أخبرنا الله تعالى عن قصة موت سيدنا سليمان -عليه السلام- وكيف أن الله تعالى أخفى موته على الجان المسخرين له فى الأعمال الشاقة على الرغم من اعتقاد الكثير من الناس أن الجن يعرف الغيب، لكن الله تعالى بين كذب إدعائهم، وذلك فى قوله عزوجل: «فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ»، سورة سبأ : آية 14. وأورد المفسرون فى كتاب التفسير الوسيط فى تفسير الآية الكريمة، أن المراد من قوله تعالى: « فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ»، أى أنه عندما أتم سيدنا سليمان -عليه السلام- إنجاز ما يريده وقضى الله تعالى عليه الموت ظل أمر موته خفياً على الجن فإن الله تعالى أخفى عليهم ذلك الأمر ولم يعرف الجن به . وبين المفسرون أنه قد ورد أن سيدنا سليمان -عليه السلام- طلب من الله عز وجل أن يخفى خبر موته عن الجن حتى يُنجزوا ما أمرهم بفعله فظل -عليه السلام- متوكئاً على عصاته قيل نحو عام كامل ولم يعلم الجن أنه مات إلا عندما أكلت الأرضة العصاه وخر ساقطاً على الأرض . وأوضحوا أن المراد بقوله تعالى: «فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ»، أى فلما سقط سليمان -عليه السلام- على الأرض ميتاً وظهر أمر موته تبينت الجن وظهر من أمرها أنهم لو كانوا يعلمون الغيب – كما يزعمون- لعلموا بأمر موته وقت حصوله ولم يلبثوا بعد موته فى الأعمال الشاقة والعذاب البالغ الحد فى المهانة والذل ، والمراد بقوله " الْجِنُّ" أى جميع الجن كبرائهم وضعفائهم .