قال الدكتور سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر والأمين العام المساعد بالدعوة والإعلام الدينى بالمشيخة، إن تحديد نوع الجنين بالحقن المجهري إذا كان على سبيل مصلحة الأسرة فهو جائز شرعًا، أما إذا كان على سبيل مصلحة الدولة فهو غير جائز. وأوضح «عامر» ل«صدى البلد»، «إنه إذا قررت الدولة أن يكون مواليد هذا العام ذكورًا أو إناثًا فهذا غير جائز»، منوها بأنه «إذا رزق الرجل بأربعة أبناء «ذكوراً»، وأراد أن ينجب "بنتا"، فهذا جائز لأنه أمر انفرادي». واتفق معه في الرأي الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية، الذي أكد أن تحديد نوع الجنين جائز شرعًا بالنسبة للأفراد ما لم يُشَكِّل اختيارُ أحد الجِنسين ظاهرةً عامة. وأضاف «وسام»، أن تحديد نوع الجنين على مستوى الأمة فحكمه يختلف؛ لأنه سيتعلق حينئذٍ باختلال التوازن الطبيعي الذي أوجده الله تعالى، وباضطراب التعادل العددي بين الذكر والأنثى الذي هو عامل مهم من عوامل استمرار التناسل البشري، وتصبح المسألة نوعًا من الاعتراض على الله تعالى في خلقه بمحاولة تغيير نظامه وخلخلة بنيانه وتقويض أسبابه التي أقام عليها حياة البشر. وأشار مدير إدارة الفتوى المكتوبة، إلى أنه يجب على المسلم أن يرضى بما قسم الله له، كما قال تعالى: «لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ». وكانت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قد قالت إن تحديد جنس الجنين بمثابة تلاعب بمنهج الله تعالى، مؤكدة أن تجارب تحديد الجنس «نصب واحتيال». وأضافت «صالح»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «انتبهوا أيها السادة»، المذاع على قناة «الحياة»، تقديم هالة فاخر، أن هذه التجارب تجرؤ على الله، وتدخل في إرادته، مشيرة إلى أن الله وحده هو عالم الغيب والشهادة. وشددت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على أنه لا يمكن للإنسان أن يتدخل في مشيئة الله، استنادًا إلى قوله تعالى: «وما تشاؤون إلا أن يشاء الله».