. وقد أثارت تلك العمليات فزعا في فرنسا بعد أن توفيت امرأة تبلغ 35 عاما قد خضعت لعملية زرع سيليكون في ثديها جراء إصابتها بشكل نادر من الورم الليمفاوي وقد تبين أن الشركة قد استخدمت مادة سيليكون صناعية رديئة الجودة. فالسيليكون هو عنصر كيميائي من أشباه الفلزات في الجدول الدوري، الذي يرمز له بالرمز أي ورقمه الذري 41 ووزنه الذري 80.82 بعد أن يتم استخراجه من القشرة الأرضية الذي يكثر في الصخور النارية وفي الكوارتز والرمل والذي تم اكتشافه عام 3291 علي يد الكيميائي السويدي برزيليوس، وصنع منه الأجهزة الإلكترونية والزجاج بعد أن تم استخلاصه عن طريق اختزاله بواسطة الكربون في أفران حرارية كهربائية. أطباء التجميل يحدثوننا عن السيلكون ومخاطر تركيبه، والطرق الآمنة للتعامل معه، وهل يسبب السيليكون الإصابة بمرض السرطان أم لا؟ ع. أ فتاة تبلغ من العمر 71 عاما، وتعاني من النحافة الشديدة، وبسبب سخرية أصدقائها منها، وبسبب أنها لاتملك 51 ألف جنيه ثمن إجراء عملية زرع سيليكون لتكبير حجم ثديها.. ذهبت إلي طبيب غير متخصص يجري لها هذه العملية بخمسة آلاف جنيه فقط، وبعد نجاح العملية شعرت بضيق شديد بسبب وزن ثقيل لاتستطيع تحمله، بل أصبح مظهرها أكثر سوءا من النحافة. فاضطرت إلي الذهاب لطبيب آخر أكثر تخصصا في إجراء هذه العملية، انهار الطبيب في وجهها وقال لها ماذا فعلت في نفسك، فأنا أجد أمامي (كرتان كفر) علي - حد تعبيره - وليس ثدي فتاة فأخبرته بما حدث، وقام علي الفور بإزالة هذا الثقل من جسدها وأجري لها بعد ذلك عملية أخري. أما س. م فهي فتاة تبلغ من العمر 12 عاما تعاني أيضا من النحافة المفرطة.. ذهبت إلي طبيبة متخصصة في زرع السيليكون ولكن الطبيبة رفضت إجراء العملية لها وأخبرتها بأنه لاتوجد عندها مشكلة وراثية، وأنه بمجرد الزواج سوف تنفجر هرمونات الأنوثة بداخلها بعد أن تختلط بهرمونات الذكورة وهذا سوف يؤدي إلي كبر حجم الثدي عندها، بالإضافة إلي أنه بعد الحمل والرضاعة سوف يكبر حجمه أكثر. كما أخبرتها أن هذه العملية يجب أن تجري فقط لمن لديه مشكلة وراثية من هذا النوع أو لديه عيب خلقي، وليس هذا فقط بل إنها تجري لمن لديها استعداد (فسيولوجي) لكبر حجم الصدر فليس كل من يعاني من مشكلة وراثية لديه استعداد طبيعي للعلاج. ولكن الفتاة أصرت علي إجراء العملية وذهبت إلي طبيب آخر متخصص أجراها لها بنجاح، وبعد عام من الزواج تضاعف حجم ثديها أربعة أضعاف فعادت مرة أخري للطبيبة التي رفضت علاجها في البداية، تترجاها لكي تزيل لها هذا السيليكون من جسدها. د. هشام المناوي، أستاذ جراحة التجميل بقصر العيني: هذا الحادث خاص بمنتج السيليكون (BIT) الذي تصدره هذه الشركة فقط، ولاينطبق علي جميع منجات السيليكون، والذي يحاكم الآن صاحب الشركة، وهو لايعمل طبيبا، أيضا هذه الشركة ليست لها سمعة عالمية، وتم اكتشاف جريمتها بعد فترة من الزمن واستخدام السيدات، أمر بعدها وزير الصحة الفرنسي بغلقها وليست مشهورة، وعدد السيدات اللاتي أصبن نتيجة التعامل مع هذه الشركة يبلغ 6 سيدات. حقيقة الموضوع