-في قداس عيد الميلاد .. البابا يحث على العودة للقيم الجوهرية - الأقباط الكاثوليك والإنجليون يحتفلون بأعياد الكريسماس بأسوان وسط إجراءات أمنية مشددة - بطريرك الاقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد الميلاد بحضور اعضاء مجلس الشعب - محافظ دمياط يزور كنيسة الروم الأرثوذكس لتهنئة الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد - مسيحيو الضفة الغربية يحيون قداس الليل بكنيسة المهد احتفالا بميلاد المسيح - أهل بيروت يعيشون أجواء عيد الميلاد رغم الاضطرابات السياسية قاد البابا فرنسيس 1.2 مليار كاثوليكي حول العالم للاحتفال بعيد الميلاد وحث اولئك "المنغمسين" في الشهوات والممتلكات والمظاهر السطحية على العودة إلى القيم الجوهرية للحياة. واثناء قداس ليلة عيد الميلاد بكاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيكان قال البابا -الذي تتسم فترته البابوية التي بدأت قبل ثلاث سنوات تقريبا بدعوات الى الاعتدال والتقشف والعطف على المحتاجين- إن عيد الميلاد فرصة "لنكتشف مرة اخرى من نحن." وقال إنه يتعين على كل فرد ان يدع بساطة المسيح في طفولته -وقد ولد فقيرا داخل معلف على الرغم من الوهيته- تشبع روحه وتلهم حياته. واضاف قائلا "في مجتمع منغمس حتى الثمالة في كثير من الأحيان في الاستهلاك والمتعة والثروة والتبذير والمظاهر والأنانية يدعونا المسيح الطفل إلى التصرف برصانة أو بعبارة أخرى بطريقة بسيطة ومتزنة ومتسقة وقادرة على تبصر وفعل ما هو جوهري." وبدأ القداس الذي حضره عشرة آلاف شخص في كاتدرائية القديس بطرس بنشيد طويل باللاتينية يعرف باسم كاليندا وهو الاعلان التقليدي لميلاد المسيح. وترددت دقات الاجراس العملاقة بالكاتدرائية وقام البابا الذي ارتدى رداء ابيض بتقبيل تمثال للمسيح الطفل لبدء القداس. واتخذت اجراءات امنية أكثر صرامة من المعتاد في احتفالات عيد الميلاد حيث نفذ العديد من افراد الشرطة عمليات تفتيش ميدانية بمنطقة الفاتيكان. ومر كل من حضروا القداس في الكاتدرائية عبر أجهزة للكشف على المعادن. وقال البابا إن المسيح يدعو كل فرد لإعادة التفكير في طريقة تعامله مع الآخرين. وفي يوم عيد الميلاد سيلقي البابا الرسالة التقليدية "إلى المدينة والعالم" من الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس والتي ظهر منها إلى العالم لاول مرة بعد انتخابه في 13 مارس اذار 2013 ووسط إجراءات أمنية مشددة احتفل الأقباط الكاثوليك والانجليين بأعياد الكريسماس وعيد الميلاد المجيد بمحافظة أسوان حيث انتشرت قوات مديرية أمن أسوان لبسط الأمن والأمان في الشارع لمرور الاحتفالات علي أكمل وجه . ومن جانبه أشار اللواء عمر ناصر مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسوان في تصريح خاص " لصدي البلد " إلي أن جميع المناطق الحيوية مؤمنة من مباني حكومية ، وكذا المنشآت الحيوية كالجامعات والمدارس والمساجد والكنائس والأسواق ضد أي عمليات أرهابية تستهدف ترويع المواطنين. وقال عمر ناصر إن المديرية علي أتم الاستعداد لتأمين الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة ، مع تأمين زيارات القادمين والزائرين لأسوان في المناطق الأثرية وغيرها . فيما ترأس الانبا ابراهيم اسحاق بطريرك الاقباط الكاثوليك في مصر، القداس بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد بكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر. شارك في القداس عدد من اعضاء مجلس الشعب الحاليين منهم ناديه هنري، وهاني نجيب، وكمال زاخر، والقس بيشوي حلمي، بالاضافة الي عدد من القيادات الأمنية. يذكر ان الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بعيد الميلاد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر. وقد زار الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط, كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة دمياط للتهنئة بعيد الميلاد المجيد رافقه اللواء فيصل دويدار مدير أمن دمياط واللواء أحمد عطية السكرتير العام المساعد وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية واعضاء مجلس النواب وممثلي الأزهر والأوقاف و المجتمع المدنى بدمياط . كما أحيا مئات المسيحيين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، مساء أمس الخميس، قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، لمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد المسيح حسب التقويم الغربي، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأقام القداس البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس والأردن وسائر الديار المقدسة القداس، بمشاركة لفيف من المطارنة والأساقفة وكبار رجال البطريركية، ووفود دبلوماسية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وعبر عباس عن أمله بأن "يحمل العام الجديد كل الخير والأمن والسلام لشعبنا الفلسطيني، وكل شعوب الأرض التي ترفض العنف والإرهاب". بدوره، حض بابا الفاتيكان فرانسيس، في قداس عيد الميلاد، الكاثوليك في العالم البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة، على السعي للتحلي ب"البساطة" و"حس العدالة" في مجتمعات "تطغى عليها المظاهر والنرجسية". وأضاف أمام الآلاف في كنيسة القديس بطرس: "في عالم كثيرا ما يكون قاسيا مع الآثم ورخوا مع الإثم ، يجب العمل على تنمية الحس بالعدالة". وبدا البابا (79 عاما) متعبا، وكان يتحدث بصوت خافت بعد أن أصيب بإنفلونزا رفعت حرارة جسمه لعدة أيام. وندد البابا فرنسيس بما سماه "ثقافة اللامبالاة التي تؤدي إلى زوال الرأفة"، وقال إنه "ينبغي أن ينتهي كل خوف وكل فزع" بالنسبة للمسيحيين ب"النور" الذي يجسمه ميلاد المسيح في بيت لحم في فلسطين. على جانب أخر استعدادا لموسم العطلات بمناسبة رأس السنة الجديدة وضعت أشجار عيد الميلاد بكثرة في شوارع بيروت وعُلقت أضواء وزينات وسط إحساس سكان العاصمة اللبنانية بروح عيد الميلاد. ووضعت شجرة عيد الميلاد الرئيسية هذا العام أمام مسجد الأمين في وسط المدينة. وصمم تلك الشجرة مصمم الأزياء المعروف إيلي صعب وكُتبت عليها -إضافة للنجوم المضيئة- زينة بحروف عربية تقول "عيد ميلاد سعيد" و "كل عام وأنتم بخير". ووراء الأضواء البراقة والزينات الملفتة للأنظار يخفي اللبنانيون إحساسا بالخوف من المجهول، فكثير منهم قالوا هذا العام إنهم لا يتمنون هدايا أكثر من اختيار رئيس للجمهورية وأن يعم السلام ربوع البلاد. من هؤلاء طالب يُدعى سادير مسعود قال مشيرا الى حي آخر في بيروت بتشتهر بزينات عيد الميلاد "كل سنة بنيجي ع الأشرفية دائما فيه أضواء (بالانجليزية) كتير حلوين ودائما فيه أشجار عيد الميلاد (بالانجليزية). فيه كتير شغلات بتحسسك بروح الكريسماس والسلام (بالانجليزية) الموجود بالعالم. يعني هدا أهم شي بالكريسماس. بس عموما يبَعدك كمان عن جو الحرب وجو الشغلات اللي بتضايقك.. فبتنبسط بس تشوف هاي الشغلات." ولبنان بلا رئيس منذ شهر مايو أيار 2014 بسبب انقسامات سياسية داخلية. كما شهد العام الحالي أيضا أزمة القمامة التي تكدست في شوارع بيروت وفاحت منها روائح نتنة تزكم الأنوف. كما أن هناك أزمة لاجئين مستمرة مع إجبار الصراع في سوريا أكثر من 1.5 مليون سوري على الفرار الى لبنان. ورغم هذا الاضطراب يقول بيروتيون إنهم يتمسكون بالاستمتاع بموسم العطلات. من هؤلاء رجل قال إنه يطلق لحيته وسيصبغها للقيام بدور بابا نويل لإسعاد أبناء اخوته وأخواته. أضاف جوزيف داود الذي يعمل في مستشفى "هلأ لأنه عندي أولاد إخوة يعني كتار فقررت أطوّل اللحية وأعملها بيضاء وأعملهن بابا نويل على الكريسماس. فهدا بالنسبة لإلِي. بالنسبة للبنان يعطيك العافية." ومع اقتراب عيد الميلاد تكتظ أسواق عيد الميلاد ومراكز التسوق بالرواد لكن كثيرين يقولون إنهم لا يشعرون ببهجة العيد. قال مستشار تكنولوجي يدعى عامر طباش "الأمنية (بالانجليزية)الوحيدة اللي باتمناها إنه نظل عائلة واحدة ونظل نحب بعض ويظل فيه سلام. مش بس لهاي السنة..كل السنين الجاية. والفرق عن السنة الماضية بأتصور يمكن إنه العالم شوي زعلانة أو خايفة بس إن شاء الله يارب بها الأجواء وبعدنا شوي بعاد عن الكريسماس الآن لكن كل ما عم بنقرب العالم عم تتحمس أكتر وعم ترجع تعيش روح عيد الميلاد (بالانجليزية). روح العيد وروح المحبة والسلام." وقُتل 43 شخصا على الأقل في تفجير انتحاري مزدوج بالضاحية الجنوبية لبيروت في نوفمبر تشرين الثاني وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد المسؤولية عنه. ويتمنى أهل بيروت أن يُبعدهم موسم العطلات مؤقتا عن اضطرابات بلدهم. من هؤلاء مهندسة زراعية لبنانية تدعى ثروة سليمان قالت لتلفزيون رويترز "حابة الزينة اللي عم بتصير بلبنان. والروح كتير حلوة. نحنا كمان زيَنا بيتنا..وعادة ما نفعل ذلك (بالانجليزية). أتمنى (بالانجليزية) إنه البلد يصير شوي مستقل. يصبح لنا رئيس (بالانجليزية) وعيد ميلاد سعيد للكل." وللمرة 33 أخفق مجلس النواب (البرلمان) اللبناني يوم الأربعاء (16 ديسمبر كانون الأول) في اختيار رئيس جديد للبلاد. كان الزعيم السني سعد الحريري المدعوم من المملكة العربية السعودية تقدم باقتراح لتقاسم السلطة من شأنه أن يصبح سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ويتولى هو بموجبه منصب رئاسة الوزراء. لكن وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة يتطلب موافقة ميشال عون الذي يرى نفسه الأحق بتولي المنصب الذي يجب ان يشغله مسيحي ماروني. وتعتبر موافقة عون حيوية لإنجاح أي اتفاق بسبب الدعم الذي يحظى به من جماعة حزب الله الشيعية القوية المدعومة من إيران.