عن زيارة الرئيس المقدوني: * رخا: أزمة "اللاجئين السوريين" حاضرة بقوة في لقاء "السيسي" برئيس مقدونيا * خبير علاقات أوروبية: تطور علاقاتنا ب"مقدونيا" من صداقة ل"تجارة" "تاريخ العلاقات مع مقدونيا": * بدأت علاقتنا الدبلوماسية مع مقدونيا في 1955 * 5 ملايين دولار ميزان التبادل التجاري بين البلدين في 2008 * المصريون يتعلمون المقدونية بمنحة من الدولة في أول زيارة رسمية للبلاد في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وصل الرئيس المقدوني جورجى إيفانوف إلى مصر، صباح الأحد ولمدة يومين؛ لبحث سبل دعم التعاون المشترك بين البلدين. وعن سُبل التعاون بين البلدين وما ستثمر عنه المباحثات بين الرئيسان.. السطور القادمة تجيب عن تلك التساؤلات.. في هذا الصدد أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن زيارة الرئيس المقدوني جورجي إيفانوف، تعتبر "ترويج" لنفسه كونه مرشحا لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لبان كي مون، الأمين الحالي، والذي ستنتهي مدته في نهاية العام الحالي. وأوضح "حسن"، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن الجولات التي يقوم بها الرئيس المقدوني هى سعي لحصد مؤيدين له حتى يفوز بالمنصب المرشح له، مشيرا إلى أن عضوية مصر بمجلس الأمن تُحق لها اختيار أحد المرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. وعن أهداف الزيارة الأخرى، قال: "التشاور في العلاقات الثنائية بين مصر ومقدونيا، كذلك مباحثات حول الأزمة السورية التي ستحضر بقوة خلال الزيارة، خاصة أن مقدونيا من الدول التي عبر من خلالها لاجئون سوريين لأوروبا". ومن جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الأوروبية، أن زيارة الرئيس المقدوني جورجي إيفانوف لمصر تعكس أهمية الدولة المصرية، خاصة أن مقدونيا تتمتع بسمعة طيبة في المحيط الأوروبي. وقال "اللاوندي"، في تصريحات ل"صدى البلد"، إن مقدونيا دولة محورية، وكانت السبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما يعكس أهمية تلك الدولة وأهمية زيارة رئيسها لمصر، كونه يحرص على أن يفتح جسورا جديدة مع مصر ويتباحث في كيفية نقل العلاقات من الصداقة إلى التجارة. وعن كيفية التعاون مع مقدونيا، قال: "تبادل المواد الخام بين البلدين وتصنيعها وإعادة تدويرها في صناعات مختلفة ومن ثم إعادة تصديرها مرة أخرى"، مشيرا إلى أن مقدونيا دولة عرفت واشتهرت بذلك. *العلاقات بين مصر ومقدونيا: تم تبادل العلاقات الدبلوماسية بين مصر ومقدونيا في يونيو 1955، وعقدت مشاورات سياسية أخيرة على مستوى مساعدي وزير الخارجية في القاهرة في إبريل 2004، وقد قام وزير الخارجية بزيارة مقدونيا في فبراير 2010. وسجل ميزان التبادل التجاري السلعي بين البلدين خلال عام 2008 ما يقرب من 5 ملايين دولار، وهناك فرص واعدة لقطاع الأعمال المصري في السوق المقدونية، وتدرس بعض الشركات المصرية إنشاء مصانع لتجمع منتجاتها في مقدونيا وتسويق الإنتاج في دول البلقان. وفي يناير 2013، ناقش محافظ الإسماعيلية وسفير مقدونيا بعض الجوانب المتعلقة بعقد اتفاقية للتوأمة بين الإسماعيلية وإحدى محافظاتمقدونيا، كما تم الاتفاق على دراسة عقد بروتوكول تعاون بين جامعة قناة السويس وإحدى الجامعات في مقدونيا لتعزيز العلاقات بين الجانبين وتبادل الخبرات. وفي 2014، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خمس منح دراسية مقدمة من حكومة جمهورية مقدونيا، وهي عبارة عن منح دراسية كاملة جامعية، للطلاب في الجامعات الحكومية المقدونية ، حيث لغة الدراسة هي اللغة المقدونية. وتتحمل وزارة التربية والتعليم المقدونية مصاريف الدراسة كاملة ومصاريف التأشيرة والإقامة، كما ستوفر بدلا شهريا بما يعادل 120 دولارا أمريكيا تقريبًا.. بينما يتحمل المرشح تذاكر طيران العودة إلى بلده. في أغسطس 2015، التقى بيل بافليسكي وزير الاستثمارات الخارجية المقدوني بوزير الزراعة السابق الدكتور صلاح هلال، واتفق الجانبان خلال اجتماع عقد بديوان وزارة الزراعة، على ترويج المنتجات الزراعية والحيوانية بين البلدين ، وتبادل الخبرات في مجال إنتاج وقود الديزل الحيوي، ومجال السياسات الزراعية، التجارة الخارجية، مراكز البحوث الزراعية، زيادة وحماية الإنتاج الزراعي ومصايد الأسماك وتنمية الثروة السمكية، كذلك تبادل الخبرات في مجال الزراعة العضوية. كما التقي "بافليسكي" بأشرف سالمان، وزير الاستثمار، وبحث الجانبان سبل تفعيل التعاون المشترك والتوقيع على الاتفاقيات الثنائية بين البلدين المتعلقة بمنع الازدواج الضريبي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بهدف زيادة حجم التعاون الاستثماري والتجاري. وفي 12 مارس 2016 وقبل يوم واحد من زيارة الرئيس المقدوني، التقي مرشح مقدونيا للأمانة العامة للأمم المتحدة، سرجيان كريم، بسامح شكري، وزير الخارجية، لبحث الحصول على دعم مصر في الانتخابات المقبلة للأمانة العامة للأمم المتحدة، والتي ستنطلق فعالياتها في نهاية العام الجاري. وقال عقب اللقاء، قال "إن مصر لها مكانة خاصة نظرًا لدورها في المنطقة وعضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن لعام 2016، ودورها المؤثر في جامعة الدول العربية. * مقدونيا في سطور: جمهورية مقدونيا هي دولة تقع في وسط شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا، إنها واحدة من الدول التي خلفت يوغوسلافيا السابقة، التي أعلنت استقلالها في عام 1991، وأصبحت عضوا في الأممالمتحدة في عام 1993، ولكن نتيجة للنزاع مع اليونان على اسمها، واعترف تحت إشارة المؤقت لجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. بعد اثنين من حروب البلقان في 1912 و1913 وتفكك ولايات الامبراطورية العثمانية في أوروبا، تم تقسيم معظم الأراضي العثمانية بين اليونان وبلغاريا وصربيا، كانت تسمى أراضي الدولة المقدونية الحالية يوجنا سربيا «جنوب صربيا». وأصبحت جزءا من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، وفي عام 1929، تقسمت مملكة يوغوسلافيا رسميا إلى مقاطعات، بما في ذلك كل ما هو الآن في جمهورية مقدونيا، وأصبحت معروفة بجنوب صربيا من مملكة يوغوسلافيا.