أن هذه الشركة استخدمت سيليكونا صناعيا وليس طبيا، أدي إلي فرقعة الإطار الموجود فيه السيليكون، مما أدي إلي امتصاص الأنسجة الموجودة تحت الصدر لمادة السيليكون الصناعية، وهذا بدوره أدي إصابة السيدات اللاتي حقنه في أثدائهن بالسرطان الفوري. هناك شركات عالمية أمريكية وأوروبية متخصصة في صناعة السيليكون الطبي، وهي المسئولة عن إعطاء التراخيص للسيليكون الصالح للاستخدام، وتضع عليه (ختم الجودة).. كما تشترط في ذلك إجراء العديد من التجارب ومروره علي عدة منتجات طبية تؤكد جودته. هناك عدة حالات لتكبير الثدي، أولها طريقة رفع الثدي من خلال الأنسجة اللبنية أو الدهنية الموجودة داخل السيدة، ولكن هذه الطريقة لاتصلح إذا كانت السيدة ليس لديها أنسجة فائضة. وهناك طريقة (حقن الثدي) بالخلايا الدهنية، التي يتم شفطها من نفس الشخص بعملية أخري متلازمة معها وهي عملية شفط الدهون ولكن هذه الطريقة يعيبها أنها لاتستمر لفترات طويلة، والعلم حتي الآن لم يثبت إذا كان لها أضرار أم لا. أما السيليكون فهناك طريقتان لحقنه حسب سماكة الجلد، ما يتم حقنه تحت الغدد اللبنية، أو تحت العضلة. فإذا كان الجلد سميكا فيتم قياس 2 سم دهون ويحقن السيليكون تحت الغدة اللبنية، أما إذا كانت السيدة نحيفة ولايوجد عندها بطانة دهون يتم حقن السيليكون تحت العضلة. تنتشر هذه الظاهرة بشدة بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن مابين 72 عاما إلي 03 عاما، وأسعار تكلفة العملية الجراحية تختلف من طبيب لآخر. لاتوجد له مخاطر وأشهر مشاكله »شكلية« فقد تشعر المرأة بعد فترة بعدم تناسق في شكل مستوي الثديين أحدهما في مستوي اعلي من الآخر، وقد يحدث ترهل للجلد، أو شعور بصلابة شديدة في الثدي.. د.إعتدال أبوالسعود، استشاري التجميل الجلدي: هذه الشركة كانت تستخدم سيليكوناً فاسدا لا يصلح للاستخدام الآدمي .. أما المشكلة الأكثر خطورة الآن، وتعد أكثر خطرا علي البشر من تجارة المخدرات وتجارة السلاح هي مشكلة »مافيا شركات الأدوية أو مافيا الأجهزة الطبية، وخاصة »اكسسوارات العمليات« مثل أجهزة الليزر »المغشوشة الآن«. ويندرج في ذيل قائمة »اكسسوارات العمليات، تجارة »السيليكون الفاسد« فليس كل شئ قادم من دول أوروبا وأمريكا جيدا ولايجب أن نستخدمه ونحن مغمضو العينين علي سبيل المثال أمريكا الآن أكثر تقدما من دول أوروبا في تصنيع »اكسسوارات التجميل« مثل »البوتكس« الأمريكي الذي يستخدم لشد جلد البشرة ثبت أنه أفضل من ال »جوفوديرم« الأوروبي. أحيانا بعض الشركات تأتي لها كميات كبيرة من »السيليكون« الفاسد وتكون علي علم بذلك ومع ذلك تستخدمه لتحقيق مكاسب مادية ضخمة. السيليكون الصالح للاستخدام له »رقم تسلسلي« والشركات الحريصة علي سمعتها لا تبيعه بدون هذا الرقم، فهذا الرقم يدل علي أن هذا السيليكون تم وضعه تحت الاختبارات اللازمة، والتي تشبه اختبارات قيادة السيارات. السيليكون هنا عبارة عن كرة بلاستيك بداخلها مادة چيلاتينية يوضع علي منضدة ويستخدم جهاز رفع يحمل أثقالا تصل إلي 003 كم توضع عليه للتأكد من أنه لن يتعرض أبدا للانفجار وهذا ما تستخدمه الشركات المحترمة. تركيب السيليكون لتكبير الثدي لايسبب السرطان فهو يستخدم في صناعات العدسات البديلة للعين وفي صمامات القلب.. بل علي العكس فتصغير حجم الثدي قد يؤدي للسرطان، وهذا مثبت علميا، لأن أثناء إجراء العملية، الطبيب يستخدم »المشرط« وهذا »المشرط« من الممكن أن يعمل علي تنبيه الخلايا السرطانية فيصاب المريض بالسرطان فورا. وهناك عدة طرق لنفخ الصدر بالسيليكون، الطريقة الأولي وهي الأكثر أمانا، وهو عبارة عن كيس أو غلاف سيليكون فقط يحتوي بداخله علي محلول ملح يسمي »وحدات« ومن الممكن استخدامه أثناء الحمل والرضاعة، ويستبدل بعد فترة أو يزال تماما. وهناك »السيليكون الجاهز« تتم إجراء عملية جراحية تحت الثدي 2سم ويوضع السيليكون مابين الجلد والغدد اللبنية أي بشكل سطحي حتي لا يؤثر علي الرضاعة. الطريقة الثالثة هي عبارة عن مواد لنفخ »الصدر« عن طريق أنبوبة رفيعة يتم حقنها مثل »القسطرة« ولكن هذه الجراحة مكلفة جدا، تصل تكلفتها إلي 03 ألف جنيه وتستخدم لمدة عام واحد فقط، وهذه الطريقة غير منتشرة في الدول العربية لأن هناك ثقافة سائدة لتركيب سيليكون يعيش فترة أطول.. هذه الثقافة تجعلهم غير مقتنعين بأن كل وسائل الطب في التجميل مثل »العكاز« تعاون الإنسان لفترة مؤقتة فقط، ولا يمكن أن تستمر طويلا. توجد لدينا الآن مشكلة خطيرة لدي الجيل الجديد من الفتيات والذي يتراوح عمره الآن مابين 41 إلي 72 عاما.. فحدث لهذا الجيل اختلال في دورة هرمونات »الفتيات« بسبب نوعيات الأكل التي يعتمدون عليها »وخاصة لحم طيور الدجاج المجمد« فنجد هناك إما فتيات يعانين من النحافة الشديدة أو فتيات يعانين من السمنة المفرطة، ونجد أحيانا رجالا يعانون من كبر حجم الثدي.. وهذه الظاهرة نجدها تنجلي بشكل ملحوظ في زيادة عدد أطباء »الريجيم« أو »السمنة والنحافة« الآن. وهذا بدوره أدي إلي لجوء العديد من الفتيات الصغيرات إلي إجراء عمليات زرع السيليكون لتكبير حجم الثدي والأرداف حتي لا تسخر منها صديقاتها، أيضا لأنها تعاني من عدم نظرة الرجال إليها والزواج منها بسبب شدة النحافة. وهناك »كريمات« صناعة ألمانية وكبسولات نباتية أيضا تستطيع الفتاة أن تستخدمها لمدة ثلاثة أشهر مساء بعد الساعة العاشرة، تعمل علي زيادة هرمونات النمو، ويكبر حجم الثدي.. ولكن يستخدم للفتيات التي لاتوجد لديها مشكلة وراثية ، ولديها »استعداد طبيعي« لكبر حجم الثدي، وعمليا ثبت نجاح هذه الطريقة مع معظم السيدات المصريات لأن معظمهن لاتوجد لديهن مشاكل وراثية من هذا النوع. أيضا هناك »مواد النفخ« سهلة الامتصاص مثل (هانيورونيك) وهي مادة شبيهة للدهون الموجودة في جسم الإنسان ولها مسمي آخر »دهون بشرية« يوجد منها صناعة أمريكية وفرنسية وألمانية وقريبا صناعة »صينية«.. شكلها يشبه »الجيلي« تحقن بالتدريج عن طريق خرطوم رفيع.. مميزاتها أنها لاتنفجر فجأة ولا تسبب »تجمعات دهنية« ليس هذا فقط بل إنه خلال فترة تتراوح مابين 81، إلي 02 شهرا لأن الجلد يمتصها ويشربها تماما، فهو تركيبة صناعية لا تضر.