أكد الدكتور كمال مغيث، الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، أن نظم التعليم المتقدمة في العالم متعددة ولا تقتصر على التجربة اليابانية فلدينا أيضا التجربة الماليزية وكوريا الشمالية وإندونيسيا والهند، ونستطيع الاستفادة منها في كثير من المجالات لكن يظل الأصل في التقدم رهن بالإرادة. وقال "مغيث" في تصريح ل"صدى البلد": يجب أن يكون لدينا إرادة سياسية قوية تدرك مشكلات التعليم المصري وتعلم إمكاناتها والمطلوب منها لتخليص التعليم المصري من مشكلاته، ثم يأتي بعد ذلك الاستفادة من التجارب المتقدمة، لأنه إذا كانت مسألة التخلص من مشاكل التعليم متوقفة على مجرد الشراكة مع اليابان كان تم ذلك منذ زمن، ولكن هي متوقفة على الإرادة المصرية. وأضاف أن نستطيع الاستفادة من العديد من أبعاد التجربة اليابانية لكن ذلك مرهون بامتلاكنا إرادة حقيقية بتخليص تعليمنا من مشكلاته، مشيرا إلى أن التعليم المصري كله مشكلات وأولها – على سبيل المثال- تدهور مرتبات المعلمين، حيث إن المعلم المصري يحصل على 120 دولار في حين أن المدرس في اليابان يحصل على مرتب في حدود 7 آلاف دولار، كما أنه يجب رفع مستوى المعلمين في الثقافة العامة والعلمية. أما أوجه الاستفادة من النظم اليابانية، أكد الخبير التربوي أنه يمكن الاستفادة منه في نظام التقييم والامتحانات في الأنشطة الحديثة وطرق التدريس المتقدمة، أما تخليص التعليم من مشكلاته تحتاج في الأصل إلى إرادة سياسية، يجب الاستفادة من التجارب المتعددة والمتنوعة ليس أن نقتطع تجربة من سياقها وتطبيقها في بيئة مغايرة، في ضوء السياق الاجتماعي والثقافي. يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي متواجد حاليا في اليابان، وقام صباح اليوم بعقد مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني، وأعلنا خلال المؤتمر عن تدشين مشروع الشراكة المصرية اليابانية في مجال التعليم، والذي من بنوده أن تستقبل طوكيو 2500 طالب مصري سنويا لمدة 5 سنوات. فيما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أن أحد الأهداف الرئيسة لزيارته الحالية إلى اليابان هو الاستعانة بتجربتها في التعليم، وطلب مساعدتها من أجل تطوير التعليم في مصر.