يخبرنا الله تعالى عن الدعاة إلى الكفر والضلالة أنهم يوم القيامة يحملون أوزار أنفسهم وأوزاراً أخرى بسبب من أضلوا من الناس من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئاً، وذلك مصدقاً لقول الله تعالى: «وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ» سورة العنكبوت : آية 13. وقال المفسرون فى تفسير الآية الكريمة، إن المراد من قوله عزوجل: «وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ»، أى وليحملن هؤلاء المشركون فى الآخرة آثامهم الفادحة وأوزارهم الثقيلة وأوزاراً وأثاماً آخرى مع أثقال أنفسهم وهى أثقال من الذين تسببوا فى إضلالهم وحملهم على الكفر والمعاصى من غير أن ينقص ذلك من أثقال من أضلوهم شيئاً، مشيرين إلى أن التعبير بالأثقال عن الخطايا والذنوب فى هذه الآية للتنبيه على خطورتها وكأنها عبء ثقيل يصعب على الإنسان حمله . وأضاف المفسرون أن معنى قوله تعالى: «وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ» أى وليسألن الله تعالى هؤلاء المشركين يوم القيامة، سؤالا المراد منه التقريع والتبكيت عما كانوا يفترونه ويختلقونه فى الدنيا من الأكاذيب والأباطيل التى من جملتها أكاذيبهم هذه بأن يتبعوا سبيلهم وهم سيحملون عنهم خطاياهم فيفترون الكذب بذلك، والمقصود من سؤالهم هو لتوبيخهم لا الاستعلام عن افترائهم فالله تعالى به عليم .