نبه وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى أن الجيش هو تاج وعِنوان وحدةِ العراق وتماسُكهُ وأمله في البقاءِ حُراً قوياً عزيزاً مُعافى، وقال: إن الجيشَ سيظل حاميا ورمزُ عزة وكرامة العراق، ومن دون هذا المعنى تغدو البلاد مستباحةً للأغراب والطائفيين والمارقين، وساحةً لتصفية الحسابات باختلاف وجهاتها وأطياف أجنداتها، وهذا لن نقبله ولن يكون، مادام الجيشُ موجودا". ولفت العبيدي - في كلمة بمناسبة ذكري تأسيس الجيش العراقي التي تصادف اليوم /الأربعاء/ - إلى أن الأيام القادمة ستشهد انطلاقات كبرى لتحرير ما تبقى من أرض العراق، وقال"قادمون يا نينوى، ليس شعاراً ومحضُ أَمل، بل نهج ومسار صِدقه العمل، معركةً ستكون أقرب مما يتوقعون وأشد هولاً مما شهدوا ويشهدون. وحذر وزير الدفاع القوات المسلحة من المتربصين به، وقال مخاطبا الجنود: كونوا حذرين يقظين وفوتوا الفرصة عليهم من خلال عمليات عسكرية نظيفة وأداء مهني احترافي الفيصل فيه هو القانون ومعايير الانضباط العسكري في المحاسبة لمن يسيء أو يخرق هذه القواعد أو يتغافل عنها. وأشار إلى مساعي إعادة بناء الجيش لتستعيد المؤسسة العسكرية ثقة الشعب بها، واليوم يتحققُ الأملُ بعد أن جسده العمل، وقال: إن الجيش تخطى المرحلة الصعبة ويخطو نحو مستقبل واعد، خطوات لم يكتمل عقدها أو تتكامل مساراتُها، لكنها في النهج المرتجى الصحيح.. تحدونا الهمة وأركان وزارة الدفاع أن نجعلها حقيقةً في قادم الأيام". وتعهد العبيدي بمواصلة إعادة البناء والإصلاح وضرب الفساد والمفسدين بوتيرةٍ أعلى وعزيمةٍ أمضى، برغم عِظم التركةِ وثِقلِها برغم ضآلة المواردِ المادية المتاحة. ونوه إلى الانتصارات للقوات المسلحة في تكريت وبيجي والرمادي، وأضاف: إنها معارك عراقية بامتياز اعتمدت مبدأ توزيع الأدوار وتكامل أداء القوات لا تَداخُلُها أو تَضادُها في معركة السيادة والكرامة العراقية. وأكد أن السيادة العراقية خَط أحمر ولا تَقبل المساومة أو الاجتهاد أو المجاملات السياسية، وأي توصيف بخلاف هذا المعنى محاولة للتضليل وتذويب للحقائق، وقال إن حرب العراق ضد تنظيم (داعش) الإرهابي التي تخوضها القوات المسلحة هي معركة السيادة الوطنية، ومعركة العالم بأسره. وتابع: أن ترجمة هذا المعنى إلى مرتكزات عملية، تستدعي أن تَبذُلَ قوى العالم المحبة للسلام جهوداً مضاعفة في دعم العراق وجيشه واقتصاده وإعادة بناء المناطق المحررة، فضلاً عن ضرب قواعد الإرهاب ومرتكزاته وحواضنه ومصادر تمويله ومحاربة فكر الشر الكامن والظاهر فيه. يذكر أنه بعد ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني في العراق تشكلت أول حكومة عراقية التي بادرت إلي بناء نواة الجيش العراقي في 6 يناير عام 1921 خلال الانتداب البريطاني للعراق، حيث تم تشكيل فوج حمل اسم "موسى الكاظم" الذي تألف من ضباط عراقيين سابقين كانوا يعملون في الجيش العثماني في ثكنة الخيالة في الكاظمية في بغداد.. والقوات المسلحة العراقية هي القوة النظامية لجمهورية العراق، وتتألف من القوة البرية والبحرية والجوية ومقر قيادتها في العاصمة (بغداد)..وتم إنشاء القوة الجوية العراقية عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية عام 1937. ووصل تعداد الجيش إلى ذروته مع نهاية الحرب العراقية-الإيرانية ليبلغ عدد أفراده مليون جندي. وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصدر ممثل سلطة الاحتلال الأمريكي بول بريمر قرارا بحل الجيش العراقي، وأعيد تشكيل الجيش وتسليحه، وهو يحتل المرتبة 58 بين جيوش العالم.