أعلن أسطورة الأجسام العالمى أنور العماوى اعتزاله اللعب بصفة نهائية، بعد رحلة طويلة من الانجازات العالمية امتدت إلى ما يزيد على ربع قرن . وجاء إعلان "العماوى" للاعتزال بعد رحلة طويلة من الإنجازات على مختلف المستويات الإقليمية والعالمية، د. عادل فهيم، المساعد التنفيذى للاتحاد الدولى لكمال الأجسام، أكد أن رغم أن اعتزال أنور يعد خسارة كبيرة لاجسام مصر ، فإننا يجب أن نستفيد من خبراته الكبيرة، وان قيام الاتحاد المصرى برئاسة احمد عبد اللطيف بتعينه مديرًا فنيًا للمنتخب ليمثل هو وعصمت صادق وسعيد عثمان ثلاثى رائع لصناعة ابطال فى اللعبة يكملون مشوار تألق مصر وتربعها على عرش اللعبة . استطاع "العماوي" المولود في 18 ديسمبر 1960 في تحويل شقته الصغيرة بمدينة طنطا الى متحف للميدليات والكؤوس التي أحرز ألقابها وعاد بها من جميع أنحاء العالم وهي إلى جانب ما سبق ذكره ست بطولات عربية نال ذهبها في سوريا ولبنان والأردن والمغرب والإمارات ومصر وثلاث بطولات أفريقية بليبيا وجنوب أفريقيا ومصر وذهبيتين وبرونزيتين للألعاب العالمية التي تقام كل أربعة أعوام في هولندا وألمانيا والصين وجمهورية التشيك. كانت بداية "العماوى" عندما ذهب إلى نادى السكة بطنطا والتقى هناك مدربين من أفضل المدربين فى هذه اللعبة وهما مصطفى الحناوى وأحمد الجميل شلبى وصارحهما فى رغبته فى ممارسة رياضة كمال الأجسام.. وهل يصلح لهذه الرياضة أم لا ، ضحك مصطفى الحناوى بعد أن أعجب به وقال له: انت ربنا خلقك علشان تمارس رياضة كمال الأجسام.. حيث تنبأ له بأن يصبح بطلاً على أعلى مستوى، وبالفعل تحققت نبؤة الحناوى ووصل البطل الصغير إلى أعلى شهرة على مستوى العالم، وأصبح بحث أسطورة اللعبة على مستوى العالم نتيجة لما حققه من إنجازات . فى البداية نجح العماوى، فى الحصول على مراكز متقدمة فى البطولات الإقليمية ثم ترك رياضته المفضلة بسبب تأدية الخدمة العسكرية وبمجرد أن انتهى منها عاد من جديد إلى بساط الرياضة ولكنه لم يجد مساندة حقيقية من مسئولى الاتحاد فى الثمانينيات ويبدو أن أنور العماوى لم يكن له قبول -حيث إنه فتى مشاكس- وبالتالى تأخر ظهور البطل إلى أن نجح فى أن يفرض نفسه بالقوة بعد أن فرض مستواه على الجميع أن يمثل مصر فى بطولة العالم بعد أن تعطل البطل خمس سنوات متتالية بحجة انه لاعب محلى ولا يصلح للتمثيل الدولى. وشق "العماوى" طريقه نحو العالمية وحقق انجازاً متميزاً بالحصول على المركز الرابع فى أول مشاركة له فى بطولة عالم عام 1987 فى البطولة التى أقيمت بأسبانيا وكانت هذه بداية مبشرة لمولد نجم جديد . وفى العام التالى مباشرة يقتنص الميدالية الذهبية والحصول على المركز الأول فى استرليا عام 1988 وسط منافسة من توالت إنجازات العماوى بعد ذلك وأصبح المرشح الاول لذهبية بطولة العالم , وعلى مدار 12 عاماً شارك العماوى فى 10 بطولات وابتعد عن بطولتين لخلاف بينه وبين مسؤلى الاتحاد .. كانت محصلة العماوى عن تلك الفترة 6 ميدليات ذهبية فى بطولة اعالم ونال المركز الثانى والميدالية الفضية فى 4 سنوات لكنه لم يبتعد عن المركز الثانى وهى مرة واحدة وهى المشاركة الأولى له فى اسبانيا 75 دولة وكانت سعادة المصريين تفوق فرحة ابن طنطا لأن هذا الإنجاز يعد علامة باررزة فى تاريخ الرياضة المصرية . ولم تتوقف إنجازات العماوي عند ذهبيات بطولة العالم وكما يقول عادل فهيم رئيس الاتحادين المصري والافريقي لكمال الاجسام إذ ان ما حصل عليه العماوي من ميداليات يفوق الوصف ويضعه في مصاف ابطال العالم. ويضيف فهيم لرويترز "العماوي منذ عام 1988 وهو يحصد الذهب وقلما كان نصيبه الفضة فقد نال على سبيل المثال لا الحصر ثماني ميداليات ذهبية في بطولة البحر المتوسط لكمال الاجسام اولها في تركيا 1988 واخرها في دمنهور 2004." وردا على سؤال بأنه أصبح مليونيرا بعد البطولات الكثيرة التي فاز بها ابتسم "العماوي" ابتسامة ساحرة غالبا ما تكون سببا في ان يمنحه المحكمون الدرجات النهائية باعتبار ان البسمة والعضلات المفتولة تجمل صورة البطل وقال "حالي مستور والحمد لله لكني لست غنيا مثل نجوم كرة القدم ومكافأتي عن ذهبية بطولة العالم تصل الى ستين الف جنيه طبقا للائحة المجلس لقومي للرياضة المصرية." وأضاف "العماوي": "لو أردت أن أكون مليونيرا لوافقت على الفور بقبول عروض التجنيس التي جاءتني من عدة دول منها على سبيل المثال لا الحصر الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا وجنوب أفريقيا وآخرها عرض من دولة عربية شقيقة في عام 2003 وكان يبلغ في ذلك الوقت حصولي على ثلاثة ملايين دولار". وواصل "العماوي" حديثه: "رغم اعتراف العالم بالتجنيس لكني لا اتصور نفسي بعد 22 عاما من اللعب بألوان علم مصر ان اقف تحت مظلة علم دولة أخرى".