اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهجوم الذى وقع صباح اليوم /الثلاثاء/ بجنوب شرق تركيا واستهدف وحدات تابعة للجيش التركى، مما أسفر عن مقتل 10 متمردين أكراد على يد السلطات التركية، دليلا واضحا على زيادة حدة التوتر بالمناطق الكردية وذلك منذ كثفت أنقرة حملاتها العسكرية فى العام الماضى ضد حزب العمال الكردستانى المحظور. ورصدت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى - ماآلت إليه هذه الحملات العسكرية التى تشنها القوات التركية ضد الأكراد من إلقاء القبض على الآلاف ممن ينتمون إلى الحزب الكردستانى، الذى تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى وتركيا منظمة إرهابية، ومن بينهم سياسيون وأكاديميون وصحفيون أكراد. وكانت قوة من الجيش التركى قد اشتبكت مع المتمردين الأكراد عقب الهجوم الذى وقع بإقليم هكارى التركى الواقع على الحدود مع العراق وإيران، مما أسفر عن مقتل 8 من أفراد الجيش وإصابة 16 آخرين، فيما أصدر الرئيس التركى عبدالله جول بيانا أدان فيه الهجوم وأعلن عزمه عقد اجتماع استثنائى مع كبار المسؤولين الأمنيين فى وقت لاحق من اليوم بمكتب الرئيس لمناقشة اتخاذ مزيد من الخطوات تمكن السلطات التركية من وقف العنف. وأوضحت الصحيفة أن عدد الهجمات التى يشنها حزب العمال الكردستانى ضد أهداف عسكرية تركية آخذة فى الارتفاع فى ظل دخول فصل الصيف حيث تجعل الأحوال الجوية بالمناطق الجبلية الواقعة بجنوب شرق البلاد القيام بالغارات القاتلة أكثر سهولة، إلا أن محللين سياسيين أكدوا أن حصيلة القتلى من جراء هذه الهجمات التى شنت على مدار العام الماضى قد فاقت بكثير تلك التى شنت خلال الأعوام الأخيرة. وحول هذا الأمر، نقلت الصحيفة عن هيو بوب مدير مشروع (تركيا/قبرص) فى مجموعة الأزمات الدولية، قوله "وفقا لحساباتنا، فإن أكثر من 500 شخص قتلوا منذ الصيف الماضى، ويمكننا القول بأنها كانت أكثر السنوات عنفا منذ اعتقال زعيم حزب العمال الكردستانى عبدالله أوجلان فى عام 1999". ويأتى تصاعد حدة التوتر بالمناطق الواقعة بجنوب شرق تركيا، حسبما أفادت الصحيفة الأمريكية، فى وقت حرج تزايدت فيه حدة الخلافات بين تركيا وإيران، وكذلك بين تركيا وسوريا بسبب توقعات من جانب تركيا تشير إلى أن طهران ودمشق تعملان وتتعاونان مجددا مع حزب العمال الكردستانى، الأمر الذى تنفيه كلتا الدولتين.