كشفت وكالة أنباء "بلومبرج" عن تخوف القادة التنفيذيين العالميين من خطورة ترك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمنصبها، وتسألت ماذا بعد ميركل؟ ومن قد يشغل المنصب بعدها؟ وترجع أزمة ميركل إلى نضالها المستمر من أجل الابقاء على سياسة الباب المفتوح أمام طالبي اللجوء من الشرق الأوسط، في ظل ضغوط داخلية جراء تدفق المزيد من اللاجئين داخل ألمانيا، وتخاذل دولي في مساعدة ألمانيا وباقي الدول التي تحتضن اللاجئين من الشرق الأوسط. وأضافت الوكالة الدولية أن احتمالية ترك ميركل لمنصبها ظهر في الاجتماعات المغلقة بين المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بسويسرا، هذا الأسبوع، بسبب سياسة الباب المفتوح التي تتبناها ميركل بشأن قضية اللاجئين من الشرق الأوسط، في ظل تحول المد السياسي من الداخل ضدها بشكل حاسم، وبدأ تفكير المديرين التنفيذيين في نهاية حقبة ميركل التي امتدت لعشرة سنوات. وقال رئيس مركز أبحاث مجموعة أوراسيا إيان بريمر، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج اليوم الجمعة، "لا يوجد أحد ليحل محلها"، مضيفا "هذه مخاطرة كبرى تواجه العالم خلال العام الجاري". وقال مسؤولون تنفيذيون في اجتماع البنوك العالمية في دافوس / أن الأزمة التي تطرحها تدفق أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا، والمخاطر التي تمثلها ضد ميركل هو أكبر تهديد لاستقرار القارة من التصويت في المملكة المتحدة على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من عدمه /. وأضاف اثنان من المديرين التنفيذيين، اللذان رفضا الكشف عن هويتهما، أن ميركل ورفقاءها في الاتحاد الأوروبي سوف يتوصلون خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى اتفاق مشترك لتسوية أزمة اللاجئين، متوقعين في الوقت ذاته أن تفقد ميركل منصبها خلال العام الجاري. وأشارت بلومبرج إلى أن ميركل رفضت الرضوخ للدعوات المطالبة بوضع حد أقصى لأعداد اللاجئين، بقولها /إنها ستعطي الدبلوماسية شهرا آخر، حتى قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة، لتحقيق خفض في التدفق، يمكننا بعد ذلك إجراء تقييم أولي لتحديد استراتجيتنا المقبلة". وأثارت الهجمات الإرهابية الاخيرة التي حدثت في باريس الرأي العام ضد طالبي اللجوء السياسي، ليضع المستشارة الألمانية في عزلة متزايدة من الداخل وفي الاتحاد الأوروبي بسبب موقفها بشأن اللاجئين. ولفتت بلومبرج إلى أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل وصل إلى دافوس يوم الأربعاء الماضي لمحاولة إيجاد إجراءات مشتركة قد تتمكن من زيادة حظوظ ميركل السياسية، فيما أعلنت حكومة النمسا عن خطة جديدة للحد من تدفق اللاجئين عبر حدودها، وهو عمل وصفته بأنه "صرخة لطلب المساعدة لإخبار العالم بأن النمسا والسويد وألمانيا لن يكون بمقدرتهم السيطرة على أزمة اللاجئين بمفردهم". ونوهت بلومبرج الى ان القليل من الدول الأوروبية من استجابوا لهذا النداء..مشيرة الى ان دولة مثل المجر وغيرها من دول شرق أوروبا تغلق حدودها وترفض تقاسم عبء طالبي اللجوء. واستغل وزير المالية الهولندي جيرون ديسلبلوم ظهوره في المنتدى الاقتصادي لحث الدول المشاركة به ضد فرض حد أقصى لطالبي اللجوء السياسي، وطلبه التوصل إلى مقاربة مشتركة للتحكم في الحدود. وأضاف في تصريح لتلفزيون بلومبرج " ما يحدث الآن هو أن عضوا تلو الآخر يتخذ تدابير على حدة، ويبدأ في إغلاق الحدود"، مؤكده أنه لا يرغب أن تضطر بلاده إلى اتخاذ ذلك الإجراء". ونقلت بلومبرج عن بيل برودر، الرئيس التنفيذي لشركة هيرميتاج كابيتال للاستثمار قوله / إن ميركل لديها ميزة كونها زعيمة سياسية تستطيع دفع المحيطين بها إلى اتخاذ قرارات لا تحظى بموافقة الرأي العام /. يشار إلى أن استطلاع أجراه معهد "ايمنيد" لقناة "ان24" التلفزيونية نشر أمس الجمعة كشف أن 15 في المائة فقط من الألمان يدعمون سياسية الباب المفتوح التي تتبناها ميركل حاليا بشأن طالبي اللجوء السياسي. وقال بودر في دافوس " القيادة هي عندما يقوم شخص بفعل الشئ الصحيح، ولكنه لا يحظى بشعبية كبيرة"، مضيفا أن الألمان قد لا يرغبون بتوافد السوريين إلى بلادهم، إلا إن ذلك هو قرار تاريخي وإنساني يحسب لصالح ميركل"، لافتا في الوقت ذاته إلى إن ميركل هي واحدة من القادة القلائل عبر التاريخ.