تحدد بصورة مبدئية موعد مشاورات جنيف 2 بين الحكومة الشرعية اليمنية وميليشيات الحوثيين وصالح بعد جهود ورحلات ماراثونية قام بها اسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممى لليمن إلى كل من وسلطنة عمان والإمارات وعدن للاتفاق على جدول أعمال المشاورات بين الجانبين لوضع حد للازمة التى عصفت بالبلاد على مدى أكثر من عام . وكان عبد الملك المخلافى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمنى الجديد قد أعلن فى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى / تويتر / أن محادثات جنيف 2 للتشاور حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2216 ستبدأ يوم 15 ديسمبر الجارى فى الوقت الذى لم يصدر فيه أى بيان من قبل الأممالمتحدة ولا مبعوثها لليمن ، الذى أكد أمس انه سيتم تحديد الموعد فى الأيام القليلة القادمة. ويأتي تحديد الموعد فى ظل حديث يتردد فى الأوساط اليمنية عن وجود خلافات كثيرة بين الرئيس عبد ربه منصور هادى ونائبه رئيس الوزراء خالد بجاح على إثر التعديلات الوزارية إلى أجراها هادى على حكومة بحاح بتعيين عبد الملك المخلافى وزيرا للخارجية مع تعيينات أخرى بدون استشارة بحاح ، الأمر الذى أخرج إلى العلن الخلاف القديم بتعيين الرئيس للدكتور رياض ياسين وزيرا للخارجية وتجاهل الوزير عبد الله الصايدى السياسى المخضرم والذى كان وزيرا للخارجية فى تشكيل حكومة بحاح قبل عام ، وما أن هدأت الأمور وبدأت الحكومة فى الاستعداد للمشاورات وعين الرئيس المخلافى رئيسا للوفد الحكومى وظن الجميع أن الحكومة ستذهب موحدة الى المشاورات إلا أن التعيينات الوزارية أعادت العلاقات بين هادى وبحاح إلى التوتر مرة أخرى - حسب العديد من المراقبين للأوضاع الداخلية باليمن - . وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن صدور بيان من بحاح يرفض فيه هذه التعيينات التى تمت دون استشارته وهو فى زيارة لفرنسا ولكن بحاح كان من الحصافة أن يعبر عن رفضه للتعيينات بصورة مفهومة ، لكنه أكد أن اليمن يمر بمرحلة استثنائية للغاية ولا يجب أن نسمح للخطأ أن يتكرر ولن تخرج اليمن من دوامة العبث والصراع الداخلى إلا بتضافر الجهود وإخلاص النوايا للوطن دون غيره. وأضاف بحاح - في بيان له بعد التعيينات الوزارية - " إن الوطن هو الذى نناضل من أجله ودماء طاهرة سالت لينعم أبناؤه بالأمن والعيش الكريم وثورات قامت ضد حكم الفرد والاحتلال ورفض الشعب المليشيات المسلحة التي أرادت أن تستأثر بالوطن عنوة ومازال الكثير منا لم يستوعب الدرس . كما أكد أنه مستمر فى تحمل المسئوليات فى ظل الظروف التى يمر بها الوطن وأنه سيذل كافة الجهود للحفاظ على الوطن وسلامة أبناءه . وبالأمس استقبل رئيس الوزراء في الرياض عددا من مستشارى الرئيس هادى في خطوة وصفت بأنها مسعى لتهدئة الأوضاع بين الاثنين ، وكرر بحاح ما سبق وأن ذكره في بيانه وقال لمستشارى الرئيس حسب الوكالة الحكومية الرسمية " إن الوقت الذي نعيشه يمثل فرصة حقيقية لتصحيح كل التجاوزات والأخطاء التي ارتكبها النظام السابق وثار عليه الشعب " ، وأكد أن الوقت حان لتأسيس دولة النظام والقانون ولن يكون ذلك إلا بتجاوز الحسابات الضيقة وتطبيق النظام والقانون واحترامنا لبعضنا البعض. وأضاف إنه يجب تغليب المصلحة الوطنية وتعزيز لحمة الصف والتركيز على الهدف الأسمى وهو تخليص البلاد من عدوان الانقلابيين من مليشيات الحوثيين وصالح وعدم الانشغال بأي قضايا أخرى يمكن تجاوزها فيما بيننا. وتوضح هذه التصريحات من جانب بحاح أنه لن يتخذ أى موقف فى الوقت الحالى لإتاحة الفرصة للوفد اليمنى فى المشاورات للذهاب الى جنيف والتفاوض من موقع قوى بعد الانتصارات التى حققها الجيش الوطنى والمقاومة فى جبهات عديدة فى القتال مع الميليشيات. وحاولت الوكالة الرسمية التابعة للحكومة تقديم التغييرات الوزارية بصورة مرضى عنها ونسبت للمبعوث الأممى فى لقائه أمس مع هادى فى عدن أنه أشاد بالتعديل الوزاري الجديد الذي عزز فرص السلام وأكد النوايا الصادقة في الوصول إليه من خلال أعضاء الفريق الحكومي الذين تقلدوا مناصب رفيعة في الدولة تجعلهم أكثر قدرة على اتخاذ القرار..وقال / هذه إشارة إيجابيه مرحب بها من قبل الجميع/. وكان المخلافى - الذى عينه الرئيس هادى رئيسا للوفد الحكومى فى المشاورات فى العاشر من نوفمبر الماضى وأصدر قرارا بتعيينه وزيرا للخارجية يوم الثلاثاء الماضى - قد اجتمع فى الرياض بعد يوم من تعيينه بالمبعوث الأممى وبحثا أجندة وجدول أعمال مشاورات جنيف وقدم ملاحظات عامة وأخرى تفصيلية على المسودة المقترحة للمشاورات وأكد أن تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة هى الخيار الوحيد لتجنيب الشعب اليمني ويلات الحرب وعلى المليشيات الانقلابية تنفيذها ووصل ولد الشيخ الى عدن ليعرض على الرئيس المسودة المقترحة بعد التعديلات الى طلبها وزير الخارجية. وعلى الطرف الآخر زار المبعوث الأمميمسقط للقاء وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الذى يتزعمه الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح ، وعرض ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى .. وقال ياسر العواضى القيادى بحزب المؤتمر وعضو الوفد فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى / تويتر / أن الوفد سيلتقى اليوم في مسقط مع اسماعيل ولد الشيخ للاتفاق على اللمسات الأخيرة للتحضير لجنيف 2 وكذلك مناقشة المسودة المعدلة. ولم تعلن حتى الآن المسودة النهائية للمشاورات ، لكن الإعلان عن موعدها يشير إلى أن هناك توافقا على الحد الأدنى بين الطرفين ، إلا أن المشكلة تكمن فى كيفية تطبيق بنود قرار مجلس الأمن بتسليم المليشيات للأسلحة الثقيلة التى استولت عليها من الدولة وانسحابهم من المحافظات وتسليم السلطة للحكومة الشرعية ، فيما يطالب الحوثيون وصالح بالوقف الفورى للعمليات العسكرية ، وهو الأمر الذى سترفضه الحكومة وقوات التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية ، خاصة بعد ما تحقق من تقدم فى جبهات القتال وكل هذه الموضوعات لا يمكن حسمها فى مشاورات يرفض كل طرف فيها مطالب الطرف الآخر، ولذلك فإن توقعات فشل جنيف 2 أكثر من التوقعات بالتوصل إلى حد أدنى من التوافق بين الطرفين ، ما لم تحدث تطورات إيجابية تصب فى مصلحة التوصل إلى اتفاق يرفع المعاناة عن الشعب اليمنى التى طالت كل أشكال حياته اليومية على مدى نحو خمس سنوات.