مهما يكن خلافنا مع بعض أفكار جماعة الإخوان المسلمين وتوجهاتها السياسية في ضوء الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها علي امتداد عام ونصف بعد الثورة, فما من شك أن المصريين جميعا. مهما تعددت انتماءاتهم, مطالبون بالوقوف خلف الرئيس المنتخب محمد مرسي باعتباره رمزا للشرعية يجسد إرادة مصر الوطنية وأول رئيس مدني يتولي حكم مصر في انتخابات نزيهة, أوضحت اللجنة العليا للانتخابات حيثيات شفافيتها علي نحو مفصل في بيان تاريخي, يرسخ ثقة المصريين في عدالة وشموخ القضاء المصري ويؤكد أن نزاهة الانتخابات المصرية أصبحت جزءا من نظام مصر الديمقراطي وأول سمات جمهوريتها الثانية. وأظن أن الخطاب الافتتاحي الذي وجهه الرئيس المنتخب الي كل فئات الشعب المصري التي عدها حصرا, ابتداء من سائقي التوك توك الي كل جموع المصريين وفي مقدمتهم قوات مصر الباسلة خير أجناد الأرض يرسي أرضية جديدة لمصالحة وطنية شاملة توحد الصفوف وتجمع الكلمة, لا مجال فيها للتصادم والتخوين لأننا جميعا مصريون وإن اختلفت اجتهاداتنا, وحسنا أن أعطي الرئيس المنتخب في أول خطاب له إشارة واضحة قاطعة غير مشروطة تؤكد احترام مصر للمعاهدات والالتزامات والعهود الدولية لأنه في هذه المنطقة الحساسة من العالم, يحسن أن يكون موقف الرئيس المصري من قضية الحرب والسلام واضحا دون لبس. ولأن المسئولية التي يحملها الرئيس علي عاتقه تجعله وهو في المنصب أكثر واقعية وأكثر إدراكا لضرورات الاستمرار والاستقرار حفاظا علي مصالح شعبه, فإننا نأمل أن يكون جزءا من التزام الرئيس مرسي الحرص علي تطبيق أحكام القانون بما في ذلك حكم الدستورية العليا بحل مجلس الشعب, لأن إهدار حكم القانون من جانب راس السلطة التنفيذية يفتح الطريق أمام استمرار الفوضي, ويشجع الجميع علي إهدار سلطة القانون, ويزيد من احتمالات الصدام بين سلطات الدولة الثلاث دون مسوغ. وما من شك أن خطاب الرئيس مرسي يبعث برسائل طمأنينة إلي كل من يعنيه الأمر, لكن المهم في كل ذلك أن تصدق النيات وتقترن الأقوال بالأفعال ويلتزم الرئيس بالوعود التي قطعها علي نفسه, ويضع نصب عينيه أنه أحل للمصرين من طاعته أن تنكب الطريق وحاد عن العدل والحق. نقلا عن الاهرام