* خبراء تعليم وشئون يابانية: * كامل: التجربة اليابانية في التعليم الأفضل لمصر لاعتمادها على العنصر البشري بدون موارد * الدسوقي: التعليم في اليابان قائم على المدارس الحكومية وانعدام الخاص * الفضالي: "عقل الطالب والمدرس المصري" غير مؤهل لتطبيق التجربة * يجب أن تتولى "جهة سيادية" الإشراف على قضية التعليم في مصر * المدرس الياباني يتقاضى "راتبا" يكفيه للتفرغ إلى مهنته * نجاح التجربة اليابانية في مصر مرهون بتوفير "مكان جيد" للدراسة وعاملين آخرين * نور الدين: يمكن الاستفادة من تجربة اليابان ومراعاة اختلاف التقاليد * الطالب المصري لا يقبل تنظيف المدرسة والفصل مثل الطالب الياباني * "القيادة الرشيدة" لمنظومة التعليم قد تضمن نجاح التجربة في مصر على مدار عقود طويلة عانى التعليم المصري من التجاهل، في الوقت الذي تعتمد فيه الدول عليه للوقوف بمصاف المتقدمين، إلا أن وزراء التعليم عجزوا عن تحقيق ذلك، مما قاد المنظومة التعليمية في مصر إلى ما نراه اليوم، وحصولها على مراكز متذيلة قوائم دول العالم. وأجرى "صدى البلد" حوارا مع السفير الياباني في القاهرة تاكهيرو كاجاوا قال فيه إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليابان أواخر فبراير ستركز على ثلاث نقاط أساسية، أولها التعليم وكيفية تعزيز التعاون فى مناهج التعليم لأنه مهم للغاية للاستقلال والتنمية، وتمكن الشباب من التعليم هو أساس الحصول على حياة أفضل للمستقبل، وأيضا هو الأساس لتحقيق التقدم الاقتصادى. وعن إمكانية الاستفادة من التجربة اليابانية وتطبيقها في مصر، قال الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلون، إن التعاون مع اليابان في النظام التعليمي أفضل من التعاون مع أمريكا وبريطانيا، لأن اليابان نهضت من مرحلة صعبة بجميع المستويات باعتمادها على العنصر البشري، بعكس أمريكا وبريطانيا اللتين اعتمدتا على الرأسمالية. وأضاف "كامل" أنه يجب عدم الأخذ بالمراحل الأخيرة التي وصل إليها التعليم الياباني حتى لا "نحبط"، وإنما علينا النظر إلى بدايات مراحل تطور التعليم ونضعه كنموذج أمامنا لدراسته، ويمكن أن ننتهي في أعوام قليلة من من دراسة التجربة بعد أن نربطها بالواقع المصري، خاصة أن اليابان لم تحتج إلى موارد لتطوير التعليم كغيرها من الدول، وهو ما تحتاجه مصر في الوقت الحالي. وأوضح أن اليابان استطاعت أن تحافظ على عاداتها وهويتها الخاصة، وأكد أنه "يجب أن نرسل بعثات وخبراء للحصول على الخبرات ونستقدم خبرات يابانية للاستفادة بهم"، لافتا إلى أنه "لا يجب علينا أن نتوقف أمام تجربة واحدة، وعلينا أن ننهل بأنفسنا من جميع التجارب للاستفادة وليس تطبيق ما يفرض علينا". وأشار إلى أن "الرؤية التي تدار بها العملية التعليمية بمصر واحدة لم تتغير منذ التسعينيات، ويجب أن نتخلص من الفكر القديم الذي يسيطر على النظام التعليمي بمصر". "اليابان ليس بها مدارس خاصة" وفي السياق ذاته، قال محمد إبراهيم الدسوقي، مراسل الأهرام السابق باليابان، إن نهضة اليابان الحديثة قامت على التعليم، حيث إنها استطاعت القضاء على الأمية نهائيا في عام 1901 وكان لذلك نتائج كبيرة خلال العقود الماضية، مشيرا إلى أن أهم أساس في النظام التعليم في اليابان هو بناء شخصية قوية مرتبطة بالوطن وتغرس فيه حبه. وأضاف "الدسوقي"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن نظام التعليم في اليابان قائم على المدارس الحكومية وتكاد تنعدم المدارس الخاصة، باستثناء المدارس الدولية الخاصة بأبناء الدبلوماسيين الأجانب، موضحا أن الأهم في التعليم الياباني هو قدرته على التطوير المناهج بشكل مستمر، مما يتماشى مع الساحة الدولية واحتياجات الداخل وسوق العمل التي تربطها بالتعليم. وأكد أن أهم ما يزرعه التعليم الياباني هو تنمية الملكات الفكرية وكيفية تطوير عقلية الطالب وذهنه وقدرته على الابتكار، لافتا إلى أننا لو استطعنا الاستفادة من اليابان في هذه التجربة سوف نحقق بها نجاحات كبيرة في نظام التعليم. "تأهيل الطالب والمدرس أولا" قال أشرف الفضالي، خبير في شئون تطوير التعليم، إن نقل التجربة اليابانية في التعليم إلى مصر، يصعب تطبيقه في الوقت الراهن، لأن عقلية الطالب المصري غير مؤهلة لاستقبالها، لفقره فكريا، بسبب النظام التعليمي الحالي الذي جعل الطلاب يعتمدون على الحفظ والتلقين، بالإضافة إلى أن المعلمين غير مؤهلين تربويا لتنفيذ هذه التجربة التي أبهرت العالم. وأضاف "الفضالي" أن الأزمة في التطبيق للتجارب تكمن في غياب الاستراتيجيات عن النظام التعليمي كامله وليس الوزير فقط، فقد سبق وأن تحدث وزراء سابقون عن نقل تجارب الدول في التعليم وإلى الآن لم نجد أي واقع ملموس لهذه التجارب، موضحا أنه لابد من أن يتم تغيير القيادات وأن تتولى جهة سيادية الإشراف على قضية التعليم. وأوضح أن المعلم في اليابان يحصل على ما يكفيه من الراتب، لذلك يتفرغ للعملية التعليمية، موضحا أنه لابد من توفير ثلاثة عوامل للنهوض بالتعليم، معلم مؤهل، ومكان جيد للتعلم ومناهج حديثة، مشيرا إلى أن سقوط أحد هذه البنود لن يحدث أثرا. ومن جانبه، قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إنه عندما تولى الدكتور الهلالي الشربيني الوزارة، زار اليابان، وعندما أعلن الوزير أن الطلاب سيقومون بتنظيف مدارسهم وفصولهم، أحدث ذلك أزمة وقتها، رغم أن ذلك جزء مما يفعله الطلاب باليابان، إلا أن هناك عادات وتقاليد للشعب المصري تختلف عن اليابان يجب مراعاتها. "القيادة الرشيدة" وأضاف"نور الدين" أن المدارس اليابانية لايوجد بها عمال والطلاب ويقومون بدور العامل من تنظيف الفصول، موضحا أن تطبيق ذلك الجانب في التجربة اليابانية للتعليم في مصر لن يلقى قبولا من الأهالي، إلا أن هناك جوانب أخرى للتجربة يجب الاستفادة منها في التعليم المصري. وأشار إلى إمكانية نقل التجربة اليابانية للتعليم المصري وتطبيقها في جوانب وطرق التدريس العملي، موضحا أن ذلك يتوقف على رؤية مسئولي التعليم بمصر. وأكد أن توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وخطواته مهدت الطريق لتوقيع اتفاقيات مع الكثير من الدول في إطار التعليم، إلا أنه لابد من وجود قيادة رشيدة في منظومة التعليم.