◄ رئيس الوزراء التركي يقيم حفل دعاية داخل الكعبة المشرفة.. البحوث الإسلامية: «أوغلو» ارتكب معصية.. وكرر ما كان يفعله المشركون داخل الحرم عالم أزهري: فعلة «أوغلو» تتنافى مع آداب زيارة الحرم وتنقص ثواب العُمرة أستاذ فقه: تصفيق المعتمرين لرئيس الوزراء التركي جهل لا يليق ببيت الله أثار فيديو لداود أوغلو رئيس الوزراء التركي، داخل المسجد الحرام، خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، موجة من الاستياء الواسع لما بدر من أوغلو في هذه البقعة المقدسة من تصرفات تكسر الضوابط الشرعية داخل الحرم المكي. وتجاهل داود أوغلو آداب الزيارة لهذا المشعر وضرب عرض الحائط بكل الأعراف التي درج عليها زوار البيت الحرام من وجوب تعظيمه وتشريفه ما أراد الله وأنست الزعامة رئيس الوزراء أنه في حضرة بيت الله الحرام وأخذ يبادل بعض المعتمرين التحية وكأنه في مؤتمر دعاية حزبي وهو ما يخالف ما نصت عليه القواعد الشرعية من وجوب تقديس البيت الحرام وإخلاص النية لله وحده عند زيارته. وتناول نشطاء الفيديو بالمزيد من السخرية من حيث قالوا لقد خالف أوغلو قول الله تعالي ومن يرد فيه بإلحاد نذقه من عذاب أليم" وأن الله يؤاخذ فيه على مجرد النية وهي خصيصة للكعبة دون سواها من أماكن الأرض. واستنكر علماء الأزهر، قيام داود أوغلو رئيس وزراء تركيا، بإلقاء التحية على المعتمرين داخل الحرم المكي، الأمر الذي أدى إلى وجود حالة من الفوضى وسط تصفيق وصفير، مؤكدين أن هذه الفعلة تتنافى مع آداب الزيارة. وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما فعله «أوغلو» حرام شرعًا، لأن الحرم المكي مكان مقدس له هيبته ويجب على كل مسلم أن يحترمها، ويبعتد عن الأمور الدنيوية والسياسية ويتحلى بآداب الزيارة وأن يترك الدنيا، ويتعلق قلبه بالآخرة وبذكر الله -عز وجل-. وأضاف المفكر الإسلامي، أن فعلة «أوغلو» هذه تتنافى مع الشعيرة -العمرة-، وحرمة البيت الحرام، وتعد تكرارًا لنموذج الصفير والتصفيق الذي كان يفعل في الجاهلية، مصداقا لقول الله تعالى: «وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً» الأنفال (35)، موضحا أن المُكاء أي الصفير، و«التصدية»، أي التصفيق. وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن للمسجد الحرام آدابًا ينبغي للمسلم أن يتحلى بها عند دخوله، وهي نظير الآداب في كل مسجد إلا أنها تعظم في المسجد الحرام لمكانته ومنزلته وحرمته، ومنها: تنزيه المسجد عن الخصومة ورفع الصوت والبيع، لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا ردَّ الله عليك» رواه الترمذي. وأشار الجندي، إلى أنه ينبغي على زائر المسجد الحرام، الاستكثار من الطاعة: لما فيه من مضاعفة الحسنات، فيكثر من الطواف والصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، ولا يضيع وقته فيما لا يعود عليه بالنفع في الآخرة. وتابع: وينبغي على الزائر أيضا اجتناب المعاصي والسيئات: فالموطن موطن عبادة، ويكفي في التحذير من المعاصي في المسجد الحرام أن الله يؤاخذ فيه بالهمّ بالسيئة فضلاً عن فعلها، قال تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25). من جانبه، نبه الدكتور إسماعيل شاهين، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، على أن للمسجد الحرام آداب عند الزيارة، ويجب على المعتمر أو الحاج التحلي بها، ومنها الاستكثار من ذكر الله تعالى، وعدم المزاحمة والتناحر، مؤكدًا أن فعلة أوغلو هذه تتنافي مع آداب زيارة بيت الله العتيق، وتنقص من ثواب العمرة. وشدد نائب رئيس جامعة الأزهر سابقًا، على أن التصفيق والصفير داخل الكعبة يُسيء إلى قدسية الحرم المكي، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً»، مشيرًا إلى أن هذه الآية وردت في حق المشركين وصفت سوء فعلتهم بالتصفيق والصفير داخل بيت الله الحرام. وأوضح أن للعمرة أركان أربعة لا تصح إلا بها، وهي: الإحرام، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، مؤكدًا أن هذه فعل المعتمرون هذه الأركان فعمترهم صحيحة. من جهتها، حذر الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، زائري البيت العتيق، من أن التصفيق والصفير بالحرم المكى حرام شرعًا، كما أنه من أعمال الكفار لقوله تعالى: «وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً» الأنفال (35). وأشار إدريس إلى أن ما فعله البعض لرئيس الوزراء التركي داود أوغلو، داخل الحرم المكي من تصفيق، لا يليق بجلال بيوت الله، عما فيه من تشويش على المصلين والمعتمرين والذاكرين لله تعالى، لافتا إلى أن هذا الفعل يصدر من جهال بتعاليم ديننا الحنيف. ولفت إلى أن العمرة التى يؤديها هؤلاء ليست باطلة، فالعمرة تؤدى بأركانها وشروطها، مضيفًا أن الله تعالى لم يجز أي لغو أو صوت مرتفع داخل المساجد حتى من الذاكرين والمتعبدين